أفكار متسلسلة - ٥

»  أفكار متسلسلة - ٥
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 2 دقائق

عدم التعاطف مع الذات

عدم التعاطف مع الذات

يعاني أكثر البشر الرائعين حقا من هذة العاهة النفسية المؤلمة. لا يتعاطفون مع أنفسهم ولا يجدون لها الأعذار. ففي الوقت الذي يتفهمون مواقف الآخرين ودوافعهم ويتعاطفون معهم حتى وإن كانوا مخطئين إلا أنهم لا يتوانون عن سحب أنفسهم على أشواك تأنيب الضمير وكيها بجمرات عدم الغفران. يلبسون أخشن الثياب بينما يكسون الآخرين بالحرير، وكلما زادت آلامهم كلما إزدادوا جمالا في أعين الناس فيظهرون للآخرين أجمل ما فيهم وأروع ما تحمله قلوبهم من تسامح للتعويض عن إنكارهم لذواتهم الخاطئة من وجهة نظرهم.

يلومون أنفسهم على إخفاقاتهم ويعتقدون أنها لا تغفر وأنهم يجب أن يتعذبون من أجل التكفير عن ذنوبهم الوهمية. هم أنفسهم إن جائهم من يستنجد بهم من ذنوب حقيقية إرتكبها تكاد تصل إلى حد الجريمة، تجدهم يتفننون في إيجاد كل الأعذار. إحم نفسك، أنت لم تخطىء، الله سيتوب عليك مادامت نيتك التوبة النصوح، لا تيأس من روح الله، إن الله رحيم بالعباد، لو كنت مكانك لنسيت الأمر، أنت لم ترتكب ذنبا يستحق كل هذا التعذيب، وتستمر الأعذار التي يرددونها على مسمع الآخر ليهدئوا من روعه ويعيدونه إلى توازنه، لكنهم في ذات الوقت أقسى ما يكونون على أنفسهم وهم في أشد الحاجة إلى هذا التعاطف الذي يمنحونه للجميع.

يبدو أن النصائح الجيدة والرحمة للآخرين فقط، هم لا يستحقونها.

إن كنت ستتعاطف فعلا فتعاطف مع نفسك، إرحمها وإسمح لها أن تخطىء دون أن تكون أنت والناس ضدها. ساندها وإغفر لها. نعم إغفر لنفسك وتعلم الغفران والصفح عن الذات لأنه في النهاية ليس لك في هذة الدنيا إلا أنت. إن أنت لم تقف إلى جانب نفسك وتساندها وتساعدها على الوقوف وتخطي أخطاء الماضي من سيفعل؟ الآخرون قد ينصحونك ويتعاطفون معك لكنهم سيضعفونك أكثر. نعم لأنهم سيشفقون عليك والشفقة تحولك إلى شخص عاجز في موضع ضعف. لا تسمح لأحد أن ينظر لك نظرة شفقة، بل إنهض أنت وإغفر لنفسك حتى تستطيع أن تتقدم.

أنظر قانون الغفران

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    أفكار متسلسلة - ٥

    مدة القراءة: 2 دقائق

    عدم التعاطف مع الذات

    عدم التعاطف مع الذات

    يعاني أكثر البشر الرائعين حقا من هذة العاهة النفسية المؤلمة. لا يتعاطفون مع أنفسهم ولا يجدون لها الأعذار. ففي الوقت الذي يتفهمون مواقف الآخرين ودوافعهم ويتعاطفون معهم حتى وإن كانوا مخطئين إلا أنهم لا يتوانون عن سحب أنفسهم على أشواك تأنيب الضمير وكيها بجمرات عدم الغفران. يلبسون أخشن الثياب بينما يكسون الآخرين بالحرير، وكلما زادت آلامهم كلما إزدادوا جمالا في أعين الناس فيظهرون للآخرين أجمل ما فيهم وأروع ما تحمله قلوبهم من تسامح للتعويض عن إنكارهم لذواتهم الخاطئة من وجهة نظرهم.

    يلومون أنفسهم على إخفاقاتهم ويعتقدون أنها لا تغفر وأنهم يجب أن يتعذبون من أجل التكفير عن ذنوبهم الوهمية. هم أنفسهم إن جائهم من يستنجد بهم من ذنوب حقيقية إرتكبها تكاد تصل إلى حد الجريمة، تجدهم يتفننون في إيجاد كل الأعذار. إحم نفسك، أنت لم تخطىء، الله سيتوب عليك مادامت نيتك التوبة النصوح، لا تيأس من روح الله، إن الله رحيم بالعباد، لو كنت مكانك لنسيت الأمر، أنت لم ترتكب ذنبا يستحق كل هذا التعذيب، وتستمر الأعذار التي يرددونها على مسمع الآخر ليهدئوا من روعه ويعيدونه إلى توازنه، لكنهم في ذات الوقت أقسى ما يكونون على أنفسهم وهم في أشد الحاجة إلى هذا التعاطف الذي يمنحونه للجميع.

    يبدو أن النصائح الجيدة والرحمة للآخرين فقط، هم لا يستحقونها.

    إن كنت ستتعاطف فعلا فتعاطف مع نفسك، إرحمها وإسمح لها أن تخطىء دون أن تكون أنت والناس ضدها. ساندها وإغفر لها. نعم إغفر لنفسك وتعلم الغفران والصفح عن الذات لأنه في النهاية ليس لك في هذة الدنيا إلا أنت. إن أنت لم تقف إلى جانب نفسك وتساندها وتساعدها على الوقوف وتخطي أخطاء الماضي من سيفعل؟ الآخرون قد ينصحونك ويتعاطفون معك لكنهم سيضعفونك أكثر. نعم لأنهم سيشفقون عليك والشفقة تحولك إلى شخص عاجز في موضع ضعف. لا تسمح لأحد أن ينظر لك نظرة شفقة، بل إنهض أنت وإغفر لنفسك حتى تستطيع أن تتقدم.

    أنظر قانون الغفران

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين