سأتحدث معكم عن مسك الختام في موضوع إقامة الصلاة
العبادات التي يقوم بها المسلم من صلوات خمس و حج و صيام و حتى الصدقات لمساعدة الفقراء و المساكين من العبادات التطهيرية
أي أن الهدف منها إعادة المعتقدات إلى عبادة ربها و التخلص من أي عادة فكرية و الشعورية و حركية غير صالحة يقوم بها الفرد اتجاه نفسه و أرضه
يمكن أن تعبرهم محطات استراحة تغوص فيهم داخل نفسك و تعيد ترتيب معتقداتك و أعمالك من جديد بصدق بينك و بين خالقك
أعيب على المجتمع الإسلامي أنهم جعلوا من ذلك غاية من غايات الدين و نسوا أن الأصل من تلك العبادات هو أن يخشعوا فيها لله دون سواه و عن طريق ذلك الخشوع تبدأ تتطهر قلوبهم و عقولهم و أعمالهم من أي فساد لا ينفع نفوسهم و فكرهم و إحساسهم و أرضهم و الناس أجمعين
هي محطات مؤقتة في فترة من فترات حياتك ليس ضروري القيام بها طول حياتك و أنت أعلم بحاجتك لها من علم غيرك بحاجتك إليها قيم نفسك بنفسك إن شعرت أنك تحتاج لتتطهر أكثر فقم بها إن شعرت أنك تطهرت بما فيه الكفاية فتوقف عن القيام بها لا حرج في ذلك الغاية من خلقك أكبر من ذلك بكثير و تلك العبادات هي جيدة في فترة من فترات حياتك لتسريع عملية إدراك الغاية من وراء خلقك و عيشك وسط أحداث الدنيا
صلواتك و صيامك و حجك لن يشفع لك بالجنة يوم القيامة ما يشفع لك هو طهارتك
ما معنى الطهارة؟
طهارتك تلخص كل ما جمعته من إيمان بالله و باليوم الآخر في حياتك الدنيا و كل ما قمت به من أعمال دنيوية أصلحت بها فسادا يضر البشر و يضر الأرض و الحيوان
فعندما تتطهر فهنا ستبدأ تقيم صلاتك الحقيقية
يمكن أن تعتبر صلاتك هنا هي الرسالة التي جئت لنشرها في العقول و النفوس و البيوت و البلدان
و هي الفساد الذي جئت لتصلحه
هي أخلاقك العظيمة في التعامل مع أسرتك و شعبك و شركتك و سيارتك و جسدك و مالك و ممتلكاتك و كل ما يقع تحت قدرتك و استطاعتك
جاء في الحديث أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته فإن صلحت فقد فلح و نجح و إن فسدت فقد خاب و خسر
كلنا في هذه الدنيا نعيش ظروف كتبت علينا
فلا أحد اختار بلد نشأته و لا شكله و لا لغته و لا والديه كلنا خلقنا وسط ما كتب علينا
و كلنا مكتوب علينا أن نعمل وسط ما كتب علينا بطريقة جيدة تصلحنا و تصلح ما بين أيدينا
فمن يسمح لنفسه برمي قمامة أكله و شركاته دون مراعاة أماكن خاصة لا تفسد البيئة التي يعيش فيها خلق الله هذا فسدت صلاته و لم تنصلح
الذي ينفق أمواله في أمور لا تنفع عقله و طهارة قلبه و جسده و أرضه هذا فسدت صلاته و لم تنصلح
الذي يكفر بربه و بكتاب ربه بعد أن تبين له الحق هذا فسدت صلاته و لم تنصلح
الذي يعسر على الناس حياتهم و يضيق عليهم في بيوتهم و وظائفهم و دراستهم هذا فسدت صلاته و لم تنصلح
الذي يستهزئ بمن هو أضعف منه أو من هو أقوى منه هذا فسدت صلاته و لم تنصلح
كل أعمالك الفكرية و الشعورية و الكلامية و الحركية هي محدودة بأمر واحد و هي المنفعة
الذي وجوده في حياته الشخصية و حياة من يتعامل معه يزيد من الضر النفسي و الحياتي هو في العمق شخص فسدت صلاته و يوم القيامة سيكون حسابه حسابا عسيرا
ماذا أفعل بعد أن قرأت هذا المقال و فهمت معانيه؟
يمكن أنت شخص مواضب على صلواتك الخمس في وقتها و تصوم شهر رمضان و يمكن تفكر في حج البيت الحرام و يمكن تتصدقى من جزء من مالك أو طعامك على من هم بحاجة لذلك
كل هذا جيد و لكن الأجود هو أن تتطهر
هو أن تصبح نسخة بشرية نفتخر بوجودها في هذه الحياة معنا
أن تكون إضافة جيدة مع نفسك و جسدك و أسرتك و شغلك و بلدك و أينما وجدت نفسك تتنفس و تتحرك و تفكر و تشعر فهذا هو صلاتك الأصلية التي جئت لإقامتها قبل موتك و التي ستحاسب عليها بعد موتك
يمكن أن نلخص صلاتك و صلاة كل الناس في هذه الآية الكريمة
“إنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَٱلَّذِینَ هَادُوا۟ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ وَٱلصَّـٰبِـِٔینَ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ”
كل الفئات البشرية التي تعيش في الأرض بعربهم و غربهم صلاتهم تكمن في زيادة إيمانهم بالله و باليوم الآخر و التحرك وسط ما كتب عليهم و وسط ما يقع بين أيديهم بشكل صالح يصلح فسادا سببته أيدي الناس و لا يفسد صلاحا قامت به أيدي الناس
إن استقام ذلك في حياتك دخلت الجنة و عشت حياة لا خوف فيها و لا حزن فيها إلى أجلك المسمى
ما رأيك في الموضوع؟
التعليق والحوار
لذلك كل الأعمال لها هدف، وعندما يتحقق الهدف يصبح من السفاهة الإستمرار في تكرار. الحياة كلها تقوم على مبدأ الحاجة للقيام بفعل لتحقيق هدف فإذا تحقق يصبح من العبث الإستمرار مادام لم تطرأ حاجة جديدة للتكرار.
الآن بعد أن أنتهي سأضغط على زر الإدخال مرة واحدة فقط ولن أبقى أضغط عليه مرارا وتكرارا هكذا فقط لأن أحدهم قال لي إضغط عشر مرات. لكن لو كتبت رد آخر بكل تأكيد سأستخدم زر الإدخال مرة أخرى. إذا ما يحدد ما نقوم به هو الحاجة للفعل لا المزاج أو العادات السائدة.
يكفي أن نرى كيف تعمل الأشياء لنعرف ما هو المطلوب منا. نحن كبشر لا نستطيع أن نأتي بشيء يعمل بشكل صحيح إلا ويكون متناغما مع أصل التكوين. إخترعنا الكهرباء لأنه لا يوجد شيء آخر نخترعه. الكهرباء تعمل كما تعمل لأنه لا توجد طريقة أخرى لعملها، سواء أنتجتها بإستخدام آلات بسيطة أو معقدة تبقى الفكرة كما هي. لن تغير الكهرباء خواصها بإختلاف الطريقة.
نفس الأمر ينطبق على كل شيء في الحياة بما في ذلك الدين والعبادات. كل شيء يجب أن يؤدي غرض عند الحاجة.