بيوت عربية ... جدرانها من حجر ..فاخرة فارهة .. و فارغة تماما من محتواها ..سكانها أصنام أوغاد لا ينالون من هذه البيوت سوى متعة مؤقتة و لا يقدمون لها سوى الظاهر الذي يبقيهم في منظر فاخر و على قيد الحياه فقط و بلا حياة حقيقية تعاش نعم هي البيوت العربية ..
مررت اليوم بالقرب من بيت جميل تعيش به أسرة أعرفها جيداً سيدة جميلة رقيقة و زوج محترم و جنتل مان ..هكذا الظاهر ولكن هذا البيت يصدر الآن صراخاً يعلو السماء و ضرباً يسمع تفاصيله الأصم ... الرجل الجنتل مان يضرب بقوة المرأة الجميلة الرقيقة زوجته ..والاطفال من حولهم يصرخون .. توقفت بسيارتي قليلا .. مذهولة من هول الصوت و الحالة التي أسمعها وتفاجئت بها ولا أحتاج أن أقترب كثيراً فالصراخ كفيل ليصل الى عشرين متراً ليسمع ... فجاء شاب رآني مذهوله و أخبرني أن هذه الحالة كالوجبات الدليفري مرتان او ثلاثة اسبوعياً ...
هذه السكن الذي تحدث عنه الله في كتابه العزيز في البيوت العربية ..المودة والرحمة ..؟؟
لو وجهنا بعض الأسئلة لتفكير الرجل الذي يضرب زوجته ترى ماذا سيجيب؟
1- من انت لتضرب زوجتك ؟ وهل تستطيع ضرب إمراة لا تخصك .. هل رابط الزواج سمح لك بضرب زوجتك ؟ فليقطع هذا الرابط التعيس حتى تقطع يدك معه .
2- كيف تضرب إمرأة ثم تعاشرها ؟ ألا تشعر بأنك تشبه الحيوانات في فعلك ؟
3- كيف يتوقع هذا الكائن اللابشري بأن زوجته بعد هذا الذل ستحبه للحظة واحدة و إن كذبت عليه في لحظة الرضا ! لا لن تحبك لحظة بل و إن كانت تشعر بأنها عاجزة ثق تماما أنها تتمنى موتك وانت بجانبها و في سريرها و بل في اللحظات الجنسية و لا تسمى الحميمة بين هكذا علاقة .. هي ترغب في أن تراك مقتولا لتقيم عليك العزاء متأثرة أمام الناس .. راقصة بينها وبين نفسها .
4- كيف يعتقد الرجل الذي أفقد زوجته كرامتها بأنه حصن لها ..فلتعلم أنها غير محصنة أبدا بأمثالك .. فمن فقدت كرامتها على يد زوجها في الداخل لن تكون محصنة بين يدي رجل يظهر لها مالم تجده عندك ..فكيف تعتقد أنك في مأمن من أن تقتلك زوجتك برجل آخر لتقول لك أنت لست برجل يملا القلب ولا العين .. فقد علمتها ان تهون عليها كرامتها عندما تضربها ثم تراضيها لتعاشرها ثم تضربها عند الزلل والخطأ ثم وثم وثم .. هل انت متأكد من أن لديك عقل تفكر فيه ..
يصدم المجتمع من ما يسمونه خيانات زوجية ..و من قال أنهن محصنات لتسميها خيانات .. أعط الحصانة اولا ثم ندد بمن خانت . تعلم كيف هو الزواج و ما معنى المودة و الرحمة ثم تكلم و ندد . فمن قطع حبل المودة و الرحمة هو الذي خان كل عهود الله فمن أنت حتى لا تخان .. أنت أصغر من أن تحفظ لك كرامة ..
إذهب لطبيب نفسي لمعالجتك من هذا المرض حتى تصل الى مرحلة اولية ليقال عنك رجل ..
نحن في هذا المقال لا ندعو المرأة المهانة معك للخيانة ليس من أجلك قطعاً ..بل لأجلها و لأجل عهد الله بها و لكن أدعوها و بقوة لخلعلك بكل الطرق و الوسائل غير آبهة لا بك و لا بأطفالك إن أنت إردت محاربتها بهم .. بل و ألوم و بشدة النساء اللواتي تنازلن عن كرامتهن للبقاء مع هذا الصنف من الرجال بحجة الضعف و الإنكسار والأولاد .. بل وإن وردي الضرب بضرب أكبر قبل أن تقبلي الصلح معه لأجلك حتى لا تعتاد نفسك على الإهانة فتسقطي مع الذئاب الحنونة في الخارج بسهولة و لا تصعب عليك نفسك .. نتيجة لما تعلمتيه من هذا الزوج . لأنك قطعا شعرت كم انت رخيصة عنده ضرب ثم عشرة .تدمير ذاتي غير عادي .. انتبهي من هذه النقطة جيداً .
أقول للرجل الذي يؤيد ضرب المرأة . هل ضربك رجلا و صراخك ملأ المكان ..أرجو بشدة أن تعيش ذلك الدور لتعرف خطر و معنى ما أقوله على نفس المرأة و كينونتها التي تختل بهذا الفعل .هذا إن لم تكن أصلا تشعر أن لا مكان ولا قيمة لك إلا على صراخ و أنين إمرأتك ...فعلى الأغلب لا تشعرون بالرجولة إلا غلى النساء .. و النساء الضعيفات منهن .. ركز الضعيفات فقط ..
هذه هي البيوت الخاوية على عروشها ..سكانها أموات تصدر الخراب والفشل في نفوس الأطفال و المحيطين ..بيوت لا تحوي بداخلها الا الموت البطيء تحت التراب وترسل ذبذبات الخوف والانهزام والانكسار ..أطفال خائفين كارهين لوالديهم وللحياه ..
هذه نواة المجتمع .. فعندما تحولت لسكن للأشباح امتد الخراب للنواة الأكبر المحيطين والاصدقاء والأفارب ..لتمتد أكثر نحو النواة الأكبر الدولة (الوطن السكن الاكبر للشعب ).. ولا يجب أن ننسى ان النواة الاولى هي في نفس ذلك المضطرب ففسدت نواته ليفسد نواه شريكته فعائلته فأصدقائة ومجيطه ودولته .. لذلك كانت دعوى الله للبشر بأن يبصروا أنفسهم وأن يغيروا ما بانفسهم قبل الهروب من أنفسهم و انشغالهم الكاذب بمهاجمة سوء و إصلاح غيرهم ..
انظروا إلى الأوطان العربية الخاوية على عروشها .. نعم هذا هو الطبيعي .. فنواتنا فاسدة وستفسد اكثر طالما أنك لا ترى ولا تعيش في الوطن الأكبر من كل شيء وهو قلب المراة وحضنها الدافيء .
لا تتفق معها .. لا تحبها . لا تعجبك .. اخترت شريكة خاظئة .. طلقها .. انفصل عنها بحب واحترام حقك المطلق .. أما ان تضربها وتهينها وتنتج منها اطفالاً بؤساء مثلك .. فهذا ما لايحق لك أبدا .. بل فسادك يجب ان يحارب لأنك لا تؤذي نفسك فقط بل تؤذي شعباً كاملا واجيالاً قادمة ..
توقف ..فكر .. وحاسب نفسك جيداً فلن تضيع الحقوق بل ستخلص بالطرق التي لن تعجبك ابدا ً .. قدر قيمة المرأة و ارحم الضعيفة منها .. علما بأننا سنعدك بأننا سنعمل على تحرير المراة من نفسها و ضعفها وجبروتك .. كن واثقا من ذلك ..
عيشها صح
غادة حمد