في كثير من الأحيان عندما نتحدث عن أوضاع مختلة بقصد تصحيحها يفقد البعض عقولهم بلا سبب مقنع. يعتقدون أنهم المعنييون بالأمر وأن الشروط تنطبق عليهم. البعض يصاب بالهلع ولا حول ولا قوة إلا بالله. هذة الحالة تصيب الكثيرين ويصبح من الصعب توجيه الكلام أو النصح والإرشاد أو حتى إيصال المعلومات العادية للناس، إذ تتطلب عملية إيصال المعلومة جيش من الأشخاص المستعدين للرد على الإستفسارات وتهدئة الأنفس المضطربة.
لا أستطيع تحديد السبب بدقة ولكن لسبب ما يميل أكثر الأشخاص إلى إتهام أنفسهم بأنفسهم. هل هذة عقدة عربية؟ هل هذا ناتج عن خلل في الثقافة العامة للمجتمعات؟ هل لأننا تعودنا أن نعيش كمتهمين دائما؟ الله أعلم! البعض لا تجد موضوع أو فكرة إلا وتنطبق عليه أو هكذا يعتقد. إن تحدثنا عن الفاسقين ظن أن الكلام عنه شخصيا وإن تحدثنا عن المقصرين أو الفاشلين أو المحبطين أو أي فكرة سلبية بقصد تصحيحا إلا ووجدناه يتهم نفسه بنفسه وينزعج أيما إنزعاج من الأمر.
لا أحد يتهمك بشيء لأن الطبيعي أن الناس تتحدث عن الأوضاع الخاطئة لتصحيحها أو تحسين معطياتها وليس من المنطقي أن تحسب كل صيحة عليك. بهذة الطريقة أنت تخلق أعداء لنفسك من لا شيء وأنت الوحيد الذي سيتأثر وتضيع جهوده هباء منثورا. حاول أن تفهم المعنى ثم أنظر هل الكلام موجه إليك فعلا أم أننا نتحدث عن مواقف يتعرض لها أشخاص آخرين؟ فعلى سبيل المثال عندما تقرأ كتب القانون فهل كل ما في الكتب ينطبق عليك؟ لماذا تخاف من عقوبة السرقة إن لم تسرق أنت؟ هل القانون الصارم ضد المتاجرة بالمخدرات يعنيك؟
في العمل، عندما يقرر المدير العام وضع ضوابط على الموظفين المتسيبين لماذا تخاف أنت؟ هل أنت موظف متسيب؟ السؤال هو لماذا تعتقد أنك متهم؟ إبحث في نفسك.