شخصية القنفذ

»  شخصية القنفذ
مدة القراءة: 4 دقائق

القنفذ حيوان ثديي يعيش و يأكل و يشرب و يتحرك بشكل طبيعي لكن بمجرد أن تقترب منه و يشعر بالخطر فهو يطلق اشواكه لتنتفض في كل الاتجاهات بغض النظر عما إذا كان هناك خطر حقيقي أم لا لتصيب من تصيب فأي كائن يكون في محيطه سينال نصيبا وافرا من الأشواك الحادة
في البشر ايضا هنالك أشخاص يتصرفون كالقنفذ تماما يعيشون و يتصرفون بشكل عادي و لكن بمجرد أن تقترب منهم و تتعامل معهم لو لم تعجبهم طريقتك في التعامل أو ازعجهم شي منك أو شعروا بالخطر تجاهك فيطلقون اشواكهم بسرعة و بدون تفكير مسبق و بدون تأني في رد الفعل
سنطلق على هؤلاء أبو شوك
أبو شوك شخصية من الداخل خائفة مرتعبة مما قد يفعله حولها الناس ، تعيش في ريبة و تحفز من ردود أفعال الآخرين بشكل شبه مستمر و بوسوسة أحيانا و بدل أن يوجد أبو شوك دفاعات منطقية فهو فقط يقوم بالهجوم بسرعة و بشدة قبل أن التأكد إذا ما كان الموقف يحتاج لذلك خوفا مما قد يصيبهم إذا لم يظهروا دفاعاتهم ، في حين أن الضحايا لا يخطر على بالهم اي شي مما يخطر على بال أبو شوك فهم أشخاص طبيعيون يخطئون و يصيبون و يفاجئون أيضا بالهجوم المباغت بالذات إذا لم يكن لسبب واضح أو لأسباب تافهة
الشوك يكون عبارة عن كلمات مسيئة أو إهانات و شتائم و قد يكون في شكل تصرف مزعج أو بالصراخ و احداث جلبة و التهديد و الإيحاء بالشر كنوع من الدفاع في شكل هجوم مسبق و دائما ما تكون نتيجته وخيمة سواء كان أبو شوك أو أم شوك صاحب حق أو إنسان معتدي
و الضرر يلحق بالطرفين
فمع الوقت كل من حول أبو شوك يبتعد منه و يفضل أن يتجنب التعامل معه و يبدأ الناس في الانسحاب منه فلا أحد يريد أن يكون بالقرب من القنفذ عندما يبدأ حالة الهجوم مما يجعله يشعر بالرفض و النبذ و هو في حالة خسارة مستمرة
و لكن يوجد فرق بين القنفذ و أبو شوك فالقنفذ لا يتاذى عندما يطلق اشواكه بل يؤذي الأهداف المحيطة و هو يظل آمنا و يتمكن من الهرب أما أبو قنفذ فهو يتاذى عندما يطلق اشواكه لأنه عادة يصيب الأقربين منه فيبدأ بالبيت و الاصدقاء و يخرج لزملاء الدراسة و العمل و يمارس دفاعاته مع كل الناس حتى مع الغرباء و لكنه يرجع و يشعر بالندم و تأنيب الضمير عندما يضر إنسانا قريبا إلى قلبه و عزيزا عليه ، و لكن ذلك لا يمنعه من تكرار ذلك فيعود لينمي اشواكا جديدة يطلقها من جديد

و أكثر ما يضر أبو شوك أو أم شوك هي تلك الأشواك التي تنمو على جلودهم فالشوكة حادة من الطرفين طرف مغروز في جلد أبو شوك و الطرف الآخر يصيب من احتك به و لو من باب الخطأ
و كلما أصابت أحدا سببت الألم لأبو شوك فهو يعلم أنه يؤذي الناس و هو مدرك لطبيعته و عندما ينفجر و يطلق اشواكه فهو ينزف مكان كل شوكة فهو المتضرر الأول فليس هنالك أسوأ من أن تمشي في طريق الحياة و انت تحمل اشواكا مغروزة في داخلك و تخدش المحيطين بك و انت تمر بهم

