حل مشاكلك بفنجان قهوة

»  حل مشاكلك بفنجان قهوة
مدة القراءة: 3 دقائق

لم تعد القهوة في الوطن مشروبا فاخراً و مفضلاً و تجتمع معه و حوله الأحية و الاصدقاء .أو السيجارة و حبة الشوكولاه .. بل تعدت قيمته و منزلته ما يفوق تصورنا في العالم كله .. فقد حلت القهوة مكان القوانين و التشريعات في معظم الدول العربية بل و اكثر بل حلت في كثيير من القضايا مكان كتاب الله و تشريعاته حلت مكان المدربين والاستشاريين والمعلمين والأطباء فمع هذا الفنجان تحل كثيرا من المشاكل أو يطبب عليها و يتم تغطيتها بحلول لا توافق تشريعات و لا قوانين لا إنسانية و لا حتى كتابية و على حساب مصلحة صاحب القضية نفسها ..
ف بجلسة يجتمع فيها أصحاب الحل و الربط خارج نطاق الدولة بفنجان قهوة يشرب أن حلت المشكلة ولا يشرب ان لم تحل .. أنه فنجان القهوة ..
فعطوة القتل بين الناس تحلها جلسة عربية و فنجان قهوة عربي او تركي
و خطبة فتاه من رجل تريده او لا تريده تتم بجلسة عربية و فنجان قهوة عربي او تركي
و شجار دامي بين الناس تحل بجلسة عربية و فنجان قهوة مش مهم النوع
و لواسطة لجاهل ليحتل وظيفة ليس اهلا لها يُعين بجلسة عربية و فنجان قهوة
و لاجتماع رشاوي لموظفي دولة فقط تحتاج جلسة و فنجان قهوة
و للحصول على مقعد في مجالس الدولة تحسم بجلسة عربية وفنجان قهوة
و لإ رجاع امراة جار عليها زوجها تحتاج فقط جلسة عربية و فنجان قهوة
للحصول على استشارة زواج تكفيك جمع نساء الحارة من المطلفات والارامل والمقموعات للتداول والحلول بجمعة صباحية وفنجان قهوة .
للحصول على علاج يكفيك جمعة عائلية لتداول عشرات الوصفات الفعالة والمجربة . برفقة فنجان قهوة و جمعة عربية
للحصول على نصائح للعمل يكفيك جمعات الرجال للاستشارة والتطوير وتبادل الخبرات حول فنجان قهوة عربي ..

هذا الكم من فناجين القهوة التي تعد يومياَ خارج نطاق الدستور ما هي إلا شبكة عنكبوتية سوداء و سامة حيكت بدقة للتآمر على القانون و تسييرا للمصالح الخاصة جداً جداً و على حساب كثر من أصحاب الحقوق والمظالم ذنبهم الوحيد أنهم مازالوا منتمين لهذه الجلسة و تلك الفناجين .
الكثير الكثير من القضايا العالقة في دهاليز المحاكم و أروقة الدوائر ولا يستطيع القانون تحريكها لفترات قد تمتد لسنوات ليحلها فنجان قهوة بسهولة و يسر ..
لذلك وجب على مصنعي القهوة في العالم و زارعيه بأن يرفعوا ثمن القهوة على الوطن العربي بالتحديد والعربية منها لعل و عسى هذا الرفع يسقط قيمته التي فاقت قيم الدول و قوانينها و مصالحها العامة لحساب المنتفعين و المتكسبين بشراع العادات و التقاليد الزائفة التي ما تمسكوا بها إلا لمصالح شخصية تهدم فيها حقوق الناس و تأكلها بضمير مرتاح و فخر كبير و الاعتزار بالانتماء لوطن الذي دائما ما يسعون للتخفيف عن قانون الدولة و حل مشاكله بفنجان قهوتهم العربية الأصيل .

