يواجه أكثر الناس معضلة كبيرة في المفهوم وتطبيق ذلك المفهوم في حياتهم اليومية. وعلى هذا الأساس نجد الكثيرين يرددون مفاهيم عظيمة يشعرون معها بالإطمئنان الشديد لكنهم يصدمون بشدة عندما يسمعون شرحا عمليا لتلك المفاهيم.
لنأخذ على سبيل المثال هذة الآية الكريمة ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وهي موجودة في الكتاب منذ ١٤٠٠ سنة حيث فشل معظم الدعاة والفقهاء في تفسيرها تفسيرا عمليا فتحولت إلى آية للإستشهاد بها فقط. لقد أخفقوا بشدة في نقلها من المستوى النظري إلى المستوى العملي حتى بلغ بعضهم حد مهاجمة مفهومها العملي. فمن ناحية هم يروجون لها بكل رحابة صدر ويستشهدون بها في أحاديثهم لكنهم يعارضون آلية تطبيقها عمليا.
جميع علوم التنمية البشرية وتطوير الذات تقوم أساسا على مفهوم تلك الآية ومن الحماقة أن يهاجم المؤمن بالمفهوم طريقة تطبيقه. هذا كمن يؤمن بأن نظافة الجسد ضرورية لكنه يهاجم الإستحمام بالماء والصابون.
كل ما في الأمر أن معنى الآية أكبر بكثير من الإستحمام لأنها تدخل في جميع جوانب الحياة. هذة آية بقيت أكبر من كل علماء المسلمين خلال الأربعة عشر قرنا الماضية. بكل بساطة لم يدركوا معناها.
لنأخذ مفهوما آخر أصعب وهو التوحيد، هذا أيضا لم يدركه أكثر الناس إلى أن شرحته علوم تطوير الذات بمصطلح حديث وهو فك الإرتباط.
وعلى هذا المنوال كلما شرحنا للناس الآيات التي بين أيديهم يصدمون ويعترضون على المفهوم الذي هم أنفسهم ينادون به. التنمية البشرية وتطوير الذات هنا لتبقى وعلى من لم يدرك المعنى أن يعيد حساباته لأننا سنستمر في هذا الدرب دون توقف.