أنا تعبان دائما!!!

»  أنا تعبان دائما!!!
مدة القراءة: 6 دقائق

- أنا تعبان و طاقتي منعدمة!!

- تريد إصلاح هذا الأمر في حياتك

- نعم أريد

- و لكن عليك أن تتحمل مسؤولية فكرك و مشاعرك و حركتك، عليك أن تغيّر كل شيء، فالتعب الدائم هو بسبب خلل في الإنسان و ليس بسبب البشر و الظروف، البشر و الظروف ليسوا هم السبب وراء تعبك ... الشيطان هو السبب.

- من هو الشيطان؟

- الشيطان هو مخلوق بدأ تعامله مع الإنسان منذ خلقه، و هو يعلم كل تفاصيل حياتك، و يستطيع أن يتلاعب بفكرك و مشاعرك عن طريق الوسوسة، و كلما زادت هذه الوسوسة كلما زاد تعبك.

- جميل، ما هي الوسائل التي يستخدمها الشيطان لكي يتعب الإنسان؟

- الشيطان له العديد من الوسائل، من بينها تضخيم الخيال، التعلق بالدنيا و الناس و الظروف و الماديات، أن يجعلك تركز على نقطة واحدة في حياتك و تهمل باقي النقط، يأتيك من بين يديك (تخويفك من الحاضر و اليأس من المستقبل)، يأتيك من خلفك (يجعلك تنسى نفسك في أحداث الماضي)، يأتيك عن يمينك (الخوف من فقدان نقاط القوة في حياتك، بيتك، منصبك، شركتك، عملك، أموالك، سيارتك ...)، يأتيك عن شمالك (تحزن بسبب نقاط الضعف في حياتك، فقرك، شكلك، جهلك ...).

- لماذا يفعل معنا الشيطان هذه الأمور؟

- الشيطان يريد أن يتعبك و يعذبك، و لكي تصل إلى هذا الأمر فهو سيستخدم معك كل الطرق التي ستنسيك نفسك و تنسيك قوتك الحقيقية ... هو يعلم أن ذكر الله (التفكير في الله و إقداره حق قدره) يجعلك شخص قوي و لا يتعب أبدا، لهذا سيقوم بصدك و إبعادك عن ذكر الله ... هو يعلم أن الشكر لله و شكر نعم الله يجعل الإنسان محمي تماما من التعب و من العذاب، لهذا سيستخدم معك كل الطرق لكي يجعلك غير قادر على الإحساس بالنعم المحيطة بك، سيجعلك تركز على مصيبة واحدة في حياتك و سيضخمها أمام قلبك و ستنسى نفسك و لن تذكر الله و لن تصلي (أي ستفقد صلتك بأوامر الله و رسائله) و لن تكون من الشاكرين.

✔ يقول الله : "ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ"

✔ يقول الله : "إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ"

- هل هناك طريقة أحمي بها نفسي من أفعال الشيطان و وسوسته التي تحزني و تخوفني و تتعبني و تعذبني؟

- الشيطان ليس عليه أي سلطة عليك، فسلطته الوحيدة هي أنه يدعوك لفعل شيء ما و التفكير بطريقة ما و أنت من يستجيب لدعائه.

عندما يكون الإنسان غير خالص لله في تفكيره و مشاعره و حركته فهنا تبدأ وسوسة الشيطان و يفقد الإنسان بوصلة حياته فيصاب بالجنون و الإكتئاب و الفقر و العذاب.

-✔ يقول الله : "قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ"

- من هو العبد الخالص و كيف أصبح كذلك؟

- العبد الخالص مثل الذهب الخالص.

فالذهب الخالص هو الذهب الذي لم يختلط بنحاس أو حديد إلخ ...

و الإنسان الخالص لله هو الذي لم يشرك بعبادته لله شيئا.

فمثلا عندما نشرك الناس مع عبادتنا لله فهنا أصبحنا غير خالصين.

عندما نشرك المال أصبحنا غير خالصين.

عندما نشرك الوظيفة أصبحنا غير خالصين.

عندما نشرك فكرنا و مشاعرنا و شكلنا و ظروفنا أصبحنا غير خالصين.

و كلما اختفى الإخلاص لله كلما زادت وساوس الشيطان و قد يصل الحال بالإنسان أن يجن أو ينتحر من حدة الوسوسة الشيطانية.

لهذا راجع قلبك و حدد بكل صدق ما هي الأمور التي زاحمت إخلاصك لله عز و جل.

عندما ستتخلص من هذه الأمور فكن متأكّد أن الوسوسة ستختفي و سيزيد الإيمان و تنصلح الأخلاق و تتحسن الشخصية و سيتلاشى التعب و العذاب.

قصة الوساوس و الإنفعالات و التعب هي في الحقيقة قصة الإنسان مع إخلاصه لله ... كلما زاد الإخلاص زاد النور في حياتك و اختفى الظلام للأبد ... فعدوك الحقيقي وراء كل مشاكلك المادية و الفكرية و الشعورية و الحركية هو الشيطان ... لهذا يقول الله : إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا" ... ركز مع عدوك الحقيقي و تغلّب عليه بإخلاصك لله و سترى من الله ما لا يراه الغافلين عابدين المال و الناس و الشهرة و الشهوات.

✔ يقول الله : "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"

ماذا ستختار؟ ... الفقر (إفقار مادي طاقي علمي، إفقار من كل الجوانب)، الفحشاء (أن تجعل التفكير في الجنس منهج حياة) ... أو ستختار مغفرة الله (اختفاء العذاب)، فضل الله (يعطيك الله من كل شيء و يعطيك وفرة في كل شيء).

الإختيار قائم بداخل قلبك ... إن عبدت الله فقد اخترت الله ... إن عبدت الدنيا فقط اخترت الشيطان و عبدت الشيطان.

✔ يقول الله : "أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ"

- هل من أفعال نفسية و شعورية و فكرية تحميني من وسوسة الشيطان و سيطرته؟

- نعم هناك ثلاث أفعال مهمة ذكرها الله في كتابه : "الإيمان" "التوكل" "الإستعاذة بالله السميع العليم".

✔ يقول الله : "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون"

✔ يقول الله : "وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"

• ما معنى الإيمان؟

الإيمان هو إحساسك بالأمان، فمصدر الأمان بداخلك هو ما تؤمن به. إن كان مصدر أمانك هو المال فأنت مؤمن بالمال، إن كان مصدر أمانك هم الناس فأنت مؤمن بالناس، إن كان مصدر أمانك هو زوجك فأنت مؤمن بزوجك، إن كان مصدر أمانك هم ظروفك فأنت مؤمن بالظروف، إن كان مصدر أمانك هم والديك فأنت مؤمن بوالديك، إن كان مصدر أمانك هم إخوتك فأنت مؤمن بإخوتك، إن كان مصدر أمانك هم أبناؤك فأنت مؤمن بأبنائك، إن كان مصدر أمانك هو الشركة فأنت مؤمن بالشركة، إن كان مصدر أمانك هم الشهادات الدراسية فأنت مؤمن بالشهدات الدراسية، إن كان مصدر أمانك هو فكرك و هواك و نفسك فأنت مؤمن بفكرك و أهوائك و نفسك … مصدر أمانك و راحتك و إطمئنانك هو ما تؤمن به.

عندما تؤمن بالله و لا تؤمن بالدنيا و ما فيها (الناس، الظروف، المال، النهار، الليل، البلد، السفر، العطلة، شكلك، كلماتك ... إلخ من الأمور التي تشكل حياتنا على سطح الأرض) ... عندما ستؤمن بالله إيمانا خالصا ترى فيه الله وحده و لا ترى أي شيء آخر، عندها ستختفي سيطرة الشيطان عليك بشكل كامل.

• ما معنى التوكل؟

التوكل هو أن تقوم بعمل و أنت مستحضر و معتمد على قدرات الله أكثر من اعتمادك على قدراتك و ممتلكاتك و الناس و ظروفك ... عندما تحقق هذا بشكل سليم تختفي وسوسة الشيطان و تستعيد توازنك و فطرتك السعيدة و المؤمّنة.

