اليوم و غدا و بعد غد

»  اليوم و غدا و بعد غد
مدة القراءة: 2 دقائق

أيام الناس أصبحت تتشابه، فلا تفرق بين اليوم و بين الغد و بين بعد الغد.

استيقاظ، ملابس، غسل، أكل، أبناء، مدرسة، شركة، مال، واجبات، ممتلكات، علاقات.

و في ضوء الضجيج و السرعة التي برمج الناس عليها، أصبح البشر عبارة عن نسخة من بعضهم البعض.

نفس الكلام، نفس الشكاوي، نفس الضحك، نفس المشاكل، نفس الأحلام.

و لهذا مَنَعَ الله العبد الخالص من اتباع ما ألفا عليه الأباء و المجتمع، فالعالم الآن يتحقق فيه أقوال الله :

• "إن هم كالأنعام بل أضل سبيلا"

• "و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون"

• "لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ"

• "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ"

• "فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا"

كل هذه الآيات نراها الآن واقع في حياتنا اليومية و هذا يعود إلى انتشار الثقافة الغربية، و انتشار الكهنوت الذي جعل الجانب الروحي يختفي في فهم النص القرآني و تطبيقاته.

⁉ سؤال :فما هو الحل للفرد الذي سيطر عليه الفهم الخاطئ للقرآن، و سيطرت عليه الثقافة المادية و الإستهلاكية؟

الحل هو الله.

في رحلة حياتي اكتشفت أن مشاكل الإنسان كلها قائمة على وجود خلل في القلب.

و كلما انغمس القلب في الماديات، و انغمس في المفاهيم الخاطئة لكتاب الله، كلما تدمر هذا الإنسان.

لهذا يكرر الناس الجملة الشهيرة التي تقول "أيامنا تتشابه" "الملل يرهقنا" "الظروف أتعبتنا" "لا أعلم لماذا أنا أعيش؟"

هذه الجمل هي دليل قاطع على وجود خلل في القلب.

فالإنسان الذي يصلح قلبه بالله عز وجل هذا الإنسان يرى الحياة بشكل مختلف تماما.

لا ملل، لا تعب، لا خوف، لا توهان، لا ألم، لا ضغوط، لا روتين .... و لا أي شيء من هذه الأمور السلبية التي يشتكي منها الناس.

عندما يعود الله إلى القلب، فهنا تتحسن حواس الجسم بالكامل، فتبدأ ترى و تسمع و تتحرك بطريقة مختلفة تماما.

فكل يوم ستكتشف جديد.

لهذا فأيام المؤمن لا تتشابه، أيام المؤمن مليئة بالمغامرة و التجارب و الإصلاح.

فالمؤمن لا يخضع لشركات و للأنظمة البشرية، المؤمن يخضع لله، و الله هو الواسع ذو فضل العظيم، و كيف للواسع أن يجعل حياة المؤمن روتينية و مملة؟

و اسألوا الأنبياء عن حياتهم ... و سيقولون لكم أن حياتهم كانت مميزة، فبفضل من الله عاش الأنبياء حياة ليست كالحياة، بل عاشوا حياة طيبة و خالية من التعقيدات تماما.

و أنت كذلك يمكنك أن تدرك هذه الحياة، عليك فقط أن تدرك من هو "الله".

هل تريد أن تعمل في شركة طيلة حياتك و بعدها تتقاعد و تموت؟ ... و ما تفعله اليوم تفعله غدا و تعيده بعد غد؟ ... طبعا لا تريد.

كل ما عليك فعله لكي تتحقق إرادتك هو أن تعيد إصلاح العلاقة بينك و بين الله، عندما ستصلح هذه العلاقة ستصلح حياتك بأكملها.

"أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ"

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

ما رأيك في الموضوع؟

التعليق والحوار

  • Weight loss product
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    اليوم و غدا و بعد غد

    مدة القراءة: 2 دقائق

    أيام الناس أصبحت تتشابه، فلا تفرق بين اليوم و بين الغد و بين بعد الغد.

    استيقاظ، ملابس، غسل، أكل، أبناء، مدرسة، شركة، مال، واجبات، ممتلكات، علاقات.

    و في ضوء الضجيج و السرعة التي برمج الناس عليها، أصبح البشر عبارة عن نسخة من بعضهم البعض.

    نفس الكلام، نفس الشكاوي، نفس الضحك، نفس المشاكل، نفس الأحلام.

    و لهذا مَنَعَ الله العبد الخالص من اتباع ما ألفا عليه الأباء و المجتمع، فالعالم الآن يتحقق فيه أقوال الله :

    • "إن هم كالأنعام بل أضل سبيلا"

    • "و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون"

    • "لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ"

    • "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ"

    • "فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا"

    كل هذه الآيات نراها الآن واقع في حياتنا اليومية و هذا يعود إلى انتشار الثقافة الغربية، و انتشار الكهنوت الذي جعل الجانب الروحي يختفي في فهم النص القرآني و تطبيقاته.

    ⁉ سؤال :فما هو الحل للفرد الذي سيطر عليه الفهم الخاطئ للقرآن، و سيطرت عليه الثقافة المادية و الإستهلاكية؟

    الحل هو الله.

    في رحلة حياتي اكتشفت أن مشاكل الإنسان كلها قائمة على وجود خلل في القلب.

    و كلما انغمس القلب في الماديات، و انغمس في المفاهيم الخاطئة لكتاب الله، كلما تدمر هذا الإنسان.

    لهذا يكرر الناس الجملة الشهيرة التي تقول "أيامنا تتشابه" "الملل يرهقنا" "الظروف أتعبتنا" "لا أعلم لماذا أنا أعيش؟"

    هذه الجمل هي دليل قاطع على وجود خلل في القلب.

    فالإنسان الذي يصلح قلبه بالله عز وجل هذا الإنسان يرى الحياة بشكل مختلف تماما.

    لا ملل، لا تعب، لا خوف، لا توهان، لا ألم، لا ضغوط، لا روتين .... و لا أي شيء من هذه الأمور السلبية التي يشتكي منها الناس.

    عندما يعود الله إلى القلب، فهنا تتحسن حواس الجسم بالكامل، فتبدأ ترى و تسمع و تتحرك بطريقة مختلفة تماما.

    فكل يوم ستكتشف جديد.

    لهذا فأيام المؤمن لا تتشابه، أيام المؤمن مليئة بالمغامرة و التجارب و الإصلاح.

    فالمؤمن لا يخضع لشركات و للأنظمة البشرية، المؤمن يخضع لله، و الله هو الواسع ذو فضل العظيم، و كيف للواسع أن يجعل حياة المؤمن روتينية و مملة؟

    و اسألوا الأنبياء عن حياتهم ... و سيقولون لكم أن حياتهم كانت مميزة، فبفضل من الله عاش الأنبياء حياة ليست كالحياة، بل عاشوا حياة طيبة و خالية من التعقيدات تماما.

    و أنت كذلك يمكنك أن تدرك هذه الحياة، عليك فقط أن تدرك من هو "الله".

    هل تريد أن تعمل في شركة طيلة حياتك و بعدها تتقاعد و تموت؟ ... و ما تفعله اليوم تفعله غدا و تعيده بعد غد؟ ... طبعا لا تريد.

    كل ما عليك فعله لكي تتحقق إرادتك هو أن تعيد إصلاح العلاقة بينك و بين الله، عندما ستصلح هذه العلاقة ستصلح حياتك بأكملها.

    "أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ"

    إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين