الرؤية الشاملة و الحقيقية

»  الرؤية الشاملة و الحقيقية
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 4 دقائق

أحد الأمور الأساسية التي ستحققها عندما ستتغلب على حبك لدنيا و تعلقك بها، و ستبدأ تعبد الله في كل تفصيلة من تفاصيل حياتك : "الرؤية الشاملة و الحقيقية للأمور".

الإنسان يتعذب في حياته لأنه لا يرى الأمور على حقيقتها و شموليتها.

باي نتورك

عندما ستفك تعلقك بالناس و ستجعل حياتك قائمة على العبادة الخالصة لله، عندها ستبدأ ترى الناس على حقيقتهم و بالتالي سوف تتعامل معهم بالحق الذي يرضي الله و يجعلك تستفيد من خيرهم و تنفعهم و تتجنب شرهم.

عندما ستفك تعلقك بالمال و ستجعل حياتك قائمة على العبادة الخالصة لله، عندها ستتمكن من استخدام المال الذي تملكه بين يديك الآن فيما يرضي الله و يزيد النفع في حياتك و حياة غيرك، و لن تتأثر بنقص الأموال في حياتك لأنك ستصبح أنت المتحكم و ليس المال هو الذي يتحكم في فكرك و مشاعرك و حركتك.

عندما ستفك تعلقك بالظروف و بالبلد الذي خلقت فيه و ستجعل حياتك قائمة على العبادة الخالصة لله، عندها ستتمكن من التفاعل مع ظروفك و بلدك و مكانك بطريقة ترضي الله و تنفعك و تصلح الأرض و تزيد الفضل و الرزق في حياتك.

أي شيء تفك تعلقك به و تبدأ تعبد فيه الله بشكل خالص، سيصبح بين يديك و ستبدأ تحركه لما فيه خير لك و للعالمين.

⁉سؤال : ما السر في فك التعلق و العيش بشكل خالص مع الله و عبادته في كل تفصيلة من تفاصيل حياتنا الدنيوية؟

السر هو أنك تصبح مؤيد بالحق.

و عندما تصبح مؤيد بالحق فإنك تبدأ ترى الأمور بشكل واضح لا يغرٌَك و لا ينسيك نفسك و لا ينسيك حركتك النافعة اتجاه نفسك و اتجاه غيرك.

أغلب الناس غرتهم الحياة الدنيا فأنستهم ربهم و بالتالي أنستهم أنفسهم.

و أي شيء يطغى فوق عبادتك لله الواحد الأحد الصمد، سيصبح هو المتحكم في حياتك و لن تتمكن أبدا من مواجهته و الإستفادة منه و حماية نفسك من فقدانه أو من الضر النابع منه.

فسيارتك لن تنفعك و لن تستفيد منها و لن ترى حقيقتها و قوتها إلا عندما ستفك تعلقك بها و ستبدأ تعبد الله عن طريقها.

و صفحة الفايسبوك خاصتك لن تنفعك و لن تستفيد منها و لن ترى حقيقتها و قوتها إلا عندما ستفك تعلقك بها و ستبدأ تعبد الله من خلالها.

ضع كل أمور حياتك تحت "فك التعلق" و "عبادة الله من خلالها".

عندها فقط ستبدأ تستفيد من الأمور التي تضع عينيك عليها و تسمعها و تلمسها و تتكلم معها و عنها و تتحرك بها وإليها.

فبماذا أنت متعلق الآن؟

و لماذا تعلقت بهذا الأمر؟

هل الله أمرك بالتعلق بذلك الأمر؟

أنت متعلق بوالديك؟ بزوجك؟ بأبنائك؟ بأصدقائك؟ بزملاء العمل؟ بالقضايا السياسية؟ بأفعال الناس؟ بأقوال الناس؟ بكتب الأحاديث؟ برجال الدين؟ بهاتفك؟ بصفحة الفايسبوك؟ بسيارتك؟ بشهاداتك؟ بشركتك؟ بمستقبلك؟ بحاضرك؟ بماضيك؟ بشكلك؟ بلونك؟ بقومك؟ بملابسك؟ بالمال؟ بالجنس؟ بنظرات الناس إليك؟ بإعجابهم بك؟ بكرههم لك؟ بمدحهم لك؟ بتقليلهم لقيمتك؟ بتعظيمهم لقيمتك؟ بمنصبك؟ بمنزلك؟ بالحياة الدنيا و زينتها؟ بالشهوات؟ بحركتك؟ بكلماتك؟ بأهوائك؟ بظنونك؟ بتأويلاتك؟

بماذا أنت متعلق؟

ما تتعلق به ستتفلق به، كما قال بعض الناس "تعلَّق فتفلَّق"

فاعبد الله و كفاك دوران و توهان في أمور دنيوية مصيرها للهلاك و الحطام.

أعبد ربك، أحب ربك، فكر في ربك، آمن بربك، توكل على ربك، أدعو ربك و إلى ربك، خاف مقام ربك، ابتغي فضل ربك، ابتغي مرضاة ربك، اعتصم بربك، انصح لربك، تعلم من ربك، أخلص حياتك لربك. فهو ربك و هو من يطعمك و يسقيك و يزوجك و يهب إليك الذرية و يعلمك و ينجيك و ينصرك و يشفيك و يزيل عن ظهرك الهموم و الأوزار و يشرح صدرك و يرفع ذكرك و ييسرك لليسرى و يفتح لك أبواب الخير و يخرجك من الظلمات إلى النور و يحييك حياة طيبة و يتم عليك نعمه الظاهرة و الباطنة، و هو كل شيء في حياتك و هو كل جميل في حياتك و هو كل عظيم في حياتك و هو الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفؤا أحد.

الله هو طريقك نحو الرؤية الشاملة و الحقيقية للحياة.

فابحث عن الله و لا تلتفت و لا تتعلق أين تتفلق.

إليك سر عظيم لتصل لمنتهى القوة عن طريق الأمور البسيطة التي تملكها :

حكى الله لنا عن قصة حياة موسى "عليه الصلاة و السلام".

موسى عندما ذهب إلى مدين و بدأ يعمل هناك كراعي للغنم، كان يملك عصا بسيطة و مع المدة أدرك موسى ما تحمله تلك العصا من قوة و من فضل له و للعالمين.

و حتى يتمكن موسى من استخراج القوى الخارقة بداخل عصاه البسيطة، كان لابد له أن يفك تعلقه بتلك العصا و أن يعبد الله من خلالها.

فموسى كان يستفيد أقصى استفادة من تلك العصا إذ سأله الله "ما تلك بيمينك يا موسى؟" فقال موسى : "إنها عصاي أتوكؤُ عليها و أهش بها على غنمي و لي فيها مئارب أخرى"

فموسى رغم بساطة ما يملك إلا أنه كان ينتفع بتلك العصا بشكل كبير.

و هذا ما مكنه من إدراك نهاية استخدامات تلك العصا، فعصاه كانت وسيلة لهز عرش فرعون و إيمان السحرة، و ضرب الحجر ليخرج منه الماء، و ضرب البحر لينفلق لنصفين فينجو هو و من معه.

فقصة موسى مع العصا عبرة لك، فهاتفك يحمل بداخله قوى خارقة، و جسمك يحمل بداخله قوى خارقة، و شركتك تحمل بداخلها قوى خارقة، و بيتك يحمل بداخله قوى خارقة، و ملابسك تحمل بداخلها قوى خارقة، و كل الأمور التي تملكها الآن هي أمور عظيمة تحمل بداخلها قوى خارقة.

ففك تعلقك بما تملك الآن و اعبد ربك عن طريق استخدام ما تملك فيما ينفعك و ينفع الأرض و ينفع الإنسان. و عندها ستدرك القوى الخارقة الموجودة بداخل كل ما أتاك الله من نعم صغيرة أو كبيرة.
---------------------------------------------------
كتبه "أسامة حنف"

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    الرؤية الشاملة و الحقيقية

    مدة القراءة: 4 دقائق

    أحد الأمور الأساسية التي ستحققها عندما ستتغلب على حبك لدنيا و تعلقك بها، و ستبدأ تعبد الله في كل تفصيلة من تفاصيل حياتك : "الرؤية الشاملة و الحقيقية للأمور".

    الإنسان يتعذب في حياته لأنه لا يرى الأمور على حقيقتها و شموليتها.

    عندما ستفك تعلقك بالناس و ستجعل حياتك قائمة على العبادة الخالصة لله، عندها ستبدأ ترى الناس على حقيقتهم و بالتالي سوف تتعامل معهم بالحق الذي يرضي الله و يجعلك تستفيد من خيرهم و تنفعهم و تتجنب شرهم.

    عندما ستفك تعلقك بالمال و ستجعل حياتك قائمة على العبادة الخالصة لله، عندها ستتمكن من استخدام المال الذي تملكه بين يديك الآن فيما يرضي الله و يزيد النفع في حياتك و حياة غيرك، و لن تتأثر بنقص الأموال في حياتك لأنك ستصبح أنت المتحكم و ليس المال هو الذي يتحكم في فكرك و مشاعرك و حركتك.

    عندما ستفك تعلقك بالظروف و بالبلد الذي خلقت فيه و ستجعل حياتك قائمة على العبادة الخالصة لله، عندها ستتمكن من التفاعل مع ظروفك و بلدك و مكانك بطريقة ترضي الله و تنفعك و تصلح الأرض و تزيد الفضل و الرزق في حياتك.

    أي شيء تفك تعلقك به و تبدأ تعبد فيه الله بشكل خالص، سيصبح بين يديك و ستبدأ تحركه لما فيه خير لك و للعالمين.

    ⁉سؤال : ما السر في فك التعلق و العيش بشكل خالص مع الله و عبادته في كل تفصيلة من تفاصيل حياتنا الدنيوية؟

    السر هو أنك تصبح مؤيد بالحق.

    و عندما تصبح مؤيد بالحق فإنك تبدأ ترى الأمور بشكل واضح لا يغرٌَك و لا ينسيك نفسك و لا ينسيك حركتك النافعة اتجاه نفسك و اتجاه غيرك.

    أغلب الناس غرتهم الحياة الدنيا فأنستهم ربهم و بالتالي أنستهم أنفسهم.

    و أي شيء يطغى فوق عبادتك لله الواحد الأحد الصمد، سيصبح هو المتحكم في حياتك و لن تتمكن أبدا من مواجهته و الإستفادة منه و حماية نفسك من فقدانه أو من الضر النابع منه.

    فسيارتك لن تنفعك و لن تستفيد منها و لن ترى حقيقتها و قوتها إلا عندما ستفك تعلقك بها و ستبدأ تعبد الله عن طريقها.

    و صفحة الفايسبوك خاصتك لن تنفعك و لن تستفيد منها و لن ترى حقيقتها و قوتها إلا عندما ستفك تعلقك بها و ستبدأ تعبد الله من خلالها.

    ضع كل أمور حياتك تحت "فك التعلق" و "عبادة الله من خلالها".

    عندها فقط ستبدأ تستفيد من الأمور التي تضع عينيك عليها و تسمعها و تلمسها و تتكلم معها و عنها و تتحرك بها وإليها.

    فبماذا أنت متعلق الآن؟

    و لماذا تعلقت بهذا الأمر؟

    هل الله أمرك بالتعلق بذلك الأمر؟

    أنت متعلق بوالديك؟ بزوجك؟ بأبنائك؟ بأصدقائك؟ بزملاء العمل؟ بالقضايا السياسية؟ بأفعال الناس؟ بأقوال الناس؟ بكتب الأحاديث؟ برجال الدين؟ بهاتفك؟ بصفحة الفايسبوك؟ بسيارتك؟ بشهاداتك؟ بشركتك؟ بمستقبلك؟ بحاضرك؟ بماضيك؟ بشكلك؟ بلونك؟ بقومك؟ بملابسك؟ بالمال؟ بالجنس؟ بنظرات الناس إليك؟ بإعجابهم بك؟ بكرههم لك؟ بمدحهم لك؟ بتقليلهم لقيمتك؟ بتعظيمهم لقيمتك؟ بمنصبك؟ بمنزلك؟ بالحياة الدنيا و زينتها؟ بالشهوات؟ بحركتك؟ بكلماتك؟ بأهوائك؟ بظنونك؟ بتأويلاتك؟

    بماذا أنت متعلق؟

    ما تتعلق به ستتفلق به، كما قال بعض الناس "تعلَّق فتفلَّق"

    فاعبد الله و كفاك دوران و توهان في أمور دنيوية مصيرها للهلاك و الحطام.

    أعبد ربك، أحب ربك، فكر في ربك، آمن بربك، توكل على ربك، أدعو ربك و إلى ربك، خاف مقام ربك، ابتغي فضل ربك، ابتغي مرضاة ربك، اعتصم بربك، انصح لربك، تعلم من ربك، أخلص حياتك لربك. فهو ربك و هو من يطعمك و يسقيك و يزوجك و يهب إليك الذرية و يعلمك و ينجيك و ينصرك و يشفيك و يزيل عن ظهرك الهموم و الأوزار و يشرح صدرك و يرفع ذكرك و ييسرك لليسرى و يفتح لك أبواب الخير و يخرجك من الظلمات إلى النور و يحييك حياة طيبة و يتم عليك نعمه الظاهرة و الباطنة، و هو كل شيء في حياتك و هو كل جميل في حياتك و هو كل عظيم في حياتك و هو الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفؤا أحد.

    الله هو طريقك نحو الرؤية الشاملة و الحقيقية للحياة.

    فابحث عن الله و لا تلتفت و لا تتعلق أين تتفلق.

    إليك سر عظيم لتصل لمنتهى القوة عن طريق الأمور البسيطة التي تملكها :

    حكى الله لنا عن قصة حياة موسى "عليه الصلاة و السلام".

    موسى عندما ذهب إلى مدين و بدأ يعمل هناك كراعي للغنم، كان يملك عصا بسيطة و مع المدة أدرك موسى ما تحمله تلك العصا من قوة و من فضل له و للعالمين.

    و حتى يتمكن موسى من استخراج القوى الخارقة بداخل عصاه البسيطة، كان لابد له أن يفك تعلقه بتلك العصا و أن يعبد الله من خلالها.

    فموسى كان يستفيد أقصى استفادة من تلك العصا إذ سأله الله "ما تلك بيمينك يا موسى؟" فقال موسى : "إنها عصاي أتوكؤُ عليها و أهش بها على غنمي و لي فيها مئارب أخرى"

    فموسى رغم بساطة ما يملك إلا أنه كان ينتفع بتلك العصا بشكل كبير.

    و هذا ما مكنه من إدراك نهاية استخدامات تلك العصا، فعصاه كانت وسيلة لهز عرش فرعون و إيمان السحرة، و ضرب الحجر ليخرج منه الماء، و ضرب البحر لينفلق لنصفين فينجو هو و من معه.

    فقصة موسى مع العصا عبرة لك، فهاتفك يحمل بداخله قوى خارقة، و جسمك يحمل بداخله قوى خارقة، و شركتك تحمل بداخلها قوى خارقة، و بيتك يحمل بداخله قوى خارقة، و ملابسك تحمل بداخلها قوى خارقة، و كل الأمور التي تملكها الآن هي أمور عظيمة تحمل بداخلها قوى خارقة.

    ففك تعلقك بما تملك الآن و اعبد ربك عن طريق استخدام ما تملك فيما ينفعك و ينفع الأرض و ينفع الإنسان. و عندها ستدرك القوى الخارقة الموجودة بداخل كل ما أتاك الله من نعم صغيرة أو كبيرة.
    ---------------------------------------------------
    كتبه "أسامة حنف"

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين