هل تدرك معنى الحياة؟

»  هل تدرك معنى الحياة؟
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 3 دقائق

يعيش الرجل في العالم العربي حياة بائسة في الغالب ويفشل في إدراك المعنى الحقيقي للحياة. فالرجل يعاني من أمراض نفسية وعقد إجتماعية واضحة تظهر على شكل سلوك متطرف مع أفراد أسرته، فيخسرهم ويخسرونه. يريد أن يتحكم ويريد أن يسيطر ولا أحد يعلم لماذ؟ لماذا يريد الرجل العربي السيطرة على المحيطين به، هذا غير مفهوم. مفاهيم المجتمع حول دور الرجل في البيت مخزية، فثقافتنا العربية في مجملها تتوقع من الرجل أن يعمل ككلب حراسة، أو مستبد، أو سلطان في مملكة مكونة من شعب لا حول له ولا قوة.

الرجل من جانبه يصدق الكلام المتداول وينفذ وكأنه لا عقل له. لأن أصحابه يتعاملون برعونة مع عائلاتهم ينفذ هو نفس الأمر. لأن أحد رجال الدين المنحرفين عن العقل والمنطق أخبره أنه يجب عليه جر أسرته بالسلاسل إلى الجنة، يصدق بكل سذاجة. لأنه رأى أبوه يهين أمه كل يوم، هو يفعل كذلك. ما تلك الحياة البائسة التي يعيشها الرجل العربي؟ هل هذة حياة تستحق أن يحياها الإنسان؟ كل يوم صراخ، إنفعال، قلق، شد أعصاب، أوامر متتالية، خوف من الناس ومن نظرتهم، محاولات مرهقة لعيش توقعات الآخرين، والقائمة تطول إلى ما لا نهاية. الرجل العربي لا يعيش الحياة مع أفراد أسرته وإنما يعيش نسخة مما يعتقده معظم المعتوهين في المجتمع. لم تبقى فكرة سيئة إلا وتبناها الرجل العربي وعاشها وإكتوى بنارها وعذب بها المحيطين به.

Weight loss product

لقد فشل الرجل العربي في خلق أسطورته الشخصية في بيته. حتى في بيته هو مجرد نسخة كربونية من المجتمع الكئيب الذي تعيش في العائلة. تبدأ القصة من اليوم الذي يقرر فيه الزواج، حيث الإختيار الخاطىء للزوجة والتوقع الخاطىء لدورها في حياته لتبدأ تبعات ذلك الخطأ تتفاقم بالإنجاب. عندما يبدأ الإنجاب تبدأ مرحلة جديدة من التراجع والتقهقر بمشاركة حرمه المصون، لأنها هي أيضا تسانده في الحماقة.

إذا أردت الحياة فعليك أيها الرجل أن تعيش الحياة وأن ترسم خطتك الخاصة لك ولعائلتك وأن تبتعد تماما عما يتوقعه المجتمع منك ومن أسرتك. أنت تعيش الحياة لتعبر عن ذاتك بحرية وتتزوج لتستمتع أكثر أنت وزوجتك وفيما بعد أبنائكما وبناتكما معا. من قال لك أن دورك هو السيطرة على المرأة وماذا ستجني من وراء ذلك؟ لا شيء طبعا ولكنك تنفذ بلا تفكير. إختر من البداية المرأة التي تساندك في الحياة وتريد الإنطلاق معك وتريد أن تمرح وتضحك وتبدع وتتفنن وتستمتع بكل ما تقدمه لها الحياة. دورك أنت أن تقودها نحو السعادة وأن تفتح لها الأبواب المغلقة وتعلمها ما تحتاجه وترعاها لتنجح هي ثم تستمتعان بذلك النجاح.

هذة هي حياتك الخاصة. أنت تريد أن تعيش مع زوجة تحترمك وتحترمها وتتشاركان الحياة. تدعمها في جهودها وتساند قراراتها وتكشف لها ما يخفى عليها وتدافع عنها وتحميها من الآخرين وتوفر لها وسائل السعادة حتى تتمكن هي من إسعادك والإهتمام بك وتتبادل معك كل المشاعر الجميلة التي تحملها في داخلها. خلقك الله لتصبح سعيدا وتنشر السعادة في كل مكان لا لأن تخلق عائلة مشوهة فقط لأن الآخرين قد فعلوا ذلك قبلك. إن كان أخوك أو أبوك أو صديقك أو جارك قد فشل في تكوين أسرة سعيدة، فهذا لا يعنيك بالمرة. هم فاشلون فلماذا تريد أن تصبح مثلهم؟ ليس هناك سبب حقيقي لذلك.

خذ زوجتك وأخرج معها وتنزها في الحدائق والأماكن العامة، عاملها برفق وأحسن إليها، أنصت إليها، إضحك معها لا عليها، فاجئها بهدية بسيطة أو وردة نضرة، ثق بها وأتركها تتحرك بسهولة، إسمح لها أن تنزعج وتنفس عن غضبها بين فترة والأخرى، لا تكسرها ولا تحاول أن تستحوذ على المشهد العائلي طوال الوقت. وإن كنت من أصحاب المال فجميل أن تجعلها تستمتع بالرخاء. هي صديقتك لا خادمتك فعاملها كصديقة. أبنائك وبناتك لا تحاول أن تملكهم. أنت تريدهم سعداء لذلك أمنحهم ما يسعدهم وشجعهم على الإستمتاع بالحياة وتعلم مهاراتها الأساسية.

لا أحد يهينك عندما يعبر أبنائك أو زوجتك عن آرائهم أو إعتراضاتهم عليك. هكذا هي الحياة. لماذا تريد أن تكون المسيطر على كل شيء. من الطبيعي أن يختلفون عنك ومن الطبيعي أن يريدون أشياء مختلفة. من قال لك أن ذوقك مناسب للجميع أو أن أفكارك مناسبة للجميع؟ حاول أن تصنع حالة خاصة بالعائلة لا علاقة لها بالمجتمع، فالمجتمع لا يستطيع أن يفرض عليكم أي شيء. إصنعوا قوانينكم الخاصة وعيشوها كعائلة، أما الناس فلا يملكون من أمركم شيئا.

عيشوا الحياة!

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    هل تدرك معنى الحياة؟

    مدة القراءة: 3 دقائق

    يعيش الرجل في العالم العربي حياة بائسة في الغالب ويفشل في إدراك المعنى الحقيقي للحياة. فالرجل يعاني من أمراض نفسية وعقد إجتماعية واضحة تظهر على شكل سلوك متطرف مع أفراد أسرته، فيخسرهم ويخسرونه. يريد أن يتحكم ويريد أن يسيطر ولا أحد يعلم لماذ؟ لماذا يريد الرجل العربي السيطرة على المحيطين به، هذا غير مفهوم. مفاهيم المجتمع حول دور الرجل في البيت مخزية، فثقافتنا العربية في مجملها تتوقع من الرجل أن يعمل ككلب حراسة، أو مستبد، أو سلطان في مملكة مكونة من شعب لا حول له ولا قوة.

    الرجل من جانبه يصدق الكلام المتداول وينفذ وكأنه لا عقل له. لأن أصحابه يتعاملون برعونة مع عائلاتهم ينفذ هو نفس الأمر. لأن أحد رجال الدين المنحرفين عن العقل والمنطق أخبره أنه يجب عليه جر أسرته بالسلاسل إلى الجنة، يصدق بكل سذاجة. لأنه رأى أبوه يهين أمه كل يوم، هو يفعل كذلك. ما تلك الحياة البائسة التي يعيشها الرجل العربي؟ هل هذة حياة تستحق أن يحياها الإنسان؟ كل يوم صراخ، إنفعال، قلق، شد أعصاب، أوامر متتالية، خوف من الناس ومن نظرتهم، محاولات مرهقة لعيش توقعات الآخرين، والقائمة تطول إلى ما لا نهاية. الرجل العربي لا يعيش الحياة مع أفراد أسرته وإنما يعيش نسخة مما يعتقده معظم المعتوهين في المجتمع. لم تبقى فكرة سيئة إلا وتبناها الرجل العربي وعاشها وإكتوى بنارها وعذب بها المحيطين به.

    لقد فشل الرجل العربي في خلق أسطورته الشخصية في بيته. حتى في بيته هو مجرد نسخة كربونية من المجتمع الكئيب الذي تعيش في العائلة. تبدأ القصة من اليوم الذي يقرر فيه الزواج، حيث الإختيار الخاطىء للزوجة والتوقع الخاطىء لدورها في حياته لتبدأ تبعات ذلك الخطأ تتفاقم بالإنجاب. عندما يبدأ الإنجاب تبدأ مرحلة جديدة من التراجع والتقهقر بمشاركة حرمه المصون، لأنها هي أيضا تسانده في الحماقة.

    إذا أردت الحياة فعليك أيها الرجل أن تعيش الحياة وأن ترسم خطتك الخاصة لك ولعائلتك وأن تبتعد تماما عما يتوقعه المجتمع منك ومن أسرتك. أنت تعيش الحياة لتعبر عن ذاتك بحرية وتتزوج لتستمتع أكثر أنت وزوجتك وفيما بعد أبنائكما وبناتكما معا. من قال لك أن دورك هو السيطرة على المرأة وماذا ستجني من وراء ذلك؟ لا شيء طبعا ولكنك تنفذ بلا تفكير. إختر من البداية المرأة التي تساندك في الحياة وتريد الإنطلاق معك وتريد أن تمرح وتضحك وتبدع وتتفنن وتستمتع بكل ما تقدمه لها الحياة. دورك أنت أن تقودها نحو السعادة وأن تفتح لها الأبواب المغلقة وتعلمها ما تحتاجه وترعاها لتنجح هي ثم تستمتعان بذلك النجاح.

    هذة هي حياتك الخاصة. أنت تريد أن تعيش مع زوجة تحترمك وتحترمها وتتشاركان الحياة. تدعمها في جهودها وتساند قراراتها وتكشف لها ما يخفى عليها وتدافع عنها وتحميها من الآخرين وتوفر لها وسائل السعادة حتى تتمكن هي من إسعادك والإهتمام بك وتتبادل معك كل المشاعر الجميلة التي تحملها في داخلها. خلقك الله لتصبح سعيدا وتنشر السعادة في كل مكان لا لأن تخلق عائلة مشوهة فقط لأن الآخرين قد فعلوا ذلك قبلك. إن كان أخوك أو أبوك أو صديقك أو جارك قد فشل في تكوين أسرة سعيدة، فهذا لا يعنيك بالمرة. هم فاشلون فلماذا تريد أن تصبح مثلهم؟ ليس هناك سبب حقيقي لذلك.

    خذ زوجتك وأخرج معها وتنزها في الحدائق والأماكن العامة، عاملها برفق وأحسن إليها، أنصت إليها، إضحك معها لا عليها، فاجئها بهدية بسيطة أو وردة نضرة، ثق بها وأتركها تتحرك بسهولة، إسمح لها أن تنزعج وتنفس عن غضبها بين فترة والأخرى، لا تكسرها ولا تحاول أن تستحوذ على المشهد العائلي طوال الوقت. وإن كنت من أصحاب المال فجميل أن تجعلها تستمتع بالرخاء. هي صديقتك لا خادمتك فعاملها كصديقة. أبنائك وبناتك لا تحاول أن تملكهم. أنت تريدهم سعداء لذلك أمنحهم ما يسعدهم وشجعهم على الإستمتاع بالحياة وتعلم مهاراتها الأساسية.

    لا أحد يهينك عندما يعبر أبنائك أو زوجتك عن آرائهم أو إعتراضاتهم عليك. هكذا هي الحياة. لماذا تريد أن تكون المسيطر على كل شيء. من الطبيعي أن يختلفون عنك ومن الطبيعي أن يريدون أشياء مختلفة. من قال لك أن ذوقك مناسب للجميع أو أن أفكارك مناسبة للجميع؟ حاول أن تصنع حالة خاصة بالعائلة لا علاقة لها بالمجتمع، فالمجتمع لا يستطيع أن يفرض عليكم أي شيء. إصنعوا قوانينكم الخاصة وعيشوها كعائلة، أما الناس فلا يملكون من أمركم شيئا.

    عيشوا الحياة!

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين