...

أعد جسمك إلى فطرته و طبيعته و جماله

»  أعد جسمك إلى فطرته و طبيعته و جماله
مدة القراءة: 7 دقائق

في هذا المقال سنسعى إلى إعادة جسمك إلى طبيعته و جماله بطرق بسيطة غير معلومة لدى العديد من الناس.

أنت كإنسان تتكون من تربة و ماء و نار.

التربة و هي الجانب الظاهر و الجسدي في الإنسان.

الماء وسيلة بقاء الحياة و تغذية الجسم عن طريق تمرير مكونات الطعام و الشراب لكل الأعضاء.

النار و هي الجانب النفسي في الإنسان الرغبات و الأهداف و المشاعر و معلوماتك عن الحياة و الأمور التي تشتهي و تريد القيام بها.

سنفهم بعض الأمور العميقة حولك يا أيها الإنسان، كثير من الناس تخاف من ظهور تغيرات غير طبيعية في جسمهم، مثل السمنة أو النحافة، فالأصل أن يكون جسمك في أحسن صورة ممكنة.

في هذا المقال سنناقش بعض الأمور البسيطة التي بإذن الله ستكن سبب في تغيير الجانب الجسدي فيك.

أولا نعطي تعريف بسيط للجسم :

الجسم هو صورة النفس، فالأصل فيك هو النفس، و لكن دون جسمك لما كنت حيًا، و لما رأيت شيئا و لا سمعت شيئا و لا تعلمت شيئا و لا شعرت بشيء، جسمك ليس أنت، أنت أكبر بكثير من جسمك، و لكن في نفس الوقت جسمك هو وسيلة قوية لإستمتاعك و تعذيبك، جسمك هو رسول من الله يستجيب إلى الله و هو لا يخضع لك بل هو خاضع لله فقط، لا تحاول خيانة تفكيرك و مشاعرك و حركتك لأنك إن خنتهم خانك جسمك و خيانته أشد عليك، جسمك يستجيب لأخطائك و أنت من يتألّم و ليس هو ... بالنسبة لجسمك الألّم هو فقط عمليات حيوية طبيعية، أما بالنسبة لك فهو عذاب أليم و شديد.

في هذا الموضوع سنسعى لمعالجة ثلاث مسائل : "صلابة الجسم و بنيته" "دوران الدم و السوائل بشكل سليم بحيث تبدأ تختفي علامات النحافة و الحبوب و تعود بشرتك إلى نضارتها و جمالها الطبيعي" "السمنة و تراكم الدهون في جسمك".

صلابة الجسم تتعلق بالجانب الصلب و الظاهر فيك و في حياتك (التربة) و سنشرح كيف تقوي هذا الجانب فيك.

النحافة و اختفاء علاماتها في وجهك و تحت عينك و في جسمك عامة، هذا الأمر يتعلق بالجانب المائي فيك و سنتعلم كيف تعيد هذا