هذه الدول إن لم تسيطر على هذه الآفة الفاسدة لن تطول كثيراً في عمرها الوجودي في العالم فالدول تقام على العدل ليطول عمرها و تتقدم على أساس المساواه و العدالة الإجتماعية لا على العادات والتقاليد التي فيها يقوى عدد محدود من المستوطنين لكل ما لا ينفع و على حساب عدد هائل من المظلومين . تقام الدول و تتطور على سيادة القانون و تفعيله بعدل على جميع فئات المجتمع و ليس على حلول أشخاص لا يفقهون إلا شرب القهوة و تسيير أعمال بعضهم البعض على حساب مصالح العامة و أموالهم و أرواحهم و حقوقهم المنهوبة .
ومن الناحية الاجتماعية تقام الدول على تشجيع العلم والتعلم ودعم العلماء والباحثين والمفكرين وتوفير السبل لهم للتقدم والنجاح .. تلك الدول التي تريد التقدم في جميع جوانبها الاجتماعية والسياسية .
فتراكم هذه الفناجين من القهوة ما كانت الا دليل قاطع على الجهل المستأصل بين الناس و نقص العلم وازدراء مصادره والتبخيس فيه و مقدميه . والواقع أكبر برهان على ما نقوله فالطلاق بازدياد وسوء الاختيار والفشل التجاري و انكسار التجار يزداد والفقر والعوز والمرض و المشاكل والشجارات .فما كان هذا الفنجان الا ابر تخدير للناس تعتقد ان فها الحلول ومشاكلهم كالسرطان الصامت يسري في اجسادهم وهم يستمتعون بفنجان قهوة مليء بالحلول والحكم والعلوم وهم لا يعلمون شيء مما يقولون .. ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )... فسألوا فناجين القهوة واهلها ...

إن كنت في الوطن العربي و لديك مشكلة .اترك مظلمتك في المحكمة واترك شهاداتك على الرف و أذهب الى صانعي القهوة فعندهم الحلول السريعة ..و دمتم سالمين

عيشها صح
غادة حمد

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    حل مشاكلك بفنجان قهوة

    مدة القراءة: 3 دقائق

    لم تعد القهوة في الوطن مشروبا فاخراً و مفضلاً و تجتمع معه و حوله الأحية و الاصدقاء .أو السيجارة و حبة الشوكولاه .. بل تعدت قيمته و منزلته ما يفوق تصورنا في العالم كله .. فقد حلت القهوة مكان القوانين و التشريعات في معظم الدول العربية بل و اكثر بل حلت في كثيير من القضايا مكان كتاب الله و تشريعاته حلت مكان المدربين والاستشاريين والمعلمين والأطباء فمع هذا الفنجان تحل كثيرا من المشاكل أو يطبب عليها و يتم تغطيتها بحلول لا توافق تشريعات و لا قوانين لا إنسانية و لا حتى كتابية و على حساب مصلحة صاحب القضية نفسها ..
    ف بجلسة يجتمع فيها أصحاب الحل و الربط خارج نطاق الدولة بفنجان قهوة يشرب أن حلت المشكلة ولا يشرب ان لم تحل .. أنه فنجان القهوة ..
    فعطوة القتل بين الناس تحلها جلسة عربية و فنجان قهوة عربي او تركي
    و خطبة فتاه من رجل تريده او لا تريده تتم بجلسة عربية و فنجان قهوة عربي او تركي
    و شجار دامي بين الناس تحل بجلسة عربية و فنجان قهوة مش مهم النوع
    و لواسطة لجاهل ليحتل وظيفة ليس اهلا لها يُعين بجلسة عربية و فنجان قهوة
    و لاجتماع رشاوي لموظفي دولة فقط تحتاج جلسة و فنجان قهوة
    و للحصول على مقعد في مجالس الدولة تحسم بجلسة عربية وفنجان قهوة
    و لإ رجاع امراة جار عليها زوجها تحتاج فقط جلسة عربية و فنجان قهوة
    للحصول على استشارة زواج تكفيك جمع نساء الحارة من المطلفات والارامل والمقموعات للتداول والحلول بجمعة صباحية وفنجان قهوة .
    للحصول على علاج يكفيك جمعة عائلية لتداول عشرات الوصفات الفعالة والمجربة . برفقة فنجان قهوة و جمعة عربية
    للحصول على نصائح للعمل يكفيك جمعات الرجال للاستشارة والتطوير وتبادل الخبرات حول فنجان قهوة عربي ..

    هذا الكم من فناجين القهوة التي تعد يومياَ خارج نطاق الدستور ما هي إلا شبكة عنكبوتية سوداء و سامة حيكت بدقة للتآمر على القانون و تسييرا للمصالح الخاصة جداً جداً و على حساب كثر من أصحاب الحقوق والمظالم ذنبهم الوحيد أنهم مازالوا منتمين لهذه الجلسة و تلك الفناجين .
    الكثير الكثير من القضايا العالقة في دهاليز المحاكم و أروقة الدوائر ولا يستطيع القانون تحريكها لفترات قد تمتد لسنوات ليحلها فنجان قهوة بسهولة و يسر ..
    لذلك وجب على مصنعي القهوة في العالم و زارعيه بأن يرفعوا ثمن القهوة على الوطن العربي بالتحديد والعربية منها لعل و عسى هذا الرفع يسقط قيمته التي فاقت قيم الدول و قوانينها و مصالحها العامة لحساب المنتفعين و المتكسبين بشراع العادات و التقاليد الزائفة التي ما تمسكوا بها إلا لمصالح شخصية تهدم فيها حقوق الناس و تأكلها بضمير مرتاح و فخر كبير و الاعتزار بالانتماء لوطن الذي دائما ما يسعون للتخفيف عن قانون الدولة و حل مشاكله بفنجان قهوتهم العربية الأصيل .

    هذه الدول إن لم تسيطر على هذه الآفة الفاسدة لن تطول كثيراً في عمرها الوجودي في العالم فالدول تقام على العدل ليطول عمرها و تتقدم على أساس المساواه و العدالة الإجتماعية لا على العادات والتقاليد التي فيها يقوى عدد محدود من المستوطنين لكل ما لا ينفع و على حساب عدد هائل من المظلومين . تقام الدول و تتطور على سيادة القانون و تفعيله بعدل على جميع فئات المجتمع و ليس على حلول أشخاص لا يفقهون إلا شرب القهوة و تسيير أعمال بعضهم البعض على حساب مصالح العامة و أموالهم و أرواحهم و حقوقهم المنهوبة .
    ومن الناحية الاجتماعية تقام الدول على تشجيع العلم والتعلم ودعم العلماء والباحثين والمفكرين وتوفير السبل لهم للتقدم والنجاح .. تلك الدول التي تريد التقدم في جميع جوانبها الاجتماعية والسياسية .
    فتراكم هذه الفناجين من القهوة ما كانت الا دليل قاطع على الجهل المستأصل بين الناس و نقص العلم وازدراء مصادره والتبخيس فيه و مقدميه . والواقع أكبر برهان على ما نقوله فالطلاق بازدياد وسوء الاختيار والفشل التجاري و انكسار التجار يزداد والفقر والعوز والمرض و المشاكل والشجارات .فما كان هذا الفنجان الا ابر تخدير للناس تعتقد ان فها الحلول ومشاكلهم كالسرطان الصامت يسري في اجسادهم وهم يستمتعون بفنجان قهوة مليء بالحلول والحكم والعلوم وهم لا يعلمون شيء مما يقولون .. ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )... فسألوا فناجين القهوة واهلها ...

    إن كنت في الوطن العربي و لديك مشكلة .اترك مظلمتك في المحكمة واترك شهاداتك على الرف و أذهب الى صانعي القهوة فعندهم الحلول السريعة ..و دمتم سالمين

    عيشها صح
    غادة حمد

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين