الى حواء الى شقيقتي في النوع الانساني،
أريدك ان تعرفي انك في الغالب تعيشين في مجتمع ، معظمه يعتبرك مواطن درجة ثانية، تتعرضين لضغوط مختلفة و تناقضات مزعجة فهم ربوك في الصغر ان تحلمي و شجعوك ان تحققي ذاتك و تنجحي، ثم اذا اقتربت من السن الذي هم حددوا فيه متى تتزوجين و متى تنجبين و بقية القائمة من تواريخ انتهاء الصلاحيات نبذوك و اصبحت حياتك و تحركاتك تحت مجاهرهم البالية، لكن هل تعلمين اين تكمن المشكلة؟ انها تكمن في انك وافقت موافقة غير مباشرة على جميع شروطهم الجائرة لانك اعتقدت انك لا تملكين الخيار ، نسيت طعم الإيمان ، و قبلت كل تلوثاتهم الفكرية و سألت نفسك هل يعقل ان اكون انا فقط صح و كل من حولي خطأ؟
لكنك و مهما كان ما تمرين فيه صعب و مستحيل فإنك تستطيعين في أى وقت ان تغيري مسارك بقرار واحد فقط، شرط هذا القرار ايمان داخلي عميق بتقديرك الذاتي، ان تعرفي قيمتك و جوهرك و دورك في الحياة ، ان تعرفي انك انت اصلا واهبة الحياة و منبعها ، ان تشعري بالحرية في اخذ مساحتك الكافية في الحياة ، تلك المساحة التي سلبوها منك.
لن تستقيم معك الأمور اذا كنت ممن يبعثون ترددات الحاجة الى الحب باستمرار، اعرفي دورك، انت اصل الحب و منبعه لكنك صدقت كلامهم انك لن تكوني كاملة الى اذا كان هناك رجل بجانبك و نسيت ان النقص لا يجذب الا نقصا. كوني كاملة من الداخل ، رممي ما انكسر و اطلبي التعويض ممن لا تضيع عنده الودائع و ستذهلين كيف ستتم الإجابة.
ستكون الأمور صعبة في البداية ، فأنت تمسكين بيدك آلة موسيقية جميلة و تعزفين عليها أجمل الألحان بينما معظم من حولك يصدر أصوات الموت و البشاعة، لكنك ان استمريت في العزف فلن يتبقى على الجميع الا الصمت و الإذعان لما تعزفين.
كوني انت ، تذكري ماذا كنت تحبين ؟ ماذا كانت أحلامك؟ ماذا كنت تحبين ان تلبسي؟ ما هي هواياتك؟ تذكري ماذا كان يثير انتباهك و تخلصي من كل ما لا يمثلك تخلصي من جميع الأقنعة ، طهري روحك و انفضي عنك جميع الهموم التي راكمتها الحياة ووافقت على حملها. نعم ستكون رحلة متعبة و شاقة و ممكن مستحيلة في البداية لكن الجائزة تستحق ستكون الجائزة انت ..ذاتك الحقيقية ..
كل العبرة هي في أن تعرفي قدرك .
و يبقى السؤال كم عليك ان تخسري قبل أن تعرفي قدرك؟