انتشرت المطاعم كما ينتشر النار بالهشيم ..ولكنها نار من نوع آخر انتشر في جهازنا الهضمي الذي ما عاد قادرا على هضم لا الطعام ولا هضم الحياة كلها .فقد اقتصر الدماغ كل ميزاته على محاولة هضم طعامنا الذي لا حصر له ولا نوع ..على اليمين و على اليسار وفي كل اتجاه حيث النظر تجد سلاسل متناغمة المطاعم تقول لك لا تحتار .ولأننا أدركنا ان كل شيء انعكاسنا فهذا التركيز هو السائد عند غالبية الناس .فلو احتجت مكتبة فلن تجدها الا كالإبرة في كومة القش ..
تمعن قليلا ..ستجد أن الغذاء اقتصر على إطعام الجسد والعقل يقف عاجزا لا غذاء له بل في حالة جفاف حتى الضمور ..
يتمكن الكثيرين من الانفاق على الطعام بل وطلبه ديلفري وهو نائم على أريكته مستريح يأتيه دون عناء الذهاب إليه ..وعندما تأتي حاجة للتعلم تجد الناس فقراء معدمين غير قادرين على اقتناء كتاب أو الإلتحاق بدورة تثري عقولهم وتعلمهم كيف يتقنوا حياه طيبة مليئة بالوفرة والاتزان .
احسبها قليلا ستجد أن الديلفري يكلفك كثيراً .. وبهذا الثمن يمكنك اقتناء كتاب أو تجميع هذه المبالغ البسيطة حتى تتمكن من الإلتحاق بتدريب يغذي عقلك ويغير حياتك .
كن منصفا مع نفسك فمعدتنا لا تحتاج كل هذا الإنفاق ..كن عادلا مع جسدك وعقلك وروحك وانفق عليهم جميعا وباتزان ..
اطلب كتاب ..تعليم ..دورة ..استشارة ..ديلفري ..... ..
عيشها صح ..غادة حمد