القيمة الكونية بالمقارنة بالقيمة المادية

»  القيمة الكونية بالمقارنة بالقيمة المادية
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 2 دقائق

عندما نعطي أو نساعد أو نقوم بعمل بمقابل أو بدون مقابل فإن هناك قيمتان تعملان جنبا إلى جنب.

أولا القيمة المادية، وهذة معروفة للجميع وهي الأجر أو المقابل المادي الذي نحصل عليه لقاء العمل الذي قمنا به.
ثانيا، القيمة الكونية، وهي قيمة العمل من منظور كوني. وهذا يحدده مدى إستفادة الناس من الحلول أو النصح والإرشاد الذي نؤديه لهم. قيمة الكرسي ليست سعره في السوق وإنما قيمته الحقيقية تكمن في دوره في حياة الناس.

كذلك قيمة النصيحة الشفهية، ليست في معانيها بقدر ما هي في تأثيرها. النصيحة التي تنقذ حياة إنسان قيمتها أعلى من نفس النصيحة التي تقال لإنسان لا يحتاجها. إختراع جهاز الراديو حمل قيمة عالية جدا في أول أيامه، لكن الآن لو أعاد شخص ما إعادة إختراع الراديو فلن يحمل نفس القيمة الكونية لأن الوقت قد تغير وإستفادة الناس منه أصبحت أقل.

كذلك التعاليم الدينية ولنأخذ على سبيل المثال الأمر برد التحية بمثلها أو أحسن منها. قبل ١٤٠٠ سنة، كانت تعتبر ثورة ثقافية غيرت وجه التاريخ لكنها الآن مجرد تذكير. فلو ظهر أحدهم هذة الأيام وقال أنا عندي دين عظيم جدا يدعوكم لرد التحية بمثلها أو أحسن منها لضحكنا عليه. سنقول له " ما هذا الدين الذي يعلم الناس أشياء يعرفونها أساسا وهي جزء من تعاملهم اليومي؟ "

هذا بدوره يجعلنا نفكر كثيرا في قضية السبق لأن قيمة نفس النصيحة ونفس العمل ونفس الإختراع ونفس الأداة يختلف من وقت إلى آخر. عندما تطلق فكرة جديدة اليوم فإنها تحمل قيمة مادية قد تكون متدنية جدا لكن قيمتها الكونية أعلى بكثير مما تتوقع، وهذا ما يجازيك عليه الكون. فأحيانا تقوم بعمل بسيط جدا وتعتقد بأنه لا قيمة له لكن تجد مردودا عاليا عليك لا تكاد تصدقه. تقول " ماذا صنعت لأستحق كل هذا الخير؟ " الخير جاءك من القيمة الكونية لا القيمة المادية.

هذا أيضا يأخذنا إلى قانون العطاء. لو أنك أعطيت شيئا مما يزيد عن حاجتك لشخص محتاج فأنت لا تعرف حجم المردود الذي ستحصل عليه. فعطاء قد ينقذ عائلة من الضياع وعطاء قد يغير حياة مجرم وعطاء قد يصنع عالم فيزياء فذ يغير العالم وهذا ما ستحصل عليه أنت دون أن تدري.

نظن أن الأجر حسنات في الآخرة بينما هو أجر مادي في الدنيا وتوفيق من الله وبركة. هذا قد يفسر لنا المردود العالي الذي يحصل عليه الناس من أعمال بسيطة والأجر المتدني الذي يحصل عليه الناس من أعمال كبيرة. الفرق هو القيمة الكونية.

دائما قدم الحلول بأنواعها العلمية والعملية والمادية لمشاكل الناس في الوقت المناسب لترفع من قيمتك الكونية وهذا سينعكس طبيعيا على قيمتك المادية. الكون سيؤازرك بطريقته العجيبة ويفتح لك كل الأبواب المغلقة. لن تقلق بعدها على الواسطة، ولن تضطر لدفع الرشوة ولن تحتاج للمسؤل الفلاني ليخترق القانون من أجلك. لن يكون تشدد أبوك سببا لمنعك مما تريد ولا للمجتمع سلطة في تأخير تقدمك. أنت ستنطلق من واقع قيمتك الحقيقية لا من قيمتك المادية.

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    القيمة الكونية بالمقارنة بالقيمة المادية

    مدة القراءة: 2 دقائق

    عندما نعطي أو نساعد أو نقوم بعمل بمقابل أو بدون مقابل فإن هناك قيمتان تعملان جنبا إلى جنب.

    أولا القيمة المادية، وهذة معروفة للجميع وهي الأجر أو المقابل المادي الذي نحصل عليه لقاء العمل الذي قمنا به.
    ثانيا، القيمة الكونية، وهي قيمة العمل من منظور كوني. وهذا يحدده مدى إستفادة الناس من الحلول أو النصح والإرشاد الذي نؤديه لهم. قيمة الكرسي ليست سعره في السوق وإنما قيمته الحقيقية تكمن في دوره في حياة الناس.

    كذلك قيمة النصيحة الشفهية، ليست في معانيها بقدر ما هي في تأثيرها. النصيحة التي تنقذ حياة إنسان قيمتها أعلى من نفس النصيحة التي تقال لإنسان لا يحتاجها. إختراع جهاز الراديو حمل قيمة عالية جدا في أول أيامه، لكن الآن لو أعاد شخص ما إعادة إختراع الراديو فلن يحمل نفس القيمة الكونية لأن الوقت قد تغير وإستفادة الناس منه أصبحت أقل.

    كذلك التعاليم الدينية ولنأخذ على سبيل المثال الأمر برد التحية بمثلها أو أحسن منها. قبل ١٤٠٠ سنة، كانت تعتبر ثورة ثقافية غيرت وجه التاريخ لكنها الآن مجرد تذكير. فلو ظهر أحدهم هذة الأيام وقال أنا عندي دين عظيم جدا يدعوكم لرد التحية بمثلها أو أحسن منها لضحكنا عليه. سنقول له " ما هذا الدين الذي يعلم الناس أشياء يعرفونها أساسا وهي جزء من تعاملهم اليومي؟ "

    هذا بدوره يجعلنا نفكر كثيرا في قضية السبق لأن قيمة نفس النصيحة ونفس العمل ونفس الإختراع ونفس الأداة يختلف من وقت إلى آخر. عندما تطلق فكرة جديدة اليوم فإنها تحمل قيمة مادية قد تكون متدنية جدا لكن قيمتها الكونية أعلى بكثير مما تتوقع، وهذا ما يجازيك عليه الكون. فأحيانا تقوم بعمل بسيط جدا وتعتقد بأنه لا قيمة له لكن تجد مردودا عاليا عليك لا تكاد تصدقه. تقول " ماذا صنعت لأستحق كل هذا الخير؟ " الخير جاءك من القيمة الكونية لا القيمة المادية.

    هذا أيضا يأخذنا إلى قانون العطاء. لو أنك أعطيت شيئا مما يزيد عن حاجتك لشخص محتاج فأنت لا تعرف حجم المردود الذي ستحصل عليه. فعطاء قد ينقذ عائلة من الضياع وعطاء قد يغير حياة مجرم وعطاء قد يصنع عالم فيزياء فذ يغير العالم وهذا ما ستحصل عليه أنت دون أن تدري.

    نظن أن الأجر حسنات في الآخرة بينما هو أجر مادي في الدنيا وتوفيق من الله وبركة. هذا قد يفسر لنا المردود العالي الذي يحصل عليه الناس من أعمال بسيطة والأجر المتدني الذي يحصل عليه الناس من أعمال كبيرة. الفرق هو القيمة الكونية.

    دائما قدم الحلول بأنواعها العلمية والعملية والمادية لمشاكل الناس في الوقت المناسب لترفع من قيمتك الكونية وهذا سينعكس طبيعيا على قيمتك المادية. الكون سيؤازرك بطريقته العجيبة ويفتح لك كل الأبواب المغلقة. لن تقلق بعدها على الواسطة، ولن تضطر لدفع الرشوة ولن تحتاج للمسؤل الفلاني ليخترق القانون من أجلك. لن يكون تشدد أبوك سببا لمنعك مما تريد ولا للمجتمع سلطة في تأخير تقدمك. أنت ستنطلق من واقع قيمتك الحقيقية لا من قيمتك المادية.

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين