يحدث فراغ في الفؤاد (العقل) عندما تريد شيء و لكن العالم الخارجي يمشي عكس إرادتك أو تظن أنه يمشي عكس إرادتك.
فراغ العقل يجعلك عاجز على التحكم في ردود أفعالك، تصبح سريع الغضب، كثير الكلام، غير ثابت في مكانك، تلتفت هنا و هناك، تسهزئ، لا تصلح الفساد، عشوائي، تأكل بسرعة، تستحم بسرعة، تنام كثيرا .... لهذا عليك أن تثبِّت هذا الفراغ من خلال آيات الله و وعوده و أنباء الرسل و قصصهم.
عليك أيضا أن تعلم أن العالم الخارجي لا يتحرك وفق إرادتك، العالم يتحرك وفق إيمانك بالله.
كلما زاد الإيمان بالله كلما زاد النور و كلما تحسنت حياتك.
✔ يقول الله : "وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ۗ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ * وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ"
أم موسى عالمها الخارجي يوحي أن ابنها لن يعود لها مرة أخرى ... وهذا جعل فؤادها فارغا ... فربط الله على قلبها لتكون من المؤمنين ... حفاظ أم موسى على الإيمان بالله جعل إبنها يعود إليها.
ماذا تريد؟ هل عالمك الخارجي معقد .... آمن بالله و كل شيء سيصبح بسيطا.
الإيمان بالله سلاح الأقوياء، و هو سلاح لا يتقنه الجميع.
الناس التي تحب العاجلة و تذر ورائها يوما ثقيلا، هؤلاء الناس لا يتقنون الإيمان بالله.
الناس التي لا تنفق من قلبها و لا تدعو الله من قلبها، هؤلاء الناس لا يتقنون الإيمان بالله.
الناس التي كل هدفها في الحياة هو زيادة الشهوات، هؤلاء الناس لا يتقنون الإيمان بالله.
الناس التي تظن أن الله موجود في المسجد و رمضان و الكعبة، هؤلاء الناس لا يتقنون الإيمان بالله.
الإنسان الذي لا يتقن الإيمان بالله، أي موقف بسيط سيجعل فؤاده فارغا و سيجعله يُخرج أسوء ما فيه من كلام و أفعال.
الإنسان الذي يتقن الإيمان بالله، يعيش التناغم التام مع أحداث حياته و مع كل المخلوقات، المؤمن بالله متعاطف حتى مع الحشرات.
المؤمن كائن متصل بالله، و هذا يجعله دائما مراقب جيد لما يحدث في حياته و حياة غيره، لهذا المؤمن بالله لا يتوه في الحياة و لا ينخدع بالحياة.
المؤمن يعطي من قلبه و لا ينتظر مقابل أو جزاء أو شكر.
المؤمن يعلم أن كل شيء هالك و أن الساعة آتية و أن الخير بيد الله و أن الملك بيد الله و أن الله على كل شيء قدير و أنه إن تكن مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأتي بها الله ... المؤمن يعلم كل هذه الأمور و هذا يجعله لا يتأثر بالعالم الخارجي.
اقرؤوا قصص الأنبياء و تعلَّموا منهم كيف تتعاملوا مع مختلف الأحداث التي تعيشونها في حياتكم .... و خلاصة حياة الأنبياء هي :
"آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون"
"قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ"
كونوا مؤمنين بالله و كل شيء سيتيسر في حياتكم.