الجمال كما نعرفه هذة الأيام أو كما يحدده لنا مصمموا الأزياء والموضة ليس إلا خدعة بصرية قائمة على تغيير هندسة الوجه بحيث يعكس مقاييس عامة للقبول وليس بالضرورة الجمال الحقيقي. فالجمال الحقيقي مختلف تماما عن الجمال العام الذي نشاهده في وجوه الآخرين. هناك هندسة كونية محكمة تحدد معايير الجمال لكل إنسان على حدة. كل إنسان له ميزان للجمال مختلف عن الآخر لأن الجمال حاجة وليس شكل كما نعتقد. كل وجه في العالم مرسوم بحيث يؤثر في شخص واحد تأثيرا بالغا. حجم العين، المسافة بين العينيين، شكل محيط الوجه، الأنف، الشفتين، درجة لون البشرة، شكل الحاجبين، و تعابير الوجه. كلها مرسومة بدقة للتأثير على شخص واحد بطريقة مختلفة عن بقية البشر.
هذة الأشكال التي نراها في وجه الآخر تحدد هل هو مناسب لنا أم لا، هل يحركنا ويحرك تفاعلات كيميائية في أجسادنا أم لا، هل يكمل هندستنا الداخلية أم لا. إن كان هو الشخص المكمل لنا هندسيا فإننا سنراه أجمل من بقية البشر وسنتأثر به أكثر، سنشعر بالقوة والسعادة والحيوية والنشاط في سائر الجسد وفي كل خلية من خلايانا. هذا سيساعدنا على القيام بدورنا في الحياة فالجمال ليس للإستمتاع فقط وإنما لأداء غرض أكبر وهو أن نخدم دورنا في الحياة. لذلك لا يوجد إنسان جميل وآخر غير جميل وإنما إنسان هندسيا يكملنا أو لا يكملنا. عندما نحب فإننا نحب الشكل الهندسي الذي يحفزنا داخليا بغض النظر عن كونه يحفز الآخرين أم لا.
إذا عرفنا هذا عن الجمال بقي أن نعرف أن الجمال دائم لا يتغير بعوامل الزمن، فالمرأة تبقى جميلة كما هي وإن تقدمت في العمر. هندسة وجهها لن تتغير عندما تكبر. لن تبتعد عينيها من مكانهما ولن تتسعان فجأة أو تضيقان. خطوطها العامة ستبقى كما هي ولذلك تأثيرها الهندسي في نفس الرجل لن تتغير. ما يجعل الرجل ينفر من المرأة ليس تقدمها في العمر وإنما إختلاف الأنفس من الداخل وهذا الإختلاف لا علاقة له بالشكل الخارجي لأنه ثابت هندسيا. لو كانت الخلافات تحدث بسبب تدني مستوى الجمال لتطلقت كل النساء في سن الخمسين أو نحوه، ولو كان الجمال هو المقياس لما تطلقت الجميلات أبدا.
كل ما في الأمر أن المرأة إذا فشلت في حياتها القت باللوم على شكلها، فهذا أسهل من تطوير وعيها. وكذلك الرجل إذا زهد في المرأة عاب شكلها الذي كان يعجبه قبل شهور قليلة. الجمال هندسة ثابتة ولكن تتغير الأنفس.