• ما معنى الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؟

الشيطان يسمعك صوته، هذا الصوت هو عبارة عن أصوات تختلط مع صوت الفطرة بداخل قلبك، و هذا ما يسمى بوسوسة الشيطان ... في بعض الأحيان تشتد أصوات الشيطان فتصبح عاجز على التمييز بينها و بين صوت الفطرة ... لهذا عليك أن تستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ... فالله يسمع صوت الشيطان و هو عليم به، عندما تستحضر قدرة الله على حمايتك من هذه الأصوات عندها تختفي هذه الأصوات بقدرة كن فيكون و بقدرة الذي هو على كل شيء قدير ... و عندما يختفي صوت الشيطان يظهر صوت الفطرة و صوت الروح و تخرج من ظلمات الخوف و الجهل و الضيق و الفقر و الضلال و الجزع و الضعف و الذل و الفرقة ... إلى نور الأمان و العلم و السلام و الغنى و الهدى و التمكن و القوة و العزة و الألفة ...

• نقطة أخيرة :

جرب يوميا أن تقوم بثلاث عمليات : "الإستيقاظ باكرا، التنفس بشكل سليم، الوضوء و صلاة الفجر"

الإستيقاظ باكرا يعينك على التركيز قبل بداية حركتك اليومية، التنفس يجعل صدرك يتسع أكثر و فتنقص حدة وسوسة الشيطان، الصلاة بخشوع، أي تستحضر أنك بعد انتهاء رحلة الحياة الدنيا سوف تلقى الله ... هذا هو الخشوع، عندما ستصلي بخشوع قلبك سيستشعر الله بقوة و بالتالي ستتمكن من الإخلاص و الإيمان و التوكل بشكل يسير و طبيعي دون أي تصنع ... إن بدأت يومك بهذا الشكل فكن متأكد أن تركيزك سيكون في أعلى مستوياته و لن تتعب بسبب تشتت الأفكار و ضعف الرؤية الواضحة للأمور و كثرة الأشغال و العشوائية و الصراخ خلال يومك الجديد و الجميل إن شاء الله.

أعد قراءة المقال حتى تستوعبه جيدا و إن شاء تستعيد طاقتك النابعة من رب العالمين و يختفي التعب للأبد.

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    أنا تعبان دائما!!!

    مدة القراءة: 6 دقائق

    - أنا تعبان و طاقتي منعدمة!!

    - تريد إصلاح هذا الأمر في حياتك

    - نعم أريد

    - و لكن عليك أن تتحمل مسؤولية فكرك و مشاعرك و حركتك، عليك أن تغيّر كل شيء، فالتعب الدائم هو بسبب خلل في الإنسان و ليس بسبب البشر و الظروف، البشر و الظروف ليسوا هم السبب وراء تعبك ... الشيطان هو السبب.

    - من هو الشيطان؟

    - الشيطان هو مخلوق بدأ تعامله مع الإنسان منذ خلقه، و هو يعلم كل تفاصيل حياتك، و يستطيع أن يتلاعب بفكرك و مشاعرك عن طريق الوسوسة، و كلما زادت هذه الوسوسة كلما زاد تعبك.

    - جميل، ما هي الوسائل التي يستخدمها الشيطان لكي يتعب الإنسان؟

    - الشيطان له العديد من الوسائل، من بينها تضخيم الخيال، التعلق بالدنيا و الناس و الظروف و الماديات، أن يجعلك تركز على نقطة واحدة في حياتك و تهمل باقي النقط، يأتيك من بين يديك (تخويفك من الحاضر و اليأس من المستقبل)، يأتيك من خلفك (يجعلك تنسى نفسك في أحداث الماضي)، يأتيك عن يمينك (الخوف من فقدان نقاط القوة في حياتك، بيتك، منصبك، شركتك، عملك، أموالك، سيارتك ...)، يأتيك عن شمالك (تحزن بسبب نقاط الضعف في حياتك، فقرك، شكلك، جهلك ...).

