هذة إمرأة عميقة جدا كأعمق حفرة تصادفها في حياتك. كل شيء في حياتها جاد جدا وله أبعاد أكبر مما يتصوره الناس. الحب له قوانين صارمة، الزواج مقدس كقدسية الروح وربما أكثر، الصداقات محسوبة بعناية فائقة فهي لا تسمح لأي كان أن يقترب منها إن لم يكن واعيا مثقفا ذا عمق ورؤية أبعد مما يراه الصقر وهو محلق على إرتفاع ٥٠٠ متر.
دائما أنيقة ومتكلفة وتستخدم كلمات كبيرة مثل الدوغمائية والبارغماتية ورحم المعاناة والبوتقة وما إلى ذلك من كلمات النخبة التي عادة لا تعني شيئا لعامة الناس فتعيش في عالم وهمي منفصلة عن البشر فلا هي ترتاح لهم ولا هم يرتاحون من تواجدها بينهم.
هذة الحالة مفهومة بحكم عمق الثقافة وإحساس المرأة الحفرة بالتميز لكن إن تصاب بهذة الحالة المرأة العادية؟ هذا هو الجنون بعينه. لماذا تفلسفين الأمور فوق ما تحتمل؟ لماذا كل شيء له قدسية عندك؟ عندما تفعلين ذلك أنتِ تحكمين على نفسك بالعزلة وكل من يقترب منك سيهجرك بعد فترة لأنه لن يتحمل حجم التضخيم الذي تقومين به للسلوكيات البسيطة.
كل شيء عندك إهانة، كل كلمة عندك تعني محاولة للنيل منك، إنقطاع علاقتك بصديقتك تعني كارثة تهز الوجود. لا يستطيع الناس الضحك معك أو تمضية وقت مسلي في حضورك. أي رجل يقترب منك من الأفضل أن يتقدم بطلب يدك وإلا ستكون نهايته.
خففي على نفسك، إنطلقي وعيشي وإسمحي للآخرين أن يكونون ساذجين وخاطئين. لن تتوقف الحياة. الرجال ليسوا ذئاب بشرية كما قالت لك مدرسّة مادة التوحيد. مجرد رجال عاديين يظهرون إهتمامهم وربما سخافتهم أو سذاجتهم. لا تفكري فيهم كثيرا وتجاهلي وسيري في حياتك.
الحياة فيها الكثير من المرونة ومن الأمور الساذجة والمقرفة وأيضا هناك الكثير من الأمور الجميلة. لا داعي لتضخيم المواقف. إبتسمي وواصلي مشوارك. خذي نفس عميق وإفتحي عينيك وقولي هييييييي
هذة هي الحياة