فقبل أن يصبح أبو شوك قنفذا كان شخصا عاديا جلده أملس جدا تعرض لبعض الإصابات في حياته و بما أن جلده كان أملس و كان رقيقا ضعيفا فبدل أن يداوي جراحه و يتعلم كيف يثخن جلده و يقوى شخصيته قام بتنمية اشواك نبتت من تحت جلده بسبب تلك الإصابات القديمة و التجارب السابقة لأنه كان أضعف من أن يقاوم تلك الإصابات
هو أيضا تربى أو اعتاد على الدلال و أن طلباته مجابة محمي دائما و يجد من يدافع عنه دائما عندما يتعرض للاعتداء لذلك جلده رقيق ،و عندما يخطئ لا يحاسب و لذلك "قويت شوكته" فابو شوك لا يعرف ثقافة الاعتذار و لا يتراجع فأي تراجع يسبب ضررا في كرامته المزيفة و شخصيته الضعيفة و يعتقد أن كل اعتذار يقلل منه و يجعله مطأطئ الرأس بين الناس
لذلك هو دائما دفاعي ، لكنه من الداخل ضعيف مثل القنفذ ، يلتف حول نفسه في محاولة يائسة للشعور بالأمان ثم ينفض اشواكه
هو مسكين حقيقة لأنه في نهاية الطريق يفقد كل من يحبه و يدعمه أو يتحمله لأنه في حالة دفاع مستمر
كيف نتعامل مع أبو شوك؟
ماذا نفعل للقنفذ و الحيوانات الشرسة حين نريد أن نتعامل معهم ؟
نضعهم في اقفاص و لا نفعل ما يستفز دفاعاتهم اصلا لكن نتصرف على طبيعتنا فالحذر يولد عندهم مزيد من الريبة
و لكن بما أنه لا يجوز وضع المعتدين في اقفاص و التعامل معهم بحذر فليس من الطبيعي أن تظل متحركا بدرع كاملة تغطي جسدك بالكامل فالدرع ثقيل جدا و لكن علينا أن نضعهم في اقفاص التعامل بوضع الحدود الواضحة و الحزم في اتخاذ موقفك فإذا قررت أن تضع حدودا ضيقة للتعامل ففرصة هجومهم تصبح ضعيفة جدا و قد يتحولون لقطط أليفة فلا شئ يخيفهم أكثر من شعورهم انك ستتخلى عنهم إذا استمروا بهذه الطريقة
فيصبحون بين خيارين أما أن يظلوا في القفص و تضيق مساحة التعامل و يفقدون العلاقات و يصبحون مكروهين أو يزيلون اشواكهم و يداوون جروحهم ، عادة باللجوء للعلاج النفسي و أحيانا بالصدق مع النفس و تقوية الشخصية
و إذا كان أبو شوك أو أم شوك عاقلين و لديهم الرغبة بالتغيير فسيتخذون الخيار الثاني
أما إذا كانت الأنا بداخلهم أكبر من كل شئ فهم متجهين للدمار الذاتي و بهذه الطريقة يستحيل التعامل معهم بقفص أو بدون ، عليهم أن يخرجوا من حياتك لأنهم سيدمرون علاقتهم بك في كل الأحوال ، مساكين فعلا.

كم قنفذا لديك في البيت؟

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    شخصية القنفذ

    مدة القراءة: 4 دقائق

    القنفذ حيوان ثديي يعيش و يأكل و يشرب و يتحرك بشكل طبيعي لكن بمجرد أن تقترب منه و يشعر بالخطر فهو يطلق اشواكه لتنتفض في كل الاتجاهات بغض النظر عما إذا كان هناك خطر حقيقي أم لا لتصيب من تصيب فأي كائن يكون في محيطه سينال نصيبا وافرا من الأشواك الحادة
    في البشر ايضا هنالك أشخاص يتصرفون كالقنفذ تماما يعيشون و يتصرفون بشكل عادي و لكن بمجرد أن تقترب منهم و تتعامل معهم لو لم تعجبهم طريقتك في التعامل أو ازعجهم شي منك أو شعروا بالخطر تجاهك فيطلقون اشواكهم بسرعة و بدون تفكير مسبق و بدون تأني في رد الفعل
    سنطلق على هؤلاء أبو شوك
    أبو شوك شخصية من الداخل خائفة مرتعبة مما قد يفعله حولها الناس ، تعيش في ريبة و تحفز من ردود أفعال الآخرين بشكل شبه مستمر و بوسوسة أحيانا و بدل أن يوجد أبو شوك دفاعات منطقية فهو فقط يقوم بالهجوم بسرعة و بشدة قبل أن التأكد إذا ما كان الموقف يحتاج لذلك خوفا مما قد يصيبهم إذا لم يظهروا دفاعاتهم ، في حين أن الضحايا لا يخطر على بالهم اي شي مما يخطر على بال أبو شوك فهم أشخاص طبيعيون يخطئون و يصيبون و يفاجئون أيضا بالهجوم المباغت بالذات إذا لم يكن لسبب واضح أو لأسباب تافهة
    الشوك يكون عبارة عن كلمات مسيئة أو إهانات و شتائم و قد يكون في شكل تصرف مزعج أو بالصراخ و احداث جلبة و التهديد و الإيحاء بالشر كنوع من الدفاع في شكل هجوم مسبق و دائما ما تكون نتيجته وخيمة سواء كان أبو شوك أو أم شوك صاحب حق أو إنسان معتدي
    و الضرر يلحق بالطرفين
    فمع الوقت كل من حول أبو شوك يبتعد منه و يفضل أن يتجنب التعامل معه و يبدأ الناس في الانسحاب منه فلا أحد يريد أن يكون بالقرب من القنفذ عندما يبدأ حالة الهجوم مما يجعله يشعر بالرفض و النبذ و هو في حالة خسارة مستمرة
    و لكن يوجد فرق بين القنفذ و أبو شوك فالقنفذ لا يتاذى عندما يطلق اشواكه بل يؤذي الأهداف المحيطة و هو يظل آمنا و يتمكن من الهرب أما أبو قنفذ فهو يتاذى عندما يطلق اشواكه لأنه عادة يصيب الأقربين منه فيبدأ بالبيت و الاصدقاء و يخرج لزملاء الدراسة و العمل و يمارس دفاعاته مع كل الناس حتى مع الغرباء و لكنه يرجع و يشعر بالندم و تأنيب الضمير عندما يضر إنسانا قريبا إلى قلبه و عزيزا عليه ، و لكن ذلك لا يمنعه من تكرار ذلك فيعود لينمي اشواكا جديدة يطلقها من جديد

    و أكثر ما يضر أبو شوك أو أم شوك هي تلك الأشواك التي تنمو على جلودهم فالشوكة حادة من الطرفين طرف مغروز في جلد أبو شوك و الطرف الآخر يصيب من احتك به و لو من باب الخطأ
    و كلما أصابت أحدا سببت الألم لأبو شوك فهو يعلم أنه يؤذي الناس و هو مدرك لطبيعته و عندما ينفجر و يطلق اشواكه فهو ينزف مكان كل شوكة فهو المتضرر الأول فليس هنالك أسوأ من أن تمشي في طريق الحياة و انت تحمل اشواكا مغروزة في داخلك و تخدش المحيطين بك و انت تمر بهم

    باي نتورك

    فقبل أن يصبح أبو شوك قنفذا كان شخصا عاديا جلده أملس جدا تعرض لبعض الإصابات في حياته و بما أن جلده كان أملس و كان رقيقا ضعيفا فبدل أن يداوي جراحه و يتعلم كيف يثخن جلده و يقوى شخصيته قام بتنمية اشواك نبتت من تحت جلده بسبب تلك الإصابات القديمة و التجارب السابقة لأنه كان أضعف من أن يقاوم تلك الإصابات
    هو أيضا تربى أو اعتاد على الدلال و أن طلباته مجابة محمي دائما و يجد من يدافع عنه دائما عندما يتعرض للاعتداء لذلك جلده رقيق ،و عندما يخطئ لا يحاسب و لذلك "قويت شوكته" فابو شوك لا يعرف ثقافة الاعتذار و لا يتراجع فأي تراجع يسبب ضررا في كرامته المزيفة و شخصيته الضعيفة و يعتقد أن كل اعتذار يقلل منه و يجعله مطأطئ الرأس بين الناس
    لذلك هو دائما دفاعي ، لكنه من الداخل ضعيف مثل القنفذ ، يلتف حول نفسه في محاولة يائسة للشعور بالأمان ثم ينفض اشواكه
    هو مسكين حقيقة لأنه في نهاية الطريق يفقد كل من يحبه و يدعمه أو يتحمله لأنه في حالة دفاع مستمر
    كيف نتعامل مع أبو شوك؟
    ماذا نفعل للقنفذ و الحيوانات الشرسة حين نريد أن نتعامل معهم ؟
    نضعهم في اقفاص و لا نفعل ما يستفز دفاعاتهم اصلا لكن نتصرف على طبيعتنا فالحذر يولد عندهم مزيد من الريبة
    و لكن بما أنه لا يجوز وضع المعتدين في اقفاص و التعامل معهم بحذر فليس من الطبيعي أن تظل متحركا بدرع كاملة تغطي جسدك بالكامل فالدرع ثقيل جدا و لكن علينا أن نضعهم في اقفاص التعامل بوضع الحدود الواضحة و الحزم في اتخاذ موقفك فإذا قررت أن تضع حدودا ضيقة للتعامل ففرصة هجومهم تصبح ضعيفة جدا و قد يتحولون لقطط أليفة فلا شئ يخيفهم أكثر من شعورهم انك ستتخلى عنهم إذا استمروا بهذه الطريقة
    فيصبحون بين خيارين أما أن يظلوا في القفص و تضيق مساحة التعامل و يفقدون العلاقات و يصبحون مكروهين أو يزيلون اشواكهم و يداوون جروحهم ، عادة باللجوء للعلاج النفسي و أحيانا بالصدق مع النفس و تقوية الشخصية
    و إذا كان أبو شوك أو أم شوك عاقلين و لديهم الرغبة بالتغيير فسيتخذون الخيار الثاني
    أما إذا كانت الأنا بداخلهم أكبر من كل شئ فهم متجهين للدمار الذاتي و بهذه الطريقة يستحيل التعامل معهم بقفص أو بدون ، عليهم أن يخرجوا من حياتك لأنهم سيدمرون علاقتهم بك في كل الأحوال ، مساكين فعلا.

    كم قنفذا لديك في البيت؟

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين