هؤلاء هم الفاشلون في الحياة، تراهم في وقارهم فتنخدع بهم. كلامهم مريح جدا، فهم يملكون القدرة على تهدئة أي نفس مضطربة تقترب منهم أو تستشيرهم في أي أمر. هل يوجد في حياتك أمثال هؤلاء؟
حسنا، سأخبرك كيف يتعاملون. هم سيفرغون أي قضية من محتواها. فعندما تستشيرهم في أمر ستجدهم يقومون بتهدئتك وتزيين الركون للراحة لك. كل القضايا عندهم تحل بالسكوت وكل المعيقات يتم تخطيها بعدم مواجهتها. يحمدون الله كثيرا ويهللون ويهونون الأمر عليك ليس لأنهم فعلا يساعدونك وإنما حتى لا تتحرك أنت وتبقى في الدوامة التي أنت فيها. من ميزاتهم الأساسية أنهم يظهرون تفهما كبيرا لمشكلتك لكنهم لن يدافعوا عنك أبدا ولن تتحرك فيهم ذرة من أجلك. عملهم الأساسي هو تفرغ الشحنة التي تشعر بها حتى تهدأ وتنسى ما جئت من أجله.
قد يكون أحد هؤلاء من المقربين كالأم أو الأب أو أخ أو أخت، أو من الأصدقاء أو من الناس الذين تعرف أنهم حكماء. بكل تأكيد هم يظهرون في ثوب الحكماء في هدوئهم وتوازنهم لكنهم لا يمتون للحكمة بصلة، ذلك أن الحكمة لم تعني يوما الضعف والتقاعس وتكسير مجاديف الناس. هذة دعوة لك لتعرف عدوك الحقيقي، إنهم الطيبون الذين يثنونك عن عزمك وعن المطالبة بحقوقك. خصوصا في أهل الوعي كما يطلقون على أنفسهم. يدعون الناس للتراجع والخنوع بحجة عدم المقاومة وهم لا يعرفون من قانون عدم المقاومة إلا إسمه.
لا تستشر الجبناء أبدا، فهؤلاء لا يعرفون العزة ولا الكرامة، يعلمون الناس الفشل ويروجون للكسل لأنهم في حقيقتهم لا يستطيعون مواجهة الحياة. عندما تشتكي أو تستشير فأنت تطلب الدعم لأنك تريد تحقيق هدف واضح من ذلك فكيف تقبل برأي من يثنيك عن حقك. ما أنت بحاجة له إما شخص شجاع يفتح لك الطريق أو أن تؤمن أنت بنفسك وتقوي عزيمتك وهذا أفضل مئة مرة من اللجوء للآخرين. أنت تملك قوة جبارة في داخلك فإستخدمها وتدرب عليها وسترى أنك لست بحاجة للآخرين. ثق في نفسك وإبتعد عن المرجفين.