تغيير بسيط في طريقة التفكير قد يكون المفتاح لحل عقدة « الخلاف لا يفسد للود قضية » التي يتشدق بها الناس وهي تعني « طز فيك » فنحن نستخدم هذة العبارة عندما نعجز عن إقامة حوار ناجح فيبدأ كل منا بتذكير الآخر بها وكأنها أعجوبة من عجائب الزمان مع أن المفروض أن هذا الأمر بديهي ولسنا بحاجة لنذكر بعضنا بعضا به. التغيير البسيط الذي أتحدث عنه هو « إذاً أنت تعتقد؟ » فعندما تدخل في حوار بهذة النية فأنت لن تلجأ لسوء الظن ولا إتهام الطرف الآخر ولن تحاول إثبات أنه مخطىء. فإثبات أن الطرف الآخر على خطأ لا يعني أنك على صواب، بل بالعكس قد تكون فكرتك أسوأ من فكرته.
عندما يحدثك أحدهم عن فكرة لم تسمع بها من قبل أو تتعارض مع أفكارك فمن المفروض أن تدخل في حالة « إذاً أنت تعتقد » وهي بشكل طبيعي ستضعك على المسار المناسب لحوار ناجح. أنت ترى أن الطرف المقابل يعتقد بهذا الشيء أو ذاك، ولهذا دورك إما التفكير في إعتقادة وهذا هو الأولى، أو أن تواجهه بإعتقادك المختلف. بهذة الطريقة تتم المقارنة بين الإعتقادين ومن ثم تدخلان في حوار أعمق إن تطلب الأمر. فلكل إعتقاد تداعيات وظروف وأسباب وأهداف وهذا ما تتحاوران عليه أساسا، لا أن يهاجم كل طرف الآخر.
ميزة أساسية يتمتع بها المحاور المفكر أنه يدخل في الحوار من أجل رفع حصيلته المعرفية ومن أجل تجديد أفكاره، فهو يتعلم ويكسب معرفة وخبرة ويهذب نفسه أثناء العملية. بينما نجد الناقل « لا عقل له » لأنه ينقل ولا يستطيع التفكير ولا التعديل ولا إدارة الحوار. الناقل كالراديو، لا تستطيع الحوار معه، هو فقط يقول كلمات لا يستطيع تغييرها ولا الإستفادة من الحوار. دخوله يكون من أجل فرض وجهة نظره وهذا يمكنك تجاهله بسهولة. تجاهله حتى يبدأ بإستخدام عقله.