أعتقد والله أعلم أن العرب هم من أكثر الأمم تشاؤما على وجه الأرض رغم أن بلادنا تحتوي على خيرات كثيرة من طرفها لطرفها ولكن الناس لا ترى ولا تريد أن ترى.
المتشائم عبارة عن كتلة صماء مظلمة وهذا شأنه لكن ما يهمنا هم المجموعة القليلة من المتفائلين والناجحين الذين يعيشون في هذا الوسط الكئيب. عليك أن تدرك هذة الحقيقة لتتجنبها. لا تتوقع الدعم من المتشائمين ولا تتوقع تعاونهم ولا تتوقع فهمهم لما تقوم به.
عليك أن تخرج نفسك بنفسك ولا تنتظرهم أبدا. ستراهم في بيتك، في أهلك في أصدقائك وفي الناس في بلدك وحتى في أشخاص بعيدين عنك كل البعد. لن يعجبهم أنك متفائل ولن يعجبهم أنك تحاول ولن يعجبهم أنك ناجح. هم يريدونك في القاع معهم.
سيحاولون تحطيمك وسيحاولون التقليل من شأنك وكعادة العرب العريقة سيتطاولون عليك بألسنتهم. لماذا؟ لأن العرب بشكل عام لا يملكون إلا السنتهم يوجهونها كالسياط لكل ما يتفوق على مستويات تفكيرهم المتدنية.
الحل بسيط جدا، تجاهلهم تماما وكأنهم غير موجودين وإستمر في بذل الجهود نحو ما تريده. كن كسيدنا نوح عندما بنى السفينة في الصحراء فإستهجنه قومه ولم يفلح في إقناعهم بشيء طوال الف عام لكنه في النهاية نجى وغرقوا.
إستمر في بناء سفينتك بالأمل وبالإصرار وعدم الإلتفات للحمقى وفاقدي الأمل في الحياة. إجمع الناجحين والمتفائلين حولك، إدعمهم ويدعمونك وتأكد تماما أن الذيل سيبقى ذيلا. عندما تنجح ويسطع نجمك سيلحقك من كذبوك كالذيول، هم لا يمكنهم أن يتقدموا أبدا. كل ما يعرفونه هو الأخذ بلا مقابل، يتملقون كل ناجح فإن أعطاهم سكتوا قليلا ثم طالبوا بالمزيد فإن أعرض عنهم سبوه وشتموه وقالوا فيه الأقاويل.
إن أردت أن تتقدم حقا فعليك أن تفقد الأمل، إفقد الأمل في المتشائمين لأنك حينها ستركز على نفسك وعلى إنجازاتك. ربما يزين لك الشيطان مد يد العون لهم ويغريك بكسب الحسنات عندما تحاول أن تساعدهم ولكن صدقني لم يفلح أحد قبلك في تحويل متشائم واحد إلى متفائل. هل تعلم لماذا؟ لأن المتشائم لا يريد تحمل مسؤلية حياته، لا يريد أن يسعى ويجتهد وكل ما يتمناه في الحياة هو أن يفشل الجميع حتى لا يضطر لتبرير فشله.
تلك أرواح معذبة تتلذذ بالألم فأتركها وإنطلق في دربك نحو السعادة فأنت لا تقسم رحمة ربك.