عندما تتعامل مع القرآن لا تتعامل معه بمبدأ : "يؤمنون ببعض الكتاب و يكفرون ببعض"
من يعيش بهذا المبدأ يتحقق عليه القانون و الآية و النتيجة التي تقول : "فما جزاء من يفعل ذلك إلا خزي في الحياة الدنيا و يوم القيامة يردون إلى أشد العذاب و ما الله بغافل عما تعملون"
إن شاء الله ستكتشف معي في هذه الكلمات الآتية تأثير الإيمان ببعض الكتاب و الكفر ببعض، و هل فعلا الناس يفعلون هذا الأمر بأنفسهم؟
سنأخذ آيتين و سنحللهم على مستوى عقيدة الناس و رؤيتهم للأمور من حولهم و رؤيتهم لأحداث المستقبل.
✔ يقول الله : "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ۖ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَٰلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ"
✔ يقول الله : "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا"
سنأخذ الآيات على هذا الشكل : "خلقكم" "رزقكم" "جعلكم أزواجا" "يميتكم" "يحييكم"
أغلب البشر يؤمنون بأن الله "خلقهم و سيميتهم و سيحييهم في يوم القيامة".
و لكن غلبية البشر تشك في قدرة الله على : "رزقهم" و "تزويجهم"
و هذا الفعل هو تماما ما قال عنه الله "أتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض" ... و هذا الفعل هو السبب وراء عذابك الفكري و الشعوري و الحركي.
عندما سيتساوى عندك قدرة الله على خلقك و إماتك و إحيائك مع قدرته على رزقك و تزويجك عندها ستكون مِن مَن آمن بكل الكتاب و مِن مَن قالوا : "وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ"
فراجع إيمانك بالكتاب حتى تصبح من أولي الألباب و تتذكر كل ما نسيته بخصوص نفسك و بخصوص خالقك.
لأن الإيمان بكل الكتاب هو جزء أساسي من نمو الإنسان الطبيعي الذي يجعل حياتك صالحة و غير قابلة للإفساد و الفساد.
تريد أن يرزقك الله فآمن بقول الله : "ثم رزقكم"
تريد أن يزوجك الله زواجا طيبا صالحا، فآمن بقول الله : "ثم جعلكم أزواجا"
ثم رزقكم و جعلكم أزواجا جائت في صيغة الماضي، فالأمر حصل و نزل، كل ما عليك فعله هو أن تؤمن بذلك في حاضرك.
الطريق سهل و هو بين يدي قلبك : "ما تؤمن به ستحصده في المستقبل، و هذا قانون ثابت لا يمكن تغييره"
إن آمنت بالله و بآياته فقد نجوت، إن آمنت ببعض و كفرت ببعض فقد هلكت و تعذبت.
في المقال أعطيتك أهم معلومة يمكن أن تبني عليها حياتك اليومية :
"دع الله يتحدث عن نفسه و قوانينه و سترى من الله ما لا يراه أغلب البشر و الحمد لله رب العالمين"