    - لماذا يفعل معنا الشيطان هذه الأمور؟

    - الشيطان يريد أن يتعبك و يعذبك، و لكي تصل إلى هذا الأمر فهو سيستخدم معك كل الطرق التي ستنسيك نفسك و تنسيك قوتك الحقيقية ... هو يعلم أن ذكر الله (التفكير في الله و إقداره حق قدره) يجعلك شخص قوي و لا يتعب أبدا، لهذا سيقوم بصدك و إبعادك عن ذكر الله ... هو يعلم أن الشكر لله و شكر نعم الله يجعل الإنسان محمي تماما من التعب و من العذاب، لهذا سيستخدم معك كل الطرق لكي يجعلك غير قادر على الإحساس بالنعم المحيطة بك، سيجعلك تركز على مصيبة واحدة في حياتك و سيضخمها أمام قلبك و ستنسى نفسك و لن تذكر الله و لن تصلي (أي ستفقد صلتك بأوامر الله و رسائله) و لن تكون من الشاكرين.

    ✔ يقول الله : "ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ"

    ✔ يقول الله : "إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ"

    - هل هناك طريقة أحمي بها نفسي من أفعال الشيطان و وسوسته التي تحزني و تخوفني و تتعبني و تعذبني؟

    - الشيطان ليس عليه أي سلطة عليك، فسلطته الوحيدة هي أنه يدعوك لفعل شيء ما و التفكير بطريقة ما و أنت من يستجيب لدعائه.

    عندما يكون الإنسان غير خالص لله في تفكيره و مشاعره و حركته فهنا تبدأ وسوسة الشيطان و يفقد الإنسان بوصلة حياته فيصاب بالجنون و الإكتئاب و الفقر و العذاب.

    -✔ يقول الله : "قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ"

    - من هو العبد الخالص و كيف أصبح كذلك؟

    - العبد الخالص مثل الذهب الخالص.

    فالذهب الخالص هو الذهب الذي لم يختلط بنحاس أو حديد إلخ ...

    و الإنسان الخالص لله هو الذي لم يشرك بعبادته لله شيئا.

    فمثلا عندما نشرك الناس مع عبادتنا لله فهنا أصبحنا غير خالصين.

    عندما نشرك المال أصبحنا غير خالصين.

    عندما نشرك الوظيفة أصبحنا غير خالصين.

    عندما نشرك فكرنا و مشاعرنا و شكلنا و ظروفنا أصبحنا غير خالصين.

    و كلما اختفى الإخلاص لله كلما زادت وساوس الشيطان و قد يصل الحال بالإنسان أن يجن أو ينتحر من حدة الوسوسة الشيطانية.

    لهذا راجع قلبك و حدد بكل صدق ما هي الأمور التي زاحمت إخلاصك لله عز و جل.

    عندما ستتخلص من هذه الأمور فكن متأكّد أن الوسوسة ستختفي و سيزيد الإيمان و تنصلح الأخلاق و تتحسن الشخصية و سيتلاشى التعب و العذاب.

    قصة الوساوس و الإنفعالات و التعب هي في الحقيقة قصة الإنسان مع إخلاصه لله ... كلما زاد الإخلاص زاد النور في حياتك و اختفى الظلام للأبد ... فعدوك الحقيقي وراء كل مشاكلك المادية و الفكرية و الشعورية و الحركية هو الشيطان ... لهذا يقول الله : إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا" ... ركز مع عدوك الحقيقي و تغلّب عليه بإخلاصك لله و سترى من الله ما لا يراه الغافلين عابدين المال و الناس و الشهرة و الشهوات.

    ✔ يقول الله : "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"

    ماذا ستختار؟ ... الفقر (إفقار مادي طاقي علمي، إفقار من كل الجوانب)، الفحشاء (أن تجعل التفكير في الجنس منهج حياة) ... أو ستختار مغفرة الله (اختفاء العذاب)، فضل الله (يعطيك الله من كل شيء و يعطيك وفرة في كل شيء).

    الإختيار قائم بداخل قلبك ... إن عبدت الله فقد اخترت الله ... إن عبدت الدنيا فقط اخترت الشيطان و عبدت الشيطان.

    ✔ يقول الله : "أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ"

    - هل من أفعال نفسية و شعورية و فكرية تحميني من وسوسة الشيطان و سيطرته؟

    - نعم هناك ثلاث أفعال مهمة ذكرها الله في كتابه : "الإيمان" "التوكل" "الإستعاذة بالله السميع العليم".

    ✔ يقول الله : "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون"

    ✔ يقول الله : "وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"

    • ما معنى الإيمان؟

    الإيمان هو إحساسك بالأمان، فمصدر الأمان بداخلك هو ما تؤمن به. إن كان مصدر أمانك هو المال فأنت مؤمن بالمال، إن كان مصدر أمانك هم الناس فأنت مؤمن بالناس، إن كان مصدر أمانك هو زوجك فأنت مؤمن بزوجك، إن كان مصدر أمانك هم ظروفك فأنت مؤمن بالظروف، إن كان مصدر أمانك هم والديك فأنت مؤمن بوالديك، إن كان مصدر أمانك هم إخوتك فأنت مؤمن بإخوتك، إن كان مصدر أمانك هم أبناؤك فأنت مؤمن بأبنائك، إن كان مصدر أمانك هو الشركة فأنت مؤمن بالشركة، إن كان مصدر أمانك هم الشهادات الدراسية فأنت مؤمن بالشهدات الدراسية، إن كان مصدر أمانك هو فكرك و هواك و نفسك فأنت مؤمن بفكرك و أهوائك و نفسك … مصدر أمانك و راحتك و إطمئنانك هو ما تؤمن به.

    عندما تؤمن بالله و لا تؤمن بالدنيا و ما فيها (الناس، الظروف، المال، النهار، الليل، البلد، السفر، العطلة، شكلك، كلماتك ... إلخ من الأمور التي تشكل حياتنا على سطح الأرض) ... عندما ستؤمن بالله إيمانا خالصا ترى فيه الله وحده و لا ترى أي شيء آخر، عندها ستختفي سيطرة الشيطان عليك بشكل كامل.

    • ما معنى التوكل؟

    التوكل هو أن تقوم بعمل و أنت مستحضر و معتمد على قدرات الله أكثر من اعتمادك على قدراتك و ممتلكاتك و الناس و ظروفك ... عندما تحقق هذا بشكل سليم تختفي وسوسة الشيطان و تستعيد توازنك و فطرتك السعيدة و المؤمّنة.

    • ما معنى الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؟

    الشيطان يسمعك صوته، هذا الصوت هو عبارة عن أصوات تختلط مع صوت الفطرة بداخل قلبك، و هذا ما يسمى بوسوسة الشيطان ... في بعض الأحيان تشتد أصوات الشيطان فتصبح عاجز على التمييز بينها و بين صوت الفطرة ... لهذا عليك أن تستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ... فالله يسمع صوت الشيطان و هو عليم به، عندما تستحضر قدرة الله على حمايتك من هذه الأصوات عندها تختفي هذه الأصوات بقدرة كن فيكون و بقدرة الذي هو على كل شيء قدير ... و عندما يختفي صوت الشيطان يظهر صوت الفطرة و صوت الروح و تخرج من ظلمات الخوف و الجهل و الضيق و الفقر و الضلال و الجزع و الضعف و الذل و الفرقة ... إلى نور الأمان و العلم و السلام و الغنى و الهدى و التمكن و القوة و العزة و الألفة ...

    • نقطة أخيرة :

    جرب يوميا أن تقوم بثلاث عمليات : "الإستيقاظ باكرا، التنفس بشكل سليم، الوضوء و صلاة الفجر"

    الإستيقاظ باكرا يعينك على التركيز قبل بداية حركتك اليومية، التنفس يجعل صدرك يتسع أكثر و فتنقص حدة وسوسة الشيطان، الصلاة بخشوع، أي تستحضر أنك بعد انتهاء رحلة الحياة الدنيا سوف تلقى الله ... هذا هو الخشوع، عندما ستصلي بخشوع قلبك سيستشعر الله بقوة و بالتالي ستتمكن من الإخلاص و الإيمان و التوكل بشكل يسير و طبيعي دون أي تصنع ... إن بدأت يومك بهذا الشكل فكن متأكد أن تركيزك سيكون في أعلى مستوياته و لن تتعب بسبب تشتت الأفكار و ضعف الرؤية الواضحة للأمور و كثرة الأشغال و العشوائية و الصراخ خلال يومك الجديد و الجميل إن شاء الله.

    أعد قراءة المقال حتى تستوعبه جيدا و إن شاء تستعيد طاقتك النابعة من رب العالمين و يختفي التعب للأبد.

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين