إن الله معك ..طالما أنه وضع فيك ما تريد . و أبصرت أنت به بنور من الله فاعلم أن الله معك ..نعم ستحزن لأن أول من يكفر بك و بموهبتك و بطموحك هم أقرب الناس إليك .أول من يخالفك و يعارضك و يتهمك بالجنون ..نعم هم أقرب الناس إليك ..
ولكن تمهل عزيزي القاريء ألم يخبرنا الله عن ذلك مسبقاً .:
ألم يعادي آزر ابراهيم و اعدوا له ناراً كانت بردا و سلاما عليه ..فقط لأنه آمن
ألم يتسبب أبناء يعقوب بألمه الطويل وحرمانه ابنه يوسف ومن بعده بن يامين
ألم يلقي أبناء يعقوب أخيهم يوسف بالبئر ..و الذي أصبح ملكا
ألم تتخلى زوجة لوط عن زوجها
ألم يكفر ابن نوح بأبيه
ألم يكفر أهل سيدنا محمد بنبوته وهو الصادق الأمين ..
أليست كل تلك السير التي أخبرنا الله عنها تدل على أنه الوضع الطبيعي هو مهاجمتك و ردعك من أقرب الناس إليك وكفرهم بك و بما تريد ..ماذا أراد الله لنا بهذا مثلا ..ألس ليقول لنا أننا بما نؤمن به نبدأ وحيدين و بإصرارنا و إيماننا بما نريد سنصل له بعون و تأييد منه عزوجل مهما كان من عاداك ....
إذن لا تحزن إن لم يؤمن بك و بأهدافك أحد إن لم يؤيدك أحد ..فلطالما كانوا الناجحين قلة والمعارضين كثرة .و من بعد النجاح المصفقين أكثر وأكثر .والمتصيدين أكثر و أكثر .. فأكثر الناس لا يعلمون ..
في غيمة الحزن التي تخيم على الشخص الذي يريد الوصول الى أهدافة وسط المعارضين يغفل عن أنه هنا بالذات و عند هذه النقطة تحديدا يظهر التميز بين الناس وهنا الدرجات تعلو أو تقل ليختار مع من يريد أن يكون المؤمنين بما يريدون أو المنهزمون .. فلو كان المجتمع كله سواسية بالتفكير والطموح والايمان لفقدت الحياه متعتها و الشغف بها و كانت أشبه باللون الواحد الذي لا يعكس إلا نفسه ..فلن تجد احدا يتحرك نحو أي شيء فالكل متشابه ومتساو في التفكير والطموح والايمان . كالمسرحية التي يقوم جميع ممثليها بنفس الدور ..
كيف سيظهر المؤمن والكافر وكيف سيتميز الناجح من الفاشل لو لم يوجد هذا الاعتراض الذي سيظهر حجم التميز و الايمان بما يريده الشخص و يطمح للوصول إليه .. .و ثق أنه ليس وراء كل رجل عظيم أو إمراة عظيمة إلا جموع من المعارضين والمحبطين ..
فقط أمن بما تريد و الله معك فمن اعتمد على إيمان الناس خسر و من آمن أن رب الناس معه فاز
سر ..و دع قافلتك تسير ..و الكلاب من حولها تنبح ..
عيشها صح ..غادة حمد
