يرى الناس الحياة كتلك الهيئة التي بالصورة .. يروها بعين السجناء لا بعين الأحرار في أعماقهم .. سجناء خالدين فيها بخلود أجسادهم الخاوية من أرواحها ..فوهم الحرية الذي عشنا به متحررين منه على شكل قضبان حديدية لم يكن كفيلا بتحريرنا وشعورنا بمعنى الحرية في الوقت الذي وقعنا به أسرى لسجن أشد قسوة وظلاما ..سجن النفوس والعقول داخل برمجة عميقة أفقدتنا التقدير الذاتي لأنفسنا وسلبتنا السعادة الحقيقة فكانت رغبة الموت أكبر من رغبة الحياه أملا بحرية منتظرة لا يفقهونها و لايعرفون كيف هي ملامحها .. أي في الجنة التي ستلغى بها كل السجون التي صنعناها بأنفسنا وااااهميين فكانت ..
قناعاتنا سجن ...منابع علمنا الثابتة .. سجن ...أفكارنا الحزينة .. سجن ..رغباتنا و آلامنا.. سجن
تعلقنا بغير الله.. سجن ...خوفنا من الله بدلا من حبه سجن كبير مظلم ....موروثنا البالي .. سجن .. فأصبح الناس يريدون ولا يريدون ...
لا تريد أن تحب .. تخاف من عدم القبول ... سجن...
لا تريد تعلم السباحة ... تخاف من الغرق ...سجن
لا تريد التعلم .... تخاف من الفشل ...سجن
لا تريد التغيير ... تخاف من المجهول .....سجن
لا تريد الغنى ..تخاف من الفتنة .... سجن
لا تريد التعامل مع النساء ..تخاف من هشاشة قيمك ..سجن
لا تريد التفكير ... تخاف من الضلال ...سجن
لا تريد تحرير آلامك ...تخاف الحرية ...سجن
لا تريد الحرية ...تخاف الانفلات ...سجن
وما كان سجن يوسف خلف القضبان ...الا حرية له ...لأنه عندما انقطع عن الخارج أبصر بداخله .. وعندما أبصر بداخله ... أصبح عزيز مصر ... فكانت ايات الله في يوسف ..
"وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ " و "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" ....
لماذا يريدنا الله الابصار بأنفسنا ...؟؟؟؟؟؟ لنعيييييش الحرية .... أصدقائي الرائعيين ..