السرعة - الدرس الذي تعلمته متأخرا

»  السرعة - الدرس الذي تعلمته متأخرا
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 2 دقائق

السرعة في كل شيئ هذا ما كنت عليه. سريع في الفهم وسريع في إكتساب الخبرات والمهارات ومتفوق في كل شيئ أقوم به لكن هذة كانت الخدعة الكبرى التي عشتها طوال حياتي وآذيت بها نفسي قبل غيري.

لن يستطيع القارئ أن يدرك المعنى إن لم يكن هو بنفس القدرات والمهارات ويعاني من لعنة السرعة. إنها تركيبة غريبة من كل مؤهلات النجاح ممزوجة جيدا بكل أسباب الخسارة. أن تملك القدرة والكفاءة والتفوق وأيضا القوة الجسدية والشكل الأنيق (في الشباب) وشخصية تستحوذ على كل من يتعامل معها فهذا يجعلك تفقد صبرك بسهولة.

باي نتورك

صارت السرعة طبع في كل شيئ الى درجة لا أستطيع سياقة السيارة حسب السرعة القانونية أو حتى أزيد منها قليلا. كان عندي مبدأ ضعف العلامة الإرشادية. إن كانت تشير الى سرعة ثمانين كيلومتر في الساعة فهذا عمليا بالنسبة لي مئة وستين كيلومتر في الساعة. المشكلة أنني كنت أملك سيارات رغم أنها ليست للسباق لكنها سريعة وثابتة على الطريق وهذا بدوره شجعني على الإستعراض على بقية مستخدمي الطريق. كان ذلك جنونا صرفا أعترف.

كنت لا أنتظر أحدا أبدا. من يتأخر اتركه وامضي في طريقي. كل قراراتي كانت تتسم بالسرعة رغم أن كثير منها ان لم يكن اغلبها صحيح. هل لاحظت؟ سرعة ومقدرة على إتخاذ القرارات الصحيحة. هذة أيضا خدعة عشتها على الأرجح بسب تضخم إالإيغو للتفوق الكاسح على الجميع. حتى ولادتي جئت متقدما على الآخرين. ولدت لسبعة أشهر فقط. نعم حتى وأنا جنين كنت مجنون ومتسرع وهذا كلفني كثيرا.

الآن وبعد أن دمرت كل شيء وبلغت الخامسة والخمسين من عمري استطيع أن اخبرك بأنني عقلت. نعم هدأت لكن مازالت الثورات تتفجر بين حين وآخر لكنها تحت السيطرة. أشعر بألم في وجهي وفي الضفيرة الشمسية (منطقة أعلى البطن) عندما تراودني نفسي على الإنطلاق نحو أمر دون إنتظار. كل يوم أشعر بتحسن لأن كل يوم هو رحلة مريرة من الصراع مع الذات أن لا أتخذ قرار متسرع أو أتحرك بدون الوصول الى حالة هدوء داخلي.

لم يكن هذا ممكنا لو لا اعتناقي منهج الوعي. كل شيئ فيه بالنسبة لي لعب أطفال فهو سهل يسير ولم يخرج عن مصفوفة قيمي لكن الضربة الموجعة كانت في التوقف عن الفعل عندما أكون قادر عليه بل وأستطيع من خلاله تحقيق نتائج أسرع دون حاجة للصبر أو ترك الأحداث تحدث. الوعي نعمة فعلا لأنه يأتي في المواضع التي نحتاجها ويستفزها ويعصرها ويخرج قيحها ثم ينظر اليك وعلى وجهه إبتسامة شماتة ولا يتورع الوعي أن يضحك في وجهك حتى يسقط أرضا من شدة الضحك وأنت لا تملك الا أن تتمالك نفسك وتبلع شعورك بالإهانة من ذلك الوعي اللعين.

تعلمت. أنا الآن جاهز للعودة للحياة لكن بدون تلك السرعة الزائفة التي كانت تسبب مشاكل أكثر من تأتي بحلول.

يوما ما سأكون بطيئا فعلا.

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    السرعة - الدرس الذي تعلمته متأخرا

    مدة القراءة: 2 دقائق

    السرعة في كل شيئ هذا ما كنت عليه. سريع في الفهم وسريع في إكتساب الخبرات والمهارات ومتفوق في كل شيئ أقوم به لكن هذة كانت الخدعة الكبرى التي عشتها طوال حياتي وآذيت بها نفسي قبل غيري.

    لن يستطيع القارئ أن يدرك المعنى إن لم يكن هو بنفس القدرات والمهارات ويعاني من لعنة السرعة. إنها تركيبة غريبة من كل مؤهلات النجاح ممزوجة جيدا بكل أسباب الخسارة. أن تملك القدرة والكفاءة والتفوق وأيضا القوة الجسدية والشكل الأنيق (في الشباب) وشخصية تستحوذ على كل من يتعامل معها فهذا يجعلك تفقد صبرك بسهولة.

    باي نتورك

    صارت السرعة طبع في كل شيئ الى درجة لا أستطيع سياقة السيارة حسب السرعة القانونية أو حتى أزيد منها قليلا. كان عندي مبدأ ضعف العلامة الإرشادية. إن كانت تشير الى سرعة ثمانين كيلومتر في الساعة فهذا عمليا بالنسبة لي مئة وستين كيلومتر في الساعة. المشكلة أنني كنت أملك سيارات رغم أنها ليست للسباق لكنها سريعة وثابتة على الطريق وهذا بدوره شجعني على الإستعراض على بقية مستخدمي الطريق. كان ذلك جنونا صرفا أعترف.

    كنت لا أنتظر أحدا أبدا. من يتأخر اتركه وامضي في طريقي. كل قراراتي كانت تتسم بالسرعة رغم أن كثير منها ان لم يكن اغلبها صحيح. هل لاحظت؟ سرعة ومقدرة على إتخاذ القرارات الصحيحة. هذة أيضا خدعة عشتها على الأرجح بسب تضخم إالإيغو للتفوق الكاسح على الجميع. حتى ولادتي جئت متقدما على الآخرين. ولدت لسبعة أشهر فقط. نعم حتى وأنا جنين كنت مجنون ومتسرع وهذا كلفني كثيرا.

    الآن وبعد أن دمرت كل شيء وبلغت الخامسة والخمسين من عمري استطيع أن اخبرك بأنني عقلت. نعم هدأت لكن مازالت الثورات تتفجر بين حين وآخر لكنها تحت السيطرة. أشعر بألم في وجهي وفي الضفيرة الشمسية (منطقة أعلى البطن) عندما تراودني نفسي على الإنطلاق نحو أمر دون إنتظار. كل يوم أشعر بتحسن لأن كل يوم هو رحلة مريرة من الصراع مع الذات أن لا أتخذ قرار متسرع أو أتحرك بدون الوصول الى حالة هدوء داخلي.

    لم يكن هذا ممكنا لو لا اعتناقي منهج الوعي. كل شيئ فيه بالنسبة لي لعب أطفال فهو سهل يسير ولم يخرج عن مصفوفة قيمي لكن الضربة الموجعة كانت في التوقف عن الفعل عندما أكون قادر عليه بل وأستطيع من خلاله تحقيق نتائج أسرع دون حاجة للصبر أو ترك الأحداث تحدث. الوعي نعمة فعلا لأنه يأتي في المواضع التي نحتاجها ويستفزها ويعصرها ويخرج قيحها ثم ينظر اليك وعلى وجهه إبتسامة شماتة ولا يتورع الوعي أن يضحك في وجهك حتى يسقط أرضا من شدة الضحك وأنت لا تملك الا أن تتمالك نفسك وتبلع شعورك بالإهانة من ذلك الوعي اللعين.

    تعلمت. أنا الآن جاهز للعودة للحياة لكن بدون تلك السرعة الزائفة التي كانت تسبب مشاكل أكثر من تأتي بحلول.

    يوما ما سأكون بطيئا فعلا.

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين