غرقى في عالم التوهان

»  غرقى في عالم التوهان
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 2 دقائق

جلس وحده في الشرفة ليطالع كتاب قد مضى على وجوده في مكتبته مدة من الزمن، راح يقلب الكتاب حتى استقرت عيناه على صفحة ليسرح بمخيلته بمشاكل وهموم حدث قد عاش فيه لأكثر من أسبوع حتى أيقن مضي الوقت فاغلق الكتاب ولكنه لاحظ انه لم يقرأ ولا صفحة وسرعان ما وضع الكتاب على الرف وأكمل طريقه الى خارج المنزل وراح يجوب الشوارع بغير وجهة ولا هدف حتى رأى صديقاً له ليستمع لمشكلة حدثت لصديقه وانفعل حتى عاش المشكلة معه وراح يفكر بالحلول الممكنة ولم يجدوا لها حل. ثم أكمل طريقه لاهياً بأفكاره وفجأة خرجت سيارة من العدم كادت ان تصدمه لولا لطف الاقدار، فنزل من سيارته مسرعاً غير متماسك لنفسه لينهال بغضبه على السائق الاخر فنشبت بينهما مشادة كلامية وفرقوهما أناس كانوا موجودين.
وصل الى المقهى حيث جلس مع اصاحبه وهو غرقان بالتفكير بمشاكله وهمومه الغير محلوله تارة وبمشكلة صديقه تارة وبالموقف الذي حدث معه قبل قليل تارة أخرى وهنا سمع نداء من صديقه ليخيّره بين الرحيل معهم او استكمال سهرته بمفرده ورجع الى البيت نام ثم استيقظ صباحاً وهو يحمل معه نفس المشاكل والهموم، ليذهب الى عمله جسد خواء بلا إحساس بالزمن.
وهنا يكمن السؤال ... كم منا عاش مغيّبا في صراعات الهموم ومنغمسا بأحزان الحياة. واضعنا أيامنا بل سنين من عمرنا ونحن غرقى في افكارنا وحبيسي افقنا الضيق لنجد أنفسنا مثقلين بأعبائنا وهموم الاخرين عند نهاية كل يوم. وبذلك فقدنا احساسنا بالوقت ولم نعط للحياة المعنى الصحيح.
فلنرفق بأنفسنا ولنعطيها حقها بالعيش الصحي وعدم الانغماس بملذات الحزن والتوهان بأزمات الماضي.
لنعش لحظاتنا بما فيها من المر والجمال ولنودع اللحظات التي رحلت عنا فلقد ولّت من غير رجعة...
هل تتفق ...
عدي الحمداني

Photo by Jarek Kubicki on behance

باي نتورك

 

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    غرقى في عالم التوهان

    مدة القراءة: 2 دقائق

    جلس وحده في الشرفة ليطالع كتاب قد مضى على وجوده في مكتبته مدة من الزمن، راح يقلب الكتاب حتى استقرت عيناه على صفحة ليسرح بمخيلته بمشاكل وهموم حدث قد عاش فيه لأكثر من أسبوع حتى أيقن مضي الوقت فاغلق الكتاب ولكنه لاحظ انه لم يقرأ ولا صفحة وسرعان ما وضع الكتاب على الرف وأكمل طريقه الى خارج المنزل وراح يجوب الشوارع بغير وجهة ولا هدف حتى رأى صديقاً له ليستمع لمشكلة حدثت لصديقه وانفعل حتى عاش المشكلة معه وراح يفكر بالحلول الممكنة ولم يجدوا لها حل. ثم أكمل طريقه لاهياً بأفكاره وفجأة خرجت سيارة من العدم كادت ان تصدمه لولا لطف الاقدار، فنزل من سيارته مسرعاً غير متماسك لنفسه لينهال بغضبه على السائق الاخر فنشبت بينهما مشادة كلامية وفرقوهما أناس كانوا موجودين.
    وصل الى المقهى حيث جلس مع اصاحبه وهو غرقان بالتفكير بمشاكله وهمومه الغير محلوله تارة وبمشكلة صديقه تارة وبالموقف الذي حدث معه قبل قليل تارة أخرى وهنا سمع نداء من صديقه ليخيّره بين الرحيل معهم او استكمال سهرته بمفرده ورجع الى البيت نام ثم استيقظ صباحاً وهو يحمل معه نفس المشاكل والهموم، ليذهب الى عمله جسد خواء بلا إحساس بالزمن.
    وهنا يكمن السؤال ... كم منا عاش مغيّبا في صراعات الهموم ومنغمسا بأحزان الحياة. واضعنا أيامنا بل سنين من عمرنا ونحن غرقى في افكارنا وحبيسي افقنا الضيق لنجد أنفسنا مثقلين بأعبائنا وهموم الاخرين عند نهاية كل يوم. وبذلك فقدنا احساسنا بالوقت ولم نعط للحياة المعنى الصحيح.
    فلنرفق بأنفسنا ولنعطيها حقها بالعيش الصحي وعدم الانغماس بملذات الحزن والتوهان بأزمات الماضي.
    لنعش لحظاتنا بما فيها من المر والجمال ولنودع اللحظات التي رحلت عنا فلقد ولّت من غير رجعة...
    هل تتفق ...
    عدي الحمداني

    Photo by Jarek Kubicki on behance

     

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين