كانت تنظر الى الارض ويداها خلفها وضهرها مسند الى الحائط ..ملأى غيضا من الموقف السخيف التي هي فيه ... كانت سعيدة هذا الصباح ومبتهجة ... بدأت صباحها بابتسامة واسعة .. استمعت الى اغنيتها المفضلة .. مزاجها كان باحسن حالاته .. مرت احداث يومها بكل سلاسه ... حتىى وجدت نفسها تتجادل مع احدهم في موقف لا تحب ان توضع فيه ابدا ..لم تكن لديها رغبة في الانجرار الى نقاشه العقيم .. لا تريد حتى الدفاع عن نفسها .. امتلأت حنقا وغضبا ... تمنت اخراجه خارج الغرفة التي كانت فيها واغلاق الباب.. هكذا بكل بساطة..
فكرت للحضة .. لما تسمح بهذا .. لما تقفل باب بيتها في وجه كل غريب او لص ... تغلق شباك غرفتها اذا كان الجو ممطرا او مغبرا ... وتفتح ابواب عقلها وقلبها لكل من هب ودب.
لما نسمح لاي كان ان يسلبنا لحضات فرحنا الجميلة.. ان يعكر صفونا ومزاحنا .. لما نسمح ان يبيعنا فكرة حتى لو كانت غبية او تدل على عقده نفسية لمن باعها لكننا نتبناها بكل اخلاص وندافع عنها ونتصرف كما لو كانت فكرتنا نحن.. حتى فقدنا التمييز بين افكارنا وافكار غيرنا ..ترك قلوبنا كاسفنجة تمتص مشاعر من حولنا حتى تمتلئ وتتضخم بها.
فكم من مرة واجهنا موقف او كلمة او حتى تعبير وجه من احد ما لم نحبه افسد يومنا .. قد يبدو هذا غير منطقي لكن هذا ما يحدث يوميا .. نحن نتعامل مع الحياه بانفس وقلوب وامزجة مفتوحة بدون حراسة .. خاضعين كليا للغير .. بكل نواياهم حسنة كانت او سيئة ..جميلة او قبيحة .. لا يهم، فنحن خاضعون لها دائما .. فمن لا يملك نيه واضحة فهو ضمن نوايا الاخرين ... ضمن خطط سيرهم .. واسلوب حياتهم وافكارهم ..
أذا ما الحل؟ كل يوم سوف يحوي الكثير مما لانرغب.. من مواقف واحداث وحتى اشخاص .. كيف لا نتاثر؟ كيف نحمي ابوابنا من كل هذا؟ .. ببساطة تجاهلها..لا نعطيها اهتمامنا وطاقتنا كثيرا .. تركيزنا هو قوتنا .. فكل ما نركز عليه سوف نؤكده ويزداد في واقعنا ويجر الينا ما يشبهه .. اراء الاخرين ومشاعرهم ليست مشكلتنا وليست نحن .. هي اشياء تخص غيرنا وهم وحدهم مسؤولون عنها ... ممكن ان نقبلها او نرفضها ..
ربما فقط مراقبة افكارنا ومشاعرنا خلال اليوم .. فنحن كثيرا ما نراقب غيرنا لكن قلما نراقب ونفهم انفسنا .. حينها وبمرور الوقت ممكن ان نفهم كيف ومتى نسحب السلطة من الغير في التاثير علينا .. حينها ممكن ان نضع حراس تحمي كل ما هو جميل داخلنا .. فنحن نستحق السعادة .