أنت إنسان هل تعلم هذا؟ ... طبعا تعلم
هل تعلم ما هي طبيعة الإنسان؟ ... طبيعته أنه يخطئ و ينسى
أن تخطئ و تنسى هذا أمر طبيعي ... الغير الطبيعي هو أن لا تعترف بذلك و تتجاوزه و تبقى في حالة الإنكار أو جلد النفس طيلة حياتك
أخطائك الإنسانية أمر طبيعي جدا، شهوة سيطرت عليك، ردت فعل كان عليك تجنبها، لحظة إنفجار هدّت كيانك و أتلفت أعصابك، نقاش جدلي لا فائدة منه، تضييع يوم دون فائدة، اكتئاب و حزن و خوف ملؤوا قلبك، إنفاق أموال بشكل عشوائي ... إلخ من أخطائك الطبيعية و التي في بعض الأحيان تكون لا إرادية
عدم الوقوع في الخطأ هذا معناه أنك أصبحت من "الملائكة" ... و هذا مستحيل لأنك إنسان و لست ملك
و بما أنك إنسان فالله عز و جل رسم لك مجال واسع للخطأ مرة و اثنين و ثلاثة و و و و و و إلى ما لا نهاية ... أن تخطأ هذا من طبيعتك التي تجعلك كائن ينمو عن طريق الخطأ
اخطأ اليوم و اعترف بخطئك و حاول أن تصلح ذلك غدا
و أعد الخطأ مرة أخرى و اعترف به مرة أخرى و حاول أن تصلحه مرة أخرى
و أعد مرة أخرى و مرة أخرى و مرة أخرى و اعترف مرة إخرى و مرة أخرى و مرة أخرى و أصلح ذلك مرة أخرى و أخرى و أخرى
هذه طبيعتك و ليس شيء تنحرج منه و تعذب به نفسك طيلة حياتك، فتصبح عاجز على لَمِّ نفسك و بناء حياتك من جديد
اعتبر أخطائك المتكررة على أنها طفل يسعى لتعلم الكتابة و المشي
فتخربش هنا و تسقط هنا و بعدها ستصبح محترف كتابة و مشي
الله غفور ... عندما تخطأ توجه إلى الله و أظهر له أنك إنسان، أظهر له أنك تخطأ و تعترف بالخطأ و تسعى لتجنبه مرة أخرى
أظهر لله عز و جل أنك مؤمن بقدرته على مغفرة الذنوب و الأخطاء
عندما تقدر مغفرة الله حق قدرها، عندما تضخم مغفرته أمام خطئك و ذنبك، عندها ستتلاشى أخطائك و ستصبح محاسن
أنت تخطأ لكي تتقرب من خالقك أكثر
فلا تجعل الخطأ يسيطر عليك و يقفل عليك أبواب الحياة
بل توجه بخطئك لربك و سيصبح هذا الخطأ وسيلة من وسائل النمو و النجاح في حياتك
تذكر أن هناك بشر قتلوا و سرقوا و زنوا و تسببوا في اكتئاب ناس و انتحار ناس و مرض ناس
مع ذلك الله يستطيع أن يغفر لهم و يتجاوز عنهم و يحسن حياتهم إن اعترفوا و أصلحوا
فلا تيأس أبدا من كونك تستطيع فعل الصح و التغيير نحو الأفضل فهذا الباب مفتوح للجميع عليك فقط أن تطرقه و تصر على طرقه دائما و أبدا
إخوة يوسف كانوا يحملون أطنان من الأمراض القلبية و الأفعال الشريرة، مع ذلك دارت عليهم الأيام و تحسنت حياتهم و أصبحوا من الصالحين
باب الإصلاح و التقدم و النمو مفتوح للجميع، فلا تتحجج بأخطائك و سوء خلقك و أفعالك أنك من المحرومين لدخول في صف العباد الصالحين
إن أردت ذلك فعلا فالله سيجعلك من صالحين بغض النظر عن كل المساوئ و الأخطاء التي ملأت كل جوانب تفكيرك و حركتك و مشاعرك
الله غفور و هو قادر على إصلاحك و توجيهك في الطريق الصحيح
"وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ"
آمن بالله و مغفرته و قدرته على إدخالك مع القوم الصالحين أكثر من إيمانك بأخطائك و ماضيك و ظروفك و ستعيش حياتك و أنت من عباد الله الصالحين