أريده أن يتأكد أن الدنيا سوداء

»  أريده أن يتأكد أن الدنيا سوداء
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 2 دقائق

كثير من الآباء والأمهات يجدون صعوبة في إختيار الأسلوب الأمثل في تربية أبنائهم وبناتهم. لا يعرفون تماما كيف يحمونهم في المستقبل وكيف يوفرون لهم ضمانات لحياة أفضل عندما يكبرون. هذا يجعلهم يلجأون لبعض التدابير الإحترازية التي تبدو منطقية في حينها لكن آثارها على مستقبل الأبناء سيء جدا.

الخلل يظهر في الفكرة نفسها، فكرة الضمانات المستقبلية. هناك عقدة عند الآباء والأمهات أسمها ( ضمان المستقبل ) وهذة العقدة نابعة من الشعور الزائف بالأهمية الذي يظهر على كثير من البشر من جميع الثقافات. عندما تنجب الأم بقدرة قادر تصبح إله يريد تصريف الكون ومن بعدها يأتي زوجها وبكل سذاجة يحاول مساعدتها في السيطرة على العالم، لكنهما يخفقان وبشدة. الله عندما خلق الكون وخلق المخلوقات تكفل هو بتربيتها ورعايتها ولكن البشر مازالوا مقتنعين تماما أنهم هم يربون إنتاجهم الخاص من البشر. نسى أكثر الناس أن الرب يربي وهو المسؤل عن كل الأحداث التي سيمر بها الإنسان حتى يتربى تماما.

وبما أن الوالدين لا يملكان الكثير من المعرفة المسبقة عن الغيب وأحداث المستقبل فإنهما يستخدمان العقل. العقل المحدود، العقل البشري الغير قادر على التواصل مع الكون ومعرفة كل الأحداث التي ستقع بعد يومين أو ثلاثة أو حتى بضعة ثواني. بإستخدام العقل يضلون السبيل ويحمّلون أنفسهم مسؤلية أكبر مما يستطيعون. الأب خصوصا كرجل بالغ عاقل راشد ( ? ) يحاول أن يعد أولاده أو بناته لمستقبل أفضل، فيبدأ بتدريبهم على الحياة. لا يستطيعون الحصول على شيء منه إلا بإعطاء أسباب منطقية، يجري لهم إختبارات تحمل، يختبر خلالها أسوأ ما فيهم وبعد أن يتأكد أنهم يعون تماما حجم المسؤلية وأن الأمور لا تأتي بسهولة، يعطيهم ما يريدون ويشعر بينه وبين نفسه أنه قدم إليهم خدمة جليلة في مستقبلهم.

في الحقيقة كل ما صنعه دون وعي أنه درب أولاده وبناته على أن الحياة صعبة وأنهم يجب أن يتحولون إلى مقاتلين أشداء لنيل ما يتمنون. يكبر الأطفال ويصبحون راشدين لكن في عمق تفكيرهم أن الحياة صعبة وأن كل شيء يريدونه يجب عليهم أن يقاتلون من أجله وأن الأشياء لا تأتي بسهولة. عمليا هو تأكد (الأب) أنهم على يقين تام أن الحياة سوداء.

هذا ما يصنعه كثير من الآباء والأمهات الرائعين والمحبين. يخبرون أولادهم أن الحياة صعبة ويعاملونهم على هذا الأساس وذلك لضمان مستقبلهم. يضمنون لهم أنهم سيعانون في المستقبل. كان من الأفضل تقديم الرعاية لهم وتركهم يحاولون بأنفسهم وعندما يفشلون يتم تقديم الدعم لهم مع الكثير من التشجيع. الأطفال ليسوا بحاجة للتخويف والإختبار وإنما التشجيع المتواصل. تشجيع على العمل، تشجيع على المثابرة، تشجيع على المحاولة، تشجيع على كسر القيود. عقولهم الصغيرة نظيفة من السواد فلماذا نعلمهم أشياء ليسوا بحاجة لها؟ كل ما يحتاجون له هو التشجيع والمتابعة من بعيد وقليل من النصح والإرشاد. هذا ينفعهم ويجعلهم يدخلون الحياة بلا تلوث مسبق.

هل لوثت أفكار أولادك مؤخرا؟ ههههههههههههههههههه

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    أريده أن يتأكد أن الدنيا سوداء

    مدة القراءة: 2 دقائق

    كثير من الآباء والأمهات يجدون صعوبة في إختيار الأسلوب الأمثل في تربية أبنائهم وبناتهم. لا يعرفون تماما كيف يحمونهم في المستقبل وكيف يوفرون لهم ضمانات لحياة أفضل عندما يكبرون. هذا يجعلهم يلجأون لبعض التدابير الإحترازية التي تبدو منطقية في حينها لكن آثارها على مستقبل الأبناء سيء جدا.

    الخلل يظهر في الفكرة نفسها، فكرة الضمانات المستقبلية. هناك عقدة عند الآباء والأمهات أسمها ( ضمان المستقبل ) وهذة العقدة نابعة من الشعور الزائف بالأهمية الذي يظهر على كثير من البشر من جميع الثقافات. عندما تنجب الأم بقدرة قادر تصبح إله يريد تصريف الكون ومن بعدها يأتي زوجها وبكل سذاجة يحاول مساعدتها في السيطرة على العالم، لكنهما يخفقان وبشدة. الله عندما خلق الكون وخلق المخلوقات تكفل هو بتربيتها ورعايتها ولكن البشر مازالوا مقتنعين تماما أنهم هم يربون إنتاجهم الخاص من البشر. نسى أكثر الناس أن الرب يربي وهو المسؤل عن كل الأحداث التي سيمر بها الإنسان حتى يتربى تماما.

    وبما أن الوالدين لا يملكان الكثير من المعرفة المسبقة عن الغيب وأحداث المستقبل فإنهما يستخدمان العقل. العقل المحدود، العقل البشري الغير قادر على التواصل مع الكون ومعرفة كل الأحداث التي ستقع بعد يومين أو ثلاثة أو حتى بضعة ثواني. بإستخدام العقل يضلون السبيل ويحمّلون أنفسهم مسؤلية أكبر مما يستطيعون. الأب خصوصا كرجل بالغ عاقل راشد ( ? ) يحاول أن يعد أولاده أو بناته لمستقبل أفضل، فيبدأ بتدريبهم على الحياة. لا يستطيعون الحصول على شيء منه إلا بإعطاء أسباب منطقية، يجري لهم إختبارات تحمل، يختبر خلالها أسوأ ما فيهم وبعد أن يتأكد أنهم يعون تماما حجم المسؤلية وأن الأمور لا تأتي بسهولة، يعطيهم ما يريدون ويشعر بينه وبين نفسه أنه قدم إليهم خدمة جليلة في مستقبلهم.

    في الحقيقة كل ما صنعه دون وعي أنه درب أولاده وبناته على أن الحياة صعبة وأنهم يجب أن يتحولون إلى مقاتلين أشداء لنيل ما يتمنون. يكبر الأطفال ويصبحون راشدين لكن في عمق تفكيرهم أن الحياة صعبة وأن كل شيء يريدونه يجب عليهم أن يقاتلون من أجله وأن الأشياء لا تأتي بسهولة. عمليا هو تأكد (الأب) أنهم على يقين تام أن الحياة سوداء.

    هذا ما يصنعه كثير من الآباء والأمهات الرائعين والمحبين. يخبرون أولادهم أن الحياة صعبة ويعاملونهم على هذا الأساس وذلك لضمان مستقبلهم. يضمنون لهم أنهم سيعانون في المستقبل. كان من الأفضل تقديم الرعاية لهم وتركهم يحاولون بأنفسهم وعندما يفشلون يتم تقديم الدعم لهم مع الكثير من التشجيع. الأطفال ليسوا بحاجة للتخويف والإختبار وإنما التشجيع المتواصل. تشجيع على العمل، تشجيع على المثابرة، تشجيع على المحاولة، تشجيع على كسر القيود. عقولهم الصغيرة نظيفة من السواد فلماذا نعلمهم أشياء ليسوا بحاجة لها؟ كل ما يحتاجون له هو التشجيع والمتابعة من بعيد وقليل من النصح والإرشاد. هذا ينفعهم ويجعلهم يدخلون الحياة بلا تلوث مسبق.

    هل لوثت أفكار أولادك مؤخرا؟ ههههههههههههههههههه

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين