...

إنه وقت التنظيف

»  إنه وقت التنظيف
مدة القراءة: 3 دقائق

في بعض الأحيان أو معظمها ,, نجد انفسنا و افكارنا و بيوتنا و ادواتنا في حالة فوضى و شتات , لربما حاولنا التنظيم من وقت لآخر و لكن سرعان ما تعود الفوضى من جديد ,,
و قد نشعر بالإرهاق و الضغط النفسي ولا نعلم سببا واضحا لذلك ؟! ,, بالاضافة لكثير من الضجة في عقولنا و التي لا تهدأ في كثير من الاوقات و لا نستطيع اسكاتها ,,
سأتحدث عن حل قد يقلل او ينهي كل تلك المشاعر ,, و هو التنظيف ,,التقنين ,, الاختزال ,, التخلي ,, الحسم ,, الانتقائية ..سمه ما شئت ,, خلاصة القول هو أن تكون أكثر تحديدا و وضوحا,,
هناك من هو متعود على الاستهلاك و تجميع المقتنيات و يعجبه الكثير من الآشياء و الآدوات , فتجد مثلا مكتبه مكدسا بالكتب و الاوراق و الاجهزة و غرفته ممتلئة بالثياب ,,هاتفه ممتليء بالصور و الموسيقى و الأفلام ,, حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي تعج بالرسائل و الاشخاص الذين يعرفهم و الذين لا يعرفهم ,, يمل سريعا من ممتلكاته فيعود و يقتني الجديد و يكدس و هكذا ,,,
هناك من يكدس اهدافه و احلامه و ينجز هنا شيئا صغيرا و هناك شيئا صغيرا و لا ينتهي من اي عمل و يشعر بالضغط لكثرة ما يلزم نفسه به و لا يستطيع فعله !
هناك من يكدس الافكار و المعلومات ولا يعمل بها او يحاول ان يعيد النظر فيها و يفلتر عقله !
هناك من يكدس ذكرياته و يرفض التخلي عنها حتى لو سببت له جرحا غائرا ! و يتلذذ في حالة الدراما !
لماذا لا يمارس اغلبنا التخلي ,, أو التنظيف ؟
هناك من لا يشعر بأي مشكلة مع الفوضى و يتعايش معها و لا يهتم بشعوره بالشتات او ضياع الاوقات او قلة الانجاز ,, هناك من يظن انه سيحتاج للأشياء التي يكدسها يوما ما و تمر الأيام ولا يأتي هذا اليوم ,,
هناك من يحب المشاركة و الشهرة و الانسياق مع أي صرعة جديدة من الأغاني و الأفلام و الكتب و ما يثار من الجدل او السخرية او ما يهول له من أحداث في مواقع التواصل الاجتماعي ,, و لا يرى ان في ذلك اي ضياع للانتباه و التركيز,,
هناك من يظن ان تطبيقه لكل الكلام عن الاهداف و كتابة الخطط و الزام نفسه بجدول صارم سيساعده في انجازها و الحقيقة انه غالبا لا ينجز الا القليل ,,
هناك من لديه مشكلة في العلاقات و يجد في تكديس ذكرياته حتى لو كانت مؤلمة نوعا من العزاء !
أكتفي بهذا القدر ,,
في الناحية الأخرى ,,
وجدت ان من يختارون بعناية و لا يكدسون شيئا و يكتفون بأشياء محدودة في منازلهم او اجهزتهم او حتى علاقاتهم او اهدافهم , اكثر ارتياحا و سعة و انشراحا و انجازا و استمتاعا بالحياة ,, هم في حالة تركيز و اتمام للمهمات و انجاز متواصل مع استرخاء فالأمور واضحة بالنسبة لهم ,,
لا يكثرون من الخطط ولا يلزمون انفسهم بقائمة هائلة من الأهداف و الأحلام ,, يتعاملون بالخطط قصيرة المدى ذات الخطوات البسيطة .. هم من يملكون اوقاتهم و مقتنياتهم و ليس العكس !
هم من يحددون اذواقهم و ما الذي يعجبهم حتى لو خالف كل الصرعات و التوقعات لأنهم يعرفون انفسهم جيدا فلربما ترى ان اذواقهم عجيبة و مختلفة عن السائد و مع ذلك ستجد فيها لمحة من التميز و الجمال !
يتخلون عن كل ما يسبب لهم الازعاج او الألم او الأمور التي لا تفيدهم سواء كانت افكار ام معلومات ام علاقات , عقولهم منظمة و نفسياتهم متزنة ,,
يملكون دوما شجاعة التخلي و الخروج عن الأنماط التي لا تخدمهم ,, و غالبا يقتطعون اوقاتا في اليوم يكتفون بها بالجلوس وحدهم في صمت و هدوء و تأمل
ألا ترى معي عزيزي القارئ أن الأمر يستحق المحاولة ؟ جرب و صف شعورك بعدها :)

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

ما رأيك في الموضوع؟

التعليق والحوار

لا تعليقات حتى الآن
  • Weight loss product
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    إنه وقت التنظيف

    مدة القراءة: 3 دقائق

    في بعض الأحيان أو معظمها ,, نجد انفسنا و افكارنا و بيوتنا و ادواتنا في حالة فوضى و شتات , لربما حاولنا التنظيم من وقت لآخر و لكن سرعان ما تعود الفوضى من جديد ,,
    و قد نشعر بالإرهاق و الضغط النفسي ولا نعلم سببا واضحا لذلك ؟! ,, بالاضافة لكثير من الضجة في عقولنا و التي لا تهدأ في كثير من الاوقات و لا نستطيع اسكاتها ,,
    سأتحدث عن حل قد يقلل او ينهي كل تلك المشاعر ,, و هو التنظيف ,,التقنين ,, الاختزال ,, التخلي ,, الحسم ,, الانتقائية ..سمه ما شئت ,, خلاصة القول هو أن تكون أكثر تحديدا و وضوحا,,
    هناك من هو متعود على الاستهلاك و تجميع المقتنيات و يعجبه الكثير من الآشياء و الآدوات , فتجد مثلا مكتبه مكدسا بالكتب و الاوراق و الاجهزة و غرفته ممتلئة بالثياب ,,هاتفه ممتليء بالصور و الموسيقى و الأفلام ,, حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي تعج بالرسائل و الاشخاص الذين يعرفهم و الذين لا يعرفهم ,, يمل سريعا من ممتلكاته فيعود و يقتني الجديد و يكدس و هكذا ,,,
    هناك من يكدس اهدافه و احلامه و ينجز هنا شيئا صغيرا و هناك شيئا صغيرا و لا ينتهي من اي عمل و يشعر بالضغط لكثرة ما يلزم نفسه به و لا يستطيع فعله !
    هناك من يكدس الافكار و المعلومات ولا يعمل بها او يحاول ان يعيد النظر فيها و يفلتر عقله !
    هناك من يكدس ذكرياته و يرفض التخلي عنها حتى لو سببت له جرحا غائرا ! و يتلذذ في حالة الدراما !
    لماذا لا يمارس اغلبنا التخلي ,, أو التنظيف ؟
    هناك من لا يشعر بأي مشكلة مع الفوضى و يتعايش معها و لا يهتم بشعوره بالشتات او ضياع الاوقات او قلة الانجاز ,, هناك من يظن انه سيحتاج للأشياء التي يكدسها يوما ما و تمر الأيام ولا يأتي هذا اليوم ,,
    هناك من يحب المشاركة و الشهرة و الانسياق مع أي صرعة جديدة من الأغاني و الأفلام و الكتب و ما يثار من الجدل او السخرية او ما يهول له من أحداث في مواقع التواصل الاجتماعي ,, و لا يرى ان في ذلك اي ضياع للانتباه و التركيز,,
    هناك من يظن ان تطبيقه لكل الكلام عن الاهداف و كتابة الخطط و الزام نفسه بجدول صارم سيساعده في انجازها و الحقيقة انه غالبا لا ينجز الا القليل ,,
    هناك من لديه مشكلة في العلاقات و يجد في تكديس ذكرياته حتى لو كانت مؤلمة نوعا من العزاء !
    أكتفي بهذا القدر ,,
    في الناحية الأخرى ,,
    وجدت ان من يختارون بعناية و لا يكدسون شيئا و يكتفون بأشياء محدودة في منازلهم او اجهزتهم او حتى علاقاتهم او اهدافهم , اكثر ارتياحا و سعة و انشراحا و انجازا و استمتاعا بالحياة ,, هم في حالة تركيز و اتمام للمهمات و انجاز متواصل مع استرخاء فالأمور واضحة بالنسبة لهم ,,
    لا يكثرون من الخطط ولا يلزمون انفسهم بقائمة هائلة من الأهداف و الأحلام ,, يتعاملون بالخطط قصيرة المدى ذات الخطوات البسيطة .. هم من يملكون اوقاتهم و مقتنياتهم و ليس العكس !
    هم من يحددون اذواقهم و ما الذي يعجبهم حتى لو خالف كل الصرعات و التوقعات لأنهم يعرفون انفسهم جيدا فلربما ترى ان اذواقهم عجيبة و مختلفة عن السائد و مع ذلك ستجد فيها لمحة من التميز و الجمال !
    يتخلون عن كل ما يسبب لهم الازعاج او الألم او الأمور التي لا تفيدهم سواء كانت افكار ام معلومات ام علاقات , عقولهم منظمة و نفسياتهم متزنة ,,
    يملكون دوما شجاعة التخلي و الخروج عن الأنماط التي لا تخدمهم ,, و غالبا يقتطعون اوقاتا في اليوم يكتفون بها بالجلوس وحدهم في صمت و هدوء و تأمل
    ألا ترى معي عزيزي القارئ أن الأمر يستحق المحاولة ؟ جرب و صف شعورك بعدها :)

    إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين