اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ (7) إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ (8) ..

هذه الآيات تلخص كل مشاكل الانسان و تختصرها في بند واحد و هو التعلق هذه الحالة الشائعة في ظل مجتمعاتنا و طرق تربيتنا وقد فسرت هذه الاية بشكل غير كامل بأخذ معناها الظاهري والتي تمثل تعلق الجنين كعلقة في رحم أمه فقط بل معناها الباطن هو الاعمق وهو الذي صدقه الواقع الذي نحياه بتعلقنا بكل شيء في الحياه .
تجدنا نتعلق بلعبتنا ونبكي ونتحطم إن فقدناها
نتعلق بوالدينا و برضاهم عنا على حساب أنفسنا
نتعلق بأبنائنا و ننهي حياتنا عندهم
نتعلق بمصدر رزق غير كريم و مهين
نتعلق بصديق أو قريب
نتعلق بزوج أو حبيب
نتعلق بثوب جميل ناسب أجسادنا
نتعلق بنوعية مشاعرنا و نهين أنفسنا مقابل الحصول على المزيد منها
نتعلق بصورتنا أمام الناس و كيف سيرونني وماذا سيقولون عني
فتجد ان لدينا رغبات نريدها ان تتحقق ولكن نتيجة لتعلقنا بالنتيجة والصورة التي سأظهر عليها إن فشلت سواء بزواج او عمل او مغامرة تجعلنا نتراجع عن الإقدام نحو ما نريد تعلقاً بشكل النتيجة التي نريدها
فتجد فتيات كثيرات يرغبن بالزواج جدا ولكن رغبتهن بأن لا يكون هناك احتمال واحد بالمئة انفصال او طلاق يجعل هذا الرغبة اقوى من الأولى فرغبتها بان تبقى ناجحة ولم تفشل هروبا من مواجهة نفسها و أمام الناس تبقيها عزباء طوال الدهر .
وكل هذا نتيجة للتعلق هذا المرض العضال الذي عطل حياة الكثيرون عن احلامهم و طموحاتهم ..
علماَ ان الجنين المعلق في الرحم جاء وقت و قطع هذا الاتصال وخرج يواجه الحياه بعيدا عن رحم امه وهي صورة واضحة يجب علينا قرائتها .. نعم يبكي اول لحظة الانفصال ولكن سرعان ما يضحك عندما ينجح بالفوز بحليب أمه غذائه الذي بحث عنه فوجده ..
يدعوك ربك الأكرم أن تقرأ الذي علمك لتميز آياته فيك فعلمك ما لم تعلم وكله موجود فيك .. يدعوك لتتعلم حتى لا تطغى في حق نفسك اول الطغيان وآخره في حق الناس ..
انظروا للتعلق ماذا يفعل بالانسان .. قد يجعله يظلم تعلقا بهيبته .. قد يجعله يبيع نفسه تعلقا بمنصب ..قد يجعله يهان تعلقا بمشاعره .. قد يجعله يقتل ..يفشل .يموت داخلياً ..وكل ذلك الى ربك الرجعى .. كل خوف سببه تعلق وكل تعلق منافي للتوحيد والايمان ..وفي كل الاحوال الى ربك الرجعى ..
انوي التحرر تحرير روحك فجسدك عند نقطة معينة لن يستطيع احتمال هذه الشبكة العنكبوتية من التعلقات الخانقة للروح .. قد يحدث موت جسدي لأن روحك ضاقت بهذا الجسد النتعلق المتهالك .. أو تمتليء بالأمراض و تصاب بالعجز النفسي والجسدي مع رغبة كبيرة بالاستمرار بحياة مؤلمة ايضاً تعلقاُ بالنجاح فيها ..

والتعلق يتنقل من مرحلة الى مرحلة فقد تتحرر من اشياء كثيرة فانتبه قد تكون تعلقت بأمور جديدة كن واعي بنفسك دائما متصلا بها لتنظفها أولا بأول ..
استغفر .. غفران .. غفور = مسح .بشعور و بنية فك التعلق والمسح والتنظيف الداخلي لتبقى متصلا بمصدرك الحقيقي .
حرر روحك من هذه التعلقات وعد الى ربك مضدر المصادر
ليكن حبك لربك
مصدر طاقتك ربك
مصدر أمنك ربك .. عندها ستعرف معنى ان تكون حرا بالله ..
تدرب على الاتصال بهذا المصدر الصمدي و ستحيز لك الدنيا بما فيها ..خاصة نحن عزيزتي المرأة ..
ودمتم أحبتي

عيشها صح
غادة حمد