التغاضي وتمرير الأخطاء
يعتبر التغاضي عن الخطأ وغض الطرف عن هفوات كبير العائلة أو المسؤل في العمل أو أي شخص متسلط من الأمور العادية التي يزاولها الناس وكأن شيئا لم يحدث. في كثير من الأحيان يخطىء المتسلط في حق الآخرين أو يتهمهم أو يأكل حقوقهم أو يحكم عليهم أحكاما قاسية ولا يجد من يرده عن خطأه أو على الأقل ينبهه إلى أنه أخطأ ولو حتى في السر. ليس هذا وحسب وإنما يتصرف بقية أفراد الأسرة وكأن الكذبة حقيقة ويعاملون الشخص المعني وكأنها خصلة فيه. لو قال الأب أو الأم على سبيل المثال أن فلان متهور فسنرى أن بقية الإخوة والأخوات يرددون الإتهام وكأنهم لا يعرفون أخوهم الذي تربوا معه.
يستطيع كبير العائلة أن يخطىء وأن يقول ما يشاء والكل يتحولون إلى عبيد مطيعين يرددون ما يقوله ولا يجرؤون على كسر كلمته وكأنه إله. هذا يحدث أيضا حتى على مستوى المستضعفين أنفسهم إذ لا يجد المتهم خصوصا إن كان غائبا عن الحدث، من يدافع عنه أو ينسحب من الموقف للتعبير عن إعتراضه. مثل هذا السلوك الضعيف يجعل الشخص المتسلط ينمو ويتمدد ليلتهم الجميع. لا الأم تدافع عن أبنائها ولا الإخوة يدافعون عن أخواتهم ولا أحد يدافع عن أحد آخر.
بسبب التغاضي عن الأخطاء تضيع حقوق الكثير من الأبناء وتتهشم شخصياتهم ويتعلمون الخضوع للمستبد حتى يصبح الكل تابع له ويرجو رضاه وهذا ما يفرق العائلة الواحدة لأن الكل يتحول إلى متهم وعليه أن يهتم بنفسه قبل غيره، وهذا بدوره يحول كل أفراد العائلة إلى متملقين للرأس الأكبر. وبما أن الأبناء يتربون على هذا السلوك ويتقلقل في عروقهم فإنهم عادة ما يأخذون دور الضحية المتعاطفة مع الجاني، أي يبدأ كل منهم بإتهام الآخر بالتقصير في إرضاء المستبد ودائما يفلحون في إيجاد ثغرات في مطالبات أي منهم بحقوقه. لا شعوريا يصبح التبرير المنطقي لوقوع الظلم على المشتكي أنه أخطأ في مكان ما وأن عليه أن يراعي ظروف المستبد. فالطرف المشتكي لا يجد معارضة من المستبد وحسب ولكن حتى من بقية أفراد العائلة الذين تعودوا على الإتهام. هم أيضا يمارسون التهم المتبادلة فيما بينهم حتى قبل بلوغ الأمر للمعتدي الذي تسبب في المشكلة منذ البداية.
ينخفض الإستحقاق لدى الجميع بسبب تعرضهم للإتهام منذ الصغر، فيجد الإنسان نفسه يفكر في فكرة ثم يردها بنفسه لأن المستبد لن يقبل بها حتى قبل أن ينطق بها. في مثل هذة الحالة يلجأ معظم أفراد الأسرة إلى خلق عالم بديل للعالم الحقيقي حيث يرضى كل منهم بالفتات الذي يلقيه لهم الأب أو الطرف الأقوى في العائلة أيا كان.
الحل هو مواجهة المستبد قدر المستطاع مع الإستمرار في المواجهة حتى يتوقف تماما عن كيل الإتهامات للآخرين. قد لا يبدو هذا الحل مجديا لكنه في الحقيقة فعال خصوصا إذا علمنا أن المستبد هو أيضا ضحية نفس الإتهامات في صغره وهو إنما يمرر الأمر للجيل التالي. هو يعاني من نفس المرض ولذلك سيتأثر بسهولة من المواجهة خصوصا إن كانت بإتفاق أفراد العائلة. في جميع الأحوال فإن دفاعك عن نفسك وعن موقفك سيتطلب منك التحلي بشخصية متوازنة ومتماسكة وعليه من الأفضل الإستثمار في تقوية شخصيتك قبل الدخول في أي مواجهة مع المستبد. إبحث على شبكة أبرك للسلام عن كلمة « الشخصية » وستظهر لك نتائج تساعدك.
انخفاض الاستحقاق كارثة….
الشخصية هي الحل..
من تجربتي الشخصية، ابصم بالعشرة على ان مواجهة المستبد اثناء عملك على تقوية شخصيتك يمكن ان يدفع بك الى الوراء و قد يءخر تقدمك
لا تواجه قبل تقوية الشخصية هي عندي المفتاح
أنا معكي تماما،،بل في بعض الحالات تجاهله مهم جدددا
فعلا ان لم تكن جاهز لا تواجه، اسوا محرك يخرب عليك حقك هي مشاعر الظلم و الغضب
ولي فاتك اغرب يوصف المستبد واحد من اولاد بصيفة وعاير بيها بسبب ومن غير سبب وتترسخ اصيفة هاك فيه طول عمرو وتبد العايل الكل مقتنع ومصدق الحاجة هذه .والمشكل ان المتهم والمغلوب علي امرو بينو وبين روحو عارف ان مش هكك ومينجمشي ادافع علي نفسو ولا حتي يرفض الوصف اوالنعت او شتم والذم والتقزيم ……
الي يتعرضلو من طرف المستبد الجاااااااااااهل .
تو انا قاعدة كان نخدم علي تقوية الشخصية.
فعلا الحل هو الشخصية مفتاح الحل.
شكرا استاذ
مقال مميز كالعادة … استاذي ..
هنيئا لي بمتابعتك ?
في يوم ما كنا سبعة اخوة كبيرنا 14 سنة ..والدي كان مبعد ويعيد ترميم وضعه المادي اشترى لنا علبة يونيوم حجم عائلي فقضينا عليها بيومين ..فعاقبنا بعدم شرائها مرة اخرى ..انتظرنا لمدة اسبوعين ثم قمنا بمظاهرة جماعية وعملنا طابور متحرك من الكبير للصغير نهتف بأيدينا .. شو بدكم ..بدنا يونيوم ..هههههههه ..ضحك والدي كثيرا واشترى لنا ما نريد بعد اتفاقية عدم الافراط والتسلية في الطعام ..لم يكن والدي ظالما بل حازما ..نعم كنا نتحد لتحقيق مطالبنا الصغيرة والبريئة والكبيرة ..
مقالتك لامست جزءا من واقعي والحمدلله وجدت فيها الحل لعلي اتنفس الصعداء في المواجهات القادمة وهذا ﻵخذ حقي فقط ﻷن المستبد لن يهنئا حتى يحطم نفسيتنا ليستحوذ على مسايرتنا له سواء في كلمة او رأي او ميراث او تنازل او اي شئ مقابل رضاه وذلك ﻷن شخصيته المريضة وقلة وعيه صورت له انه قوي الشخصية وأنه هو اكثر واحد يستحق وهذا بانخفاض اﻹستحقاق لدينا لﻷسف???
لك كل الشكر استاذ عارف لطرحك مواضيع تمس الفكر العربي ومحاولاتك بإصلاحه حفظك الله ورعاك ???
فعلا المواجهة هي الحل ولكن في البداية نكون بمفردنا ولكي ننجح في حشد الجموع معنا علينا التصرف بمنتهي الحرص واليقظة والحذر
هذا المستبد يوهم أفراد عائلته بأنهم عائلة واحدة ويجب ان يساعد الواحد فيهم الاخر ويخلق أجواء عائلية مثل العزومات والاتصالات اليومية( للاطمئنان وهي في حقيقتها اتصالات تجسس ومعرفة آخر الاخبار عن كل واحد منهم وذلك اذا اهبرها احدهم باتخاذ اي خطوة جدية في حياتها توقفه)… لكن سرعان ما تقعد مع احد الافراد لوحدهما تنتقد الاطراف الاخرى وتحرضهم عليها … غايتها في ذلك التفريق بينهم لكي لا يتحدوا خوفا من المواجهة وتفكيك النظام…..
وفي هذه النرحلة تستخدم العاطفة للتحريض على اساس ان العائلة لازم تبقى متحدة…. هي لا يهمها بقاء العائلة ما يهمها بقاء نظامها وسيطرتها….
صح ماتقولين،،تمثيل في تمثيل
تقوية الشخصية هي الحل…. جزاك الله خيرا استاذنا
للاسف هذا الوضع الطبيعي في العائلات العربية ، وهم كبير العائلة حل محل ولي الامر الذي يتحمل مسؤلية النتائج
اتفق معك أستاذ عارف في عدم التغاضي عن الحقوق ، ولكن ماذا عن التغاضي عن السلوكيات السالبة من الآخرين في المجتمع علي وجه الخصوص