مسك الختام في موضوع الصلاة

»  مسك الختام في موضوع الصلاة
مدة القراءة: 3 دقائق

سأتحدث معكم عن مسك الختام في موضوع إقامة الصلاة

العبادات التي يقوم بها المسلم من صلوات خمس و حج و صيام و حتى الصدقات لمساعدة الفقراء و المساكين من العبادات التطهيرية

أي أن الهدف منها إعادة المعتقدات إلى عبادة ربها و التخلص من أي عادة فكرية و الشعورية و حركية غير صالحة يقوم بها الفرد اتجاه نفسه و أرضه

يمكن أن تعبرهم محطات استراحة تغوص فيهم داخل نفسك و تعيد ترتيب معتقداتك و أعمالك من جديد بصدق بينك و بين خالقك

أعيب على المجتمع الإسلامي أنهم جعلوا من ذلك غاية من غايات الدين و نسوا أن الأصل من تلك العبادات هو أن يخشعوا فيها لله دون سواه و عن طريق ذلك الخشوع تبدأ تتطهر قلوبهم و عقولهم و أعمالهم من أي فساد لا ينفع نفوسهم و فكرهم و إحساسهم و أرضهم و الناس أجمعين

هي محطات مؤقتة في فترة من فترات حياتك ليس ضروري القيام بها طول حياتك و أنت أعلم بحاجتك لها من علم غيرك بحاجتك إليها قيم نفسك بنفسك إن شعرت أنك تحتاج لتتطهر أكثر فقم بها إن شعرت أنك تطهرت بما فيه الكفاية فتوقف عن القيام بها لا حرج في ذلك الغاية من خلقك أكبر من ذلك بكثير و تلك العبادات هي جيدة في فترة من فترات حياتك لتسريع عملية إدراك الغاية من وراء خلقك و عيشك وسط أحداث الدنيا

صلواتك و صيامك و حجك لن يشفع لك بالجنة يوم القيامة ما يشفع لك هو طهارتك

ما معنى الطهارة؟

طهارتك تلخص كل ما جمعته من إيمان بالله و باليوم الآخر في حياتك الدنيا و كل ما قمت به من أعمال دنيوية أصلحت بها فسادا يضر البشر و يضر الأرض و الحيوان

فعندما تتطهر فهنا ستبدأ تقيم صلاتك الحقيقية

يمكن أن تعتبر صلاتك هنا هي الرسالة التي جئت لنشرها في العقول و النفوس و البيوت و البلدان

و هي الفساد الذي جئت لتصلحه

هي أخلاقك العظيمة في التعامل مع أسرتك و شعبك و شركتك و سيارتك و جسدك و مالك و ممتلكاتك و كل ما يقع تحت قدرتك و استطاعتك

جاء في الحديث أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته فإن صلحت فقد فلح و نجح و إن فسدت فقد خاب و خسر

كلنا في هذه الدنيا نعيش ظروف كتبت علينا

فلا أحد اختار بلد نشأته و لا شكله و لا لغته و لا والديه كلنا خلقنا وسط ما كتب علينا

و كلنا مكتوب علينا أن نعمل وسط ما كتب علينا بطريقة جيدة تصلحنا و تصلح ما بين أيدينا

فمن يسمح لنفسه برمي قمامة أكله و شركاته دون مراعاة أماكن خاصة لا تفسد البيئة التي يعيش فيها خلق الله هذا فسدت صلاته و لم تنصلح

الذي ينفق أمواله في أمور لا تنفع عقله و طهارة قلبه و جسده و أرضه هذا فسدت صلاته و لم تنصلح

الذي يكفر بربه و بكتاب ربه بعد أن تبين له الحق هذا فسدت صلاته و لم تنصلح

الذي يعسر على الناس حياتهم و يضيق عليهم في بيوتهم و وظائفهم و دراستهم هذا فسدت صلاته و لم تنصلح

الذي يستهزئ بمن هو أضعف منه أو من هو أقوى منه هذا فسدت صلاته و لم تنصلح

كل أعمالك الفكرية و الشعورية و الكلامية و الحركية هي محدودة بأمر واحد و هي المنفعة

الذي وجوده في حياته الشخصية و حياة من يتعامل معه يزيد من الضر النفسي و الحياتي هو في العمق شخص فسدت صلاته و يوم القيامة سيكون حسابه حسابا عسيرا

ماذا أفعل بعد أن قرأت هذا المقال و فهمت معانيه؟

يمكن أنت شخص مواضب على صلواتك الخمس في وقتها و تصوم شهر رمضان و يمكن تفكر في حج البيت الحرام و يمكن تتصدقى من جزء من مالك أو طعامك على من هم بحاجة لذلك

كل هذا جيد و لكن الأجود هو أن تتطهر

هو أن تصبح نسخة بشرية نفتخر بوجودها في هذه الحياة معنا

أن تكون إضافة جيدة مع نفسك و جسدك و أسرتك و شغلك و بلدك و أينما وجدت نفسك تتنفس و تتحرك و تفكر و تشعر فهذا هو صلاتك الأصلية التي جئت لإقامتها قبل موتك و التي ستحاسب عليها بعد موتك

يمكن أن نلخص صلاتك و صلاة كل الناس في هذه الآية الكريمة

"إنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَٱلَّذِینَ هَادُوا۟ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ وَٱلصَّـٰبِـِٔینَ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ"

كل الفئات البشرية التي تعيش في الأرض بعربهم و غربهم صلاتهم تكمن في زيادة إيمانهم بالله و باليوم الآخر و التحرك وسط ما كتب عليهم و وسط ما يقع بين أيديهم بشكل صالح يصلح فسادا سببته أيدي الناس و لا يفسد صلاحا قامت به أيدي الناس

إن استقام ذلك في حياتك دخلت الجنة و عشت حياة لا خوف فيها و لا حزن فيها إلى أجلك المسمى

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

ما رأيك في الموضوع؟

التعليق والحوار

@peepso_user_1(عارف الدوسري)
هذا هو جوهر الدين بالنسبة لي. أنه جاء ليحقق هدف فإن تحقق فلا حاجة لممارسة الطقوس لأن الإنسان حينها قد عاد إلى فطرته. تأكل لأنك جائع، وتشرب لأنك تشعر بالعطش وتجلس على شاطىء البحر لتغير مزاجك. كل شيء في الدنيا نقوم به لهدف فإن تحقق الهدف فما فائدة تكرار نفس الأمر؟ هذا كمن يستحم ثم إذا إنتهى عاد وإستحم مرة أخرى. نفس الأمر مع الدراسة. ماذا لو قضى الإنسان عمره على مقاعد الدراسة؟
لذلك كل الأعمال لها هدف، وعندما يتحقق الهدف يصبح من السفاهة الإستمرار في تكرار. الحياة كلها تقوم على مبدأ الحاجة للقيام بفعل لتحقيق هدف فإذا تحقق يصبح من العبث الإستمرار مادام لم تطرأ حاجة جديدة للتكرار.

الآن بعد أن أنتهي سأضغط على زر الإدخال مرة واحدة فقط ولن أبقى أضغط عليه مرارا وتكرارا هكذا فقط لأن أحدهم قال لي إضغط عشر مرات. لكن لو كتبت رد آخر بكل تأكيد سأستخدم زر الإدخال مرة أخرى. إذا ما يحدد ما نقوم به هو الحاجة للفعل لا المزاج أو العادات السائدة.

يكفي أن نرى كيف تعمل الأشياء لنعرف ما هو المطلوب منا. نحن كبشر لا نستطيع أن نأتي بشيء يعمل بشكل صحيح إلا ويكون متناغما مع أصل التكوين. إخترعنا الكهرباء لأنه لا يوجد شيء آخر نخترعه. الكهرباء تعمل كما تعمل لأنه لا توجد طريقة أخرى لعملها، سواء أنتجتها بإستخدام آلات بسيطة أو معقدة تبقى الفكرة كما هي. لن تغير الكهرباء خواصها بإختلاف الطريقة.

نفس الأمر ينطبق على كل شيء في الحياة بما في ذلك الدين والعبادات. كل شيء يجب أن يؤدي غرض عند الحاجة.
@peepso_user_1(عارف الدوسري)
@peepso_user_4908(أسامة حنف) المشكلة يا أسامة ليست في إقامة الصلاة أو عدم إقامتها. المشكلة في البشر الذين يقولون تعال قيدنا وإربطنا وعاملنا كالبهائم. الصلاة لم تذكر هيئتها وقد دخلت في نقاش دام أسبوعين عن هيأة الصلاة شارك فيه مجموعة من رجال الدين وأشخاص عاديين وفي النهاية لم يتمكنوا من إثبات هيئة الصلاة كما نعرفها وفشلوا في إثبات أن كتب الحديث تفسر القرآن وأننا تعلمنا الصلاة منها.

لم يخطر ببالهم أبدا أن الصلاة أمر شخصي ولذلك لم تحدد لها هيئة ملزمة لكل الناس.

أعطيك مثال على حماقة البشر وأنه لا عقول لهم. في البحرين لم يطبق الحظر المنزلي على الناس فتخيل صاروا يطالبون الحكومة بفرض حظر عليهم. هل رأيت مثل هذة العقليات المختلة؟ ناس تطالب الحكومة بسجنهم في بيوتهم. أي حماقة هذة؟

وعلى هذا المنوال سار البشر. الحرية ترهقهم. يريدون طقوس، يريدون تحديد حريات، يريدون معاملة الدواب.
@peepso_user_4908(أسامة حنف)
@peepso_user_5957(Rowida Ali)

ما يجعلك أفضل لا يحتاج دليل

كل شيء قائم على المنفعة أينما وجدت يجب أن نوجد
@peepso_user_4908(أسامة حنف)
@peepso_user_5957(Rowida Ali)

اليوغا حركات صعبة جدا جدا الآن بدأت فقط بصفتي مبتدئ و هي تتطور كلما تقدمت أكثر لا مجال للمقارنة بينها و بين الصلوات الخمس

أنا لا أقول لناس أن لا تصلي الصلوات الخمس أقول فقط أنها ليست غاية تدور عليها حياتهم الشخصية

الصلوات الخمس استفدت منها سابقا أما الآن فصلاتي دخلت لبعد أعمق و هذا ما أريد أن أوضحه لناس و لكن كل شخص يفعل ما يناسبه ما دام ذلك ينفعه و لا يضره
@peepso_user_1306(هاجر الحبابي)
@peepso_user_1(عارف الدوسري) صحيح .. تعودوا و تعودنا ..
@peepso_user_7917(Dina Said)
مقال رائع فعلا الصلاة أصبحت من ضمن العادات اليومية عند الأنسان لكن انا أرى الأهم من ذلك تقوى الله اولٍ و أخلاقك ثانيا و معامالاتك اليومية تقرب ألى الله بأحساسك و روحك ليس فقط بأداء العبادات و انت مثقل
@peepso_user_1046(خولة بريهمات)
فعلا.الصلاة لغرض تطهير القلب. الفائدة الحق:الا من اتى الله بقلب سليم
  • Weight loss product
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    مسك الختام في موضوع الصلاة

    مدة القراءة: 3 دقائق

    سأتحدث معكم عن مسك الختام في موضوع إقامة الصلاة

    العبادات التي يقوم بها المسلم من صلوات خمس و حج و صيام و حتى الصدقات لمساعدة الفقراء و المساكين من العبادات التطهيرية

    أي أن الهدف منها إعادة المعتقدات إلى عبادة ربها و التخلص من أي عادة فكرية و الشعورية و حركية غير صالحة يقوم بها الفرد اتجاه نفسه و أرضه

    يمكن أن تعبرهم محطات استراحة تغوص فيهم داخل نفسك و تعيد ترتيب معتقداتك و أعمالك من جديد بصدق بينك و بين خالقك

    أعيب على المجتمع الإسلامي أنهم جعلوا من ذلك غاية من غايات الدين و نسوا أن الأصل من تلك العبادات هو أن يخشعوا فيها لله دون سواه و عن طريق ذلك الخشوع تبدأ تتطهر قلوبهم و عقولهم و أعمالهم من أي فساد لا ينفع نفوسهم و فكرهم و إحساسهم و أرضهم و الناس أجمعين

    هي محطات مؤقتة في فترة من فترات حياتك ليس ضروري القيام بها طول حياتك و أنت أعلم بحاجتك لها من علم غيرك بحاجتك إليها قيم نفسك بنفسك إن شعرت أنك تحتاج لتتطهر أكثر فقم بها إن شعرت أنك تطهرت بما فيه الكفاية فتوقف عن القيام بها لا حرج في ذلك الغاية من خلقك أكبر من ذلك بكثير و تلك العبادات هي جيدة في فترة من فترات حياتك لتسريع عملية إدراك الغاية من وراء خلقك و عيشك وسط أحداث الدنيا

    صلواتك و صيامك و حجك لن يشفع لك بالجنة يوم القيامة ما يشفع لك هو طهارتك

    ما معنى الطهارة؟

    طهارتك تلخص كل ما جمعته من إيمان بالله و باليوم الآخر في حياتك الدنيا و كل ما قمت به من أعمال دنيوية أصلحت بها فسادا يضر البشر و يضر الأرض و الحيوان

    فعندما تتطهر فهنا ستبدأ تقيم صلاتك الحقيقية

    يمكن أن تعتبر صلاتك هنا هي الرسالة التي جئت لنشرها في العقول و النفوس و البيوت و البلدان

    و هي الفساد الذي جئت لتصلحه

    هي أخلاقك العظيمة في التعامل مع أسرتك و شعبك و شركتك و سيارتك و جسدك و مالك و ممتلكاتك و كل ما يقع تحت قدرتك و استطاعتك

    جاء في الحديث أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته فإن صلحت فقد فلح و نجح و إن فسدت فقد خاب و خسر

    كلنا في هذه الدنيا نعيش ظروف كتبت علينا

    فلا أحد اختار بلد نشأته و لا شكله و لا لغته و لا والديه كلنا خلقنا وسط ما كتب علينا

    و كلنا مكتوب علينا أن نعمل وسط ما كتب علينا بطريقة جيدة تصلحنا و تصلح ما بين أيدينا

    فمن يسمح لنفسه برمي قمامة أكله و شركاته دون مراعاة أماكن خاصة لا تفسد البيئة التي يعيش فيها خلق الله هذا فسدت صلاته و لم تنصلح

    الذي ينفق أمواله في أمور لا تنفع عقله و طهارة قلبه و جسده و أرضه هذا فسدت صلاته و لم تنصلح

    الذي يكفر بربه و بكتاب ربه بعد أن تبين له الحق هذا فسدت صلاته و لم تنصلح

    الذي يعسر على الناس حياتهم و يضيق عليهم في بيوتهم و وظائفهم و دراستهم هذا فسدت صلاته و لم تنصلح

    الذي يستهزئ بمن هو أضعف منه أو من هو أقوى منه هذا فسدت صلاته و لم تنصلح

    كل أعمالك الفكرية و الشعورية و الكلامية و الحركية هي محدودة بأمر واحد و هي المنفعة

    الذي وجوده في حياته الشخصية و حياة من يتعامل معه يزيد من الضر النفسي و الحياتي هو في العمق شخص فسدت صلاته و يوم القيامة سيكون حسابه حسابا عسيرا

    ماذا أفعل بعد أن قرأت هذا المقال و فهمت معانيه؟

    يمكن أنت شخص مواضب على صلواتك الخمس في وقتها و تصوم شهر رمضان و يمكن تفكر في حج البيت الحرام و يمكن تتصدقى من جزء من مالك أو طعامك على من هم بحاجة لذلك

    كل هذا جيد و لكن الأجود هو أن تتطهر

    هو أن تصبح نسخة بشرية نفتخر بوجودها في هذه الحياة معنا

    أن تكون إضافة جيدة مع نفسك و جسدك و أسرتك و شغلك و بلدك و أينما وجدت نفسك تتنفس و تتحرك و تفكر و تشعر فهذا هو صلاتك الأصلية التي جئت لإقامتها قبل موتك و التي ستحاسب عليها بعد موتك

    يمكن أن نلخص صلاتك و صلاة كل الناس في هذه الآية الكريمة

    "إنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَٱلَّذِینَ هَادُوا۟ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ وَٱلصَّـٰبِـِٔینَ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ"

    كل الفئات البشرية التي تعيش في الأرض بعربهم و غربهم صلاتهم تكمن في زيادة إيمانهم بالله و باليوم الآخر و التحرك وسط ما كتب عليهم و وسط ما يقع بين أيديهم بشكل صالح يصلح فسادا سببته أيدي الناس و لا يفسد صلاحا قامت به أيدي الناس

    إن استقام ذلك في حياتك دخلت الجنة و عشت حياة لا خوف فيها و لا حزن فيها إلى أجلك المسمى

    إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين