إيجابي أم انتحاري ..

»  إيجابي أم انتحاري ..
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 4 دقائق

تشتت الناس بمفهوم الإيجابية كوصف للذين يرغبون بالإقبال على الحياه .. والسعي لها و بها نحو النجاح والسعادة ..فكان هذا التصنيف عبئا على أصحابه وعلى ادمغتهم التي لم تتعرف على هذا المصطلح غير الموجود وغير المعترف به نظرا للكم غير المحدود من الأفكار والمعتقدات المخزنة في الدماغ إضافة الى الظروف المحيطة بالشخص بل و بالمنطقة العربية كلها . فبدلا من أن يكون أثر هذا المفهوم طيباً على النفس أصبح العكس تماما و ضارا بمن يرغب بتبنيه ..
و كنتيجة اخرى لسوء الفهم و لهذا التصنيف فعل الناس فعلهم الناتج عن الفهم الخطأ لمعناه مع " محاولي الإيجابية " بإحباطهم و منعهم حتى من التنفس الطبيعي فأصبحوا يهاجموا على :

إن حزن الشخص لحدث مؤلم ... يهاجم على أساس أنه إيجابي .. لايجوز أن تحزن
إن غضب لحق أو إهانة .. يهاجم لأنه إيجابي ..لا يجوز ان تغضب
إن مرض الإيجابي ... يسخر منه على اساس انه إيجابي
إن أصابه التعب ... على أساس انت مصدر للطاقة

والامثلة كثيرة على نفس النحو ..فأصبح هذا الشخص يواجه خطر انه إنتحاري وليس إيجابي .. لدي شعور ماذا أفعل به نتيجة حدث ما .؟؟؟ يخاف من ما يجب أن يفعله فيصبح سلبي غير إيجابي حسب ما هو متعارف على الإيجابية .فيضطر لكبت مشاعره حتى يطبق هاذا الإدعاء لهذا المسمى ..
ربما أساء مدربين كثر في وصف الإيجابية لانهم ابتدئوا دون تفكر و اعتمدوا على التلقين للمعلومة دون العيش بها و تجربتها لإثبات صحة المعلومة أو صحة فهمها بالأصل . إذن الآن ما هي الإيجابية :

بالرغم من أنني أرفض التصنيف للأشياء إلا أنني أعرف الإيجابية ببساطة بالتحسين المستمر للأفضل و هو ما يعادل الشعار العالمي الياباني KIZEN : و هو شعار يتكون من كلمة ( كاي "Kai" وتعني التغيير ... و كلمة زن "zen" و تعني للأفضل ) و التي : تترجم الى Continual Improvement .
أما ما يحدث في رحلة التغيير للأفضل من مطبات و أحداث طيبة أو سيئة و التفاعل معها والنهوض منها و الاستمرار في التطور و التحسن هو الإيجابية بعينها .فتفاعلك مع الحزن إن وجد لا يلغي أنك أفضل و غضبك الخارج عنك في ظروف استدعت هذا الغضب هو الإيجابية بعينها فأنت بتفريغك لشعورك و تعاملك معه هو المعنى الحقيقي المراد من هذا المسمى فأنت إيجابي لنفسك و مع نفسك وليس إيجابي مع الآخرين على حساب السلبية مع نفسك .هنا الفكرة ..و هنا الخطأ في الفهم بالنسبة للكثيرين .. كن أنت على طبيعتك ..دون تكلف و اصطناع .لا تضحك إن كنت لا ترغب ..لا تجامل إن كنت في مزاج لا يسمح ..لا تحمد الله وانت لا تشعر بهذا الحمد ..لا تتكلف بدعوى الإيجابية أبدا ..فتصبح كالقنبلة الموقوته تدمر نفسك ثم غيرك كالإنتحاري تماما ..
أنت سلبي مع نفسك كاذب معها أنت سلبي إن كان هذا المسمى الذي يقنعك .الإيجابية والسلبية بالدرجة الأولى هي مع النفس و ليس مع الناس ..عندما تحسن مع نفسك وتفرغ شعورك وتعمل على تطوير نفسك سينعكس كل ذلك على الآخرين بنسب مختلفة بالإضافة الى خروج اناس كثيرين من حياتك نتيجة هذا التطور والتحسن للأفضل ..
كل شيء تتفاعل معه بدون تصنع و تمثيل هو إيجابي بالنسبة لك ..مع الإستمرار بالتعليم والتطوير للذات ..
لو كنت تسير بالطريق وتعرضت أثناء قيادتك لحادث أو مطب قوي ..هل ستضحك كثيرا لأنك إيجابي ..لا أبدا ربما تغضب وتثور .. ربما تنزعج قليلا .. ربما تبكي الفتيات على الأغلب ..ثم مباشرة تحمد الله على السلامة ..ثم تبدا بالإجراءات التصحيحية للحادث .. أنت إيجابي قطعاً ... إن بقيت غاضبا و تركت المكان و سيارتك و رائك وبدأت باللعن و السب والشتم و تحميل المسؤولية لغيرك و للطريق المتضرر وووو .. أنت إنسان سلبي ..
قد تقدم على مشروع و تفشل فيه .. تحزن . تتألم ..تأخذ وقتك في التفاعل مع هذه الخسارة وكلما كنت تتعلم اكثر وتتطور فترات حزنك و غضبك لا يكون طويلا جدا ..بل تقصر كلما أزداد وعيك وتزداد قوة و مناعة ... ثم تعيد دراسة الجدوى من جديد و تدرس الموضوع اكثر وتستمر مع التحسين .. أنت هكذا إيجابي جدا ..وليس إنتحاري ..
بالنسبة للتدريبات والتمارين والتوكيدات الإيجابية تعتبر مضرة جدا نتيجة مقاومة الدماغ لها لعدم تصديقه إياها ..هذه التوكيدات والتمارين تمارس بالتأمل والتركيز .و انا لا أفضل بالبدء بها أبدا في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها كثير من الناس .. بل يفضل استثمار الأوقات التي يكون بها الإنسان سعيدا او بالشعور المحايد مع الشعور بها والتامل فيها و ليس كلمات تردد في الهواء .
ومع التعليم المستمر ستبدأ بمعرفة أن كل أمرك خير في كل الأحداث بأنواعها ..وتعليمك سيسعفك وقت الشدة لتجد نفسك اكثر ثباتاً وجأشا ف الأحداث الصعبة .. عندها ستلاحظ التحسن في نفسك وستسعد كثيرا ..
أما السلبية هي فقدان الرغبة بالحياه وفي كل شيء فيها و الإيمان بعدم الجدوى من أي عمل قد يكون مفيد للتحسين
و اختيار الأسوء كطريق الشر مبررا لسوء الحال .. ببساطة شديدة ..
فتجد هؤلاء الناس هم أكثرهم كسلا و شكوى و اعتراض و إحباط وأذى للآخرين .او أكثرهم شراً كتجار المخدرات ومتعاطيها والمخادعين واللصوص والقتلة وكل من يسبب الضرر للناس ...
الإيجابية : التحسين المستمر للأفضل والتفاعل الصادق مع النفس
السلبية : فقدان الإيمان بالخير والرغبة في المحاولة ..
أرجو أن تكون الفكرة وضحت لكل من تألم من موضوع الإيجابية والسلبية ...دمتم بخير

عيشها صح
غادة حمد

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    إيجابي أم انتحاري ..

    مدة القراءة: 4 دقائق

    تشتت الناس بمفهوم الإيجابية كوصف للذين يرغبون بالإقبال على الحياه .. والسعي لها و بها نحو النجاح والسعادة ..فكان هذا التصنيف عبئا على أصحابه وعلى ادمغتهم التي لم تتعرف على هذا المصطلح غير الموجود وغير المعترف به نظرا للكم غير المحدود من الأفكار والمعتقدات المخزنة في الدماغ إضافة الى الظروف المحيطة بالشخص بل و بالمنطقة العربية كلها . فبدلا من أن يكون أثر هذا المفهوم طيباً على النفس أصبح العكس تماما و ضارا بمن يرغب بتبنيه ..
    و كنتيجة اخرى لسوء الفهم و لهذا التصنيف فعل الناس فعلهم الناتج عن الفهم الخطأ لمعناه مع " محاولي الإيجابية " بإحباطهم و منعهم حتى من التنفس الطبيعي فأصبحوا يهاجموا على :

    إن حزن الشخص لحدث مؤلم ... يهاجم على أساس أنه إيجابي .. لايجوز أن تحزن
    إن غضب لحق أو إهانة .. يهاجم لأنه إيجابي ..لا يجوز ان تغضب
    إن مرض الإيجابي ... يسخر منه على اساس انه إيجابي
    إن أصابه التعب ... على أساس انت مصدر للطاقة

    والامثلة كثيرة على نفس النحو ..فأصبح هذا الشخص يواجه خطر انه إنتحاري وليس إيجابي .. لدي شعور ماذا أفعل به نتيجة حدث ما .؟؟؟ يخاف من ما يجب أن يفعله فيصبح سلبي غير إيجابي حسب ما هو متعارف على الإيجابية .فيضطر لكبت مشاعره حتى يطبق هاذا الإدعاء لهذا المسمى ..
    ربما أساء مدربين كثر في وصف الإيجابية لانهم ابتدئوا دون تفكر و اعتمدوا على التلقين للمعلومة دون العيش بها و تجربتها لإثبات صحة المعلومة أو صحة فهمها بالأصل . إذن الآن ما هي الإيجابية :

    بالرغم من أنني أرفض التصنيف للأشياء إلا أنني أعرف الإيجابية ببساطة بالتحسين المستمر للأفضل و هو ما يعادل الشعار العالمي الياباني KIZEN : و هو شعار يتكون من كلمة ( كاي "Kai" وتعني التغيير ... و كلمة زن "zen" و تعني للأفضل ) و التي : تترجم الى Continual Improvement .
    أما ما يحدث في رحلة التغيير للأفضل من مطبات و أحداث طيبة أو سيئة و التفاعل معها والنهوض منها و الاستمرار في التطور و التحسن هو الإيجابية بعينها .فتفاعلك مع الحزن إن وجد لا يلغي أنك أفضل و غضبك الخارج عنك في ظروف استدعت هذا الغضب هو الإيجابية بعينها فأنت بتفريغك لشعورك و تعاملك معه هو المعنى الحقيقي المراد من هذا المسمى فأنت إيجابي لنفسك و مع نفسك وليس إيجابي مع الآخرين على حساب السلبية مع نفسك .هنا الفكرة ..و هنا الخطأ في الفهم بالنسبة للكثيرين .. كن أنت على طبيعتك ..دون تكلف و اصطناع .لا تضحك إن كنت لا ترغب ..لا تجامل إن كنت في مزاج لا يسمح ..لا تحمد الله وانت لا تشعر بهذا الحمد ..لا تتكلف بدعوى الإيجابية أبدا ..فتصبح كالقنبلة الموقوته تدمر نفسك ثم غيرك كالإنتحاري تماما ..
    أنت سلبي مع نفسك كاذب معها أنت سلبي إن كان هذا المسمى الذي يقنعك .الإيجابية والسلبية بالدرجة الأولى هي مع النفس و ليس مع الناس ..عندما تحسن مع نفسك وتفرغ شعورك وتعمل على تطوير نفسك سينعكس كل ذلك على الآخرين بنسب مختلفة بالإضافة الى خروج اناس كثيرين من حياتك نتيجة هذا التطور والتحسن للأفضل ..
    كل شيء تتفاعل معه بدون تصنع و تمثيل هو إيجابي بالنسبة لك ..مع الإستمرار بالتعليم والتطوير للذات ..
    لو كنت تسير بالطريق وتعرضت أثناء قيادتك لحادث أو مطب قوي ..هل ستضحك كثيرا لأنك إيجابي ..لا أبدا ربما تغضب وتثور .. ربما تنزعج قليلا .. ربما تبكي الفتيات على الأغلب ..ثم مباشرة تحمد الله على السلامة ..ثم تبدا بالإجراءات التصحيحية للحادث .. أنت إيجابي قطعاً ... إن بقيت غاضبا و تركت المكان و سيارتك و رائك وبدأت باللعن و السب والشتم و تحميل المسؤولية لغيرك و للطريق المتضرر وووو .. أنت إنسان سلبي ..
    قد تقدم على مشروع و تفشل فيه .. تحزن . تتألم ..تأخذ وقتك في التفاعل مع هذه الخسارة وكلما كنت تتعلم اكثر وتتطور فترات حزنك و غضبك لا يكون طويلا جدا ..بل تقصر كلما أزداد وعيك وتزداد قوة و مناعة ... ثم تعيد دراسة الجدوى من جديد و تدرس الموضوع اكثر وتستمر مع التحسين .. أنت هكذا إيجابي جدا ..وليس إنتحاري ..
    بالنسبة للتدريبات والتمارين والتوكيدات الإيجابية تعتبر مضرة جدا نتيجة مقاومة الدماغ لها لعدم تصديقه إياها ..هذه التوكيدات والتمارين تمارس بالتأمل والتركيز .و انا لا أفضل بالبدء بها أبدا في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها كثير من الناس .. بل يفضل استثمار الأوقات التي يكون بها الإنسان سعيدا او بالشعور المحايد مع الشعور بها والتامل فيها و ليس كلمات تردد في الهواء .
    ومع التعليم المستمر ستبدأ بمعرفة أن كل أمرك خير في كل الأحداث بأنواعها ..وتعليمك سيسعفك وقت الشدة لتجد نفسك اكثر ثباتاً وجأشا ف الأحداث الصعبة .. عندها ستلاحظ التحسن في نفسك وستسعد كثيرا ..
    أما السلبية هي فقدان الرغبة بالحياه وفي كل شيء فيها و الإيمان بعدم الجدوى من أي عمل قد يكون مفيد للتحسين
    و اختيار الأسوء كطريق الشر مبررا لسوء الحال .. ببساطة شديدة ..
    فتجد هؤلاء الناس هم أكثرهم كسلا و شكوى و اعتراض و إحباط وأذى للآخرين .او أكثرهم شراً كتجار المخدرات ومتعاطيها والمخادعين واللصوص والقتلة وكل من يسبب الضرر للناس ...
    الإيجابية : التحسين المستمر للأفضل والتفاعل الصادق مع النفس
    السلبية : فقدان الإيمان بالخير والرغبة في المحاولة ..
    أرجو أن تكون الفكرة وضحت لكل من تألم من موضوع الإيجابية والسلبية ...دمتم بخير

    عيشها صح
    غادة حمد

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين