عندما نتوقف لمساعدة الآخرين

»  عندما نتوقف لمساعدة الآخرين
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 3 دقائق

تمر علينا بعض المواقف فنضطر لأن نتوقف لبعض الوقت عن أحلامنا وطموحاتنا والقيام بأعمالنا، لناسعد أحدهم. هذا الشخص قد يكون أحد الأقارب، أو شركاء الحياة أو صديق عزيز. نتوقف لننقذهم من الخطر، نساعدهم بكل قوة وعزم، نتنازل عن راحتنا وعن جزء من أعمالنا الضرورية لأجل مساعدتهم، وهذا جيد. من الجميل أن نؤازر بعضنا بعضا وأن يدعم كل منا الآخر، لكن المشكلة ليست هنا وإنما في تحول هذا إلى سبب منطقي للتسويف والتنازل عن الحياة وعن الأهداف والطموحات.

نقوم بهذا كل يوم بلا توقف إلى أن ينقضي العمر. فدائما هناك من يحتاج مساعدتنا أو يحتاج أن نتوقف قليلا لنساعده على تخطي مصاعب الحياة. الغريب في الأمر أن صاحب المشكلة لا يريد أن يساعد نفسه. الأم التي تبقى تحت رحمة زوج مستبد، لا يستطيع أولادها التقدم في حياتهم لأنها ترفض أن تتخذ القرار الشجاع من أجل نفسها. هي تدعي بأنها توقفت عن الحياة من أجل أن تمنح الحياة لأبنائها وبناتها، بينما في الحقيقة هي متوقفة عن الحياة لأنها لا تريد أن تقاتل من أجل مصيرها. أبنائها يتعلمون القبول بالذل تماما كما فعلت هي، لكنهم يوقفون حياتهم من أجلها. الإبن الكبير لا يستطيع السفر في بعثة للخارج لأنه مضطر للبقاء بالقرب من أمه. البنت ترفضا زوجا مناسبا لأنه من مدينة بعيدة أو بلد آخر. يستمر هذا الوقوف من أجل المساعدة والرحمة والتفهم وإنتظار الفرج لسنوات طويلة ويتحطم الجميع بلا إستثناء.

هذا مجرد مثال بسيط على كيف نربط مصيرنا بمصير الآخرين لنتوقف عن القيام بما يجب علينا القيام به. نتوقف ليس لأننا فعلا نريد أن نساعد ولكن لأننا نخاف التقدم، نخاف أن نترك منطقة الأمان ولذلك نختلق الأعذار. ولو نظرنا إلى الأمر بعين العقل فسنجد أن الطرف المستضعف هو لا يريد مساعدة نفسه. هو تنازل عن نفسه وعن طموحاته وعن حياته ليقبل أن يعيش نصف حياة أو أقل. نحن البشر بارعون تماما في إختلاق الأعذار لأنفسنا فدائما هناك من يستحق دعمنا ومساعدتنا وعلينا أن لا نصبح أنانيين. نعم نتهم أنفسنا بالأنانية ليس لأننا كذلك ولكن لأننا لا نريد أن نتحرك.

نربط حياتنا بحياة الآخرين فلا تحل مشاكلنا لأن مشاكل الآخرين لم تحل بعد. هذا هو التعلق المدمر. لا تتسرع فهناك ما هو أسوأ. عندما يعقد أحدهم العزم على تخصيص مبلغ معين أو يتعهد بأنه سيصلح حياة صديق أو أحد أفراد عائلته، عندما تستقر أحواله المادية، فإنه يدمر نفسه دون أن يشعر. هو ربط رزقه بأرزاق الآخرين، فعوضا من أن يتقدم في حياته ويرى بعد أن يكسب المال هل الطرف الآخر يحتاج للمال أم لا، يقوم بربط مصيره، بل ويعقد النية على ذلك وهذا ما يدمر كل شيء بالنسبة له. لا تتعهد برزق أحد لأن الله هو الرزاق، ولا توقف حياتك من أجل أحد لأن كل إنسان هو عالم قائم بذاته. تقدم وإصنع مجدك ثم أنظر من يحتاج إلى مساعدتك أو دعمك. ساعدهم وأنت قوي، وأنت قادر، وأنت متمكن.

الآن أنت إكتشفت نوع من التعلق الخفي، فماذا أنت فاعل؟

هذا التعلق خفي إلى درجة أن لا أحد يلاحظه أو يتحدث عنه، لكنه يأكل في قدرات الناس ويحطمهم وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا. عندما تعلق أعمالك على النتائج التي يحصل عليها الآخرين فأنت تجني على نفسك دون أن تدري. تظن أنك مسؤل عن سعادة الآخرين بينما أنت مسؤل عن حياتك أنت فقط. إنجح ثم ساعد، تقدم ثم إدعم، تمكن ثم آزر.


  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    عندما نتوقف لمساعدة الآخرين

    مدة القراءة: 3 دقائق

    تمر علينا بعض المواقف فنضطر لأن نتوقف لبعض الوقت عن أحلامنا وطموحاتنا والقيام بأعمالنا، لناسعد أحدهم. هذا الشخص قد يكون أحد الأقارب، أو شركاء الحياة أو صديق عزيز. نتوقف لننقذهم من الخطر، نساعدهم بكل قوة وعزم، نتنازل عن راحتنا وعن جزء من أعمالنا الضرورية لأجل مساعدتهم، وهذا جيد. من الجميل أن نؤازر بعضنا بعضا وأن يدعم كل منا الآخر، لكن المشكلة ليست هنا وإنما في تحول هذا إلى سبب منطقي للتسويف والتنازل عن الحياة وعن الأهداف والطموحات.

    نقوم بهذا كل يوم بلا توقف إلى أن ينقضي العمر. فدائما هناك من يحتاج مساعدتنا أو يحتاج أن نتوقف قليلا لنساعده على تخطي مصاعب الحياة. الغريب في الأمر أن صاحب المشكلة لا يريد أن يساعد نفسه. الأم التي تبقى تحت رحمة زوج مستبد، لا يستطيع أولادها التقدم في حياتهم لأنها ترفض أن تتخذ القرار الشجاع من أجل نفسها. هي تدعي بأنها توقفت عن الحياة من أجل أن تمنح الحياة لأبنائها وبناتها، بينما في الحقيقة هي متوقفة عن الحياة لأنها لا تريد أن تقاتل من أجل مصيرها. أبنائها يتعلمون القبول بالذل تماما كما فعلت هي، لكنهم يوقفون حياتهم من أجلها. الإبن الكبير لا يستطيع السفر في بعثة للخارج لأنه مضطر للبقاء بالقرب من أمه. البنت ترفضا زوجا مناسبا لأنه من مدينة بعيدة أو بلد آخر. يستمر هذا الوقوف من أجل المساعدة والرحمة والتفهم وإنتظار الفرج لسنوات طويلة ويتحطم الجميع بلا إستثناء.

    هذا مجرد مثال بسيط على كيف نربط مصيرنا بمصير الآخرين لنتوقف عن القيام بما يجب علينا القيام به. نتوقف ليس لأننا فعلا نريد أن نساعد ولكن لأننا نخاف التقدم، نخاف أن نترك منطقة الأمان ولذلك نختلق الأعذار. ولو نظرنا إلى الأمر بعين العقل فسنجد أن الطرف المستضعف هو لا يريد مساعدة نفسه. هو تنازل عن نفسه وعن طموحاته وعن حياته ليقبل أن يعيش نصف حياة أو أقل. نحن البشر بارعون تماما في إختلاق الأعذار لأنفسنا فدائما هناك من يستحق دعمنا ومساعدتنا وعلينا أن لا نصبح أنانيين. نعم نتهم أنفسنا بالأنانية ليس لأننا كذلك ولكن لأننا لا نريد أن نتحرك.

    نربط حياتنا بحياة الآخرين فلا تحل مشاكلنا لأن مشاكل الآخرين لم تحل بعد. هذا هو التعلق المدمر. لا تتسرع فهناك ما هو أسوأ. عندما يعقد أحدهم العزم على تخصيص مبلغ معين أو يتعهد بأنه سيصلح حياة صديق أو أحد أفراد عائلته، عندما تستقر أحواله المادية، فإنه يدمر نفسه دون أن يشعر. هو ربط رزقه بأرزاق الآخرين، فعوضا من أن يتقدم في حياته ويرى بعد أن يكسب المال هل الطرف الآخر يحتاج للمال أم لا، يقوم بربط مصيره، بل ويعقد النية على ذلك وهذا ما يدمر كل شيء بالنسبة له. لا تتعهد برزق أحد لأن الله هو الرزاق، ولا توقف حياتك من أجل أحد لأن كل إنسان هو عالم قائم بذاته. تقدم وإصنع مجدك ثم أنظر من يحتاج إلى مساعدتك أو دعمك. ساعدهم وأنت قوي، وأنت قادر، وأنت متمكن.

    الآن أنت إكتشفت نوع من التعلق الخفي، فماذا أنت فاعل؟

    هذا التعلق خفي إلى درجة أن لا أحد يلاحظه أو يتحدث عنه، لكنه يأكل في قدرات الناس ويحطمهم وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا. عندما تعلق أعمالك على النتائج التي يحصل عليها الآخرين فأنت تجني على نفسك دون أن تدري. تظن أنك مسؤل عن سعادة الآخرين بينما أنت مسؤل عن حياتك أنت فقط. إنجح ثم ساعد، تقدم ثم إدعم، تمكن ثم آزر.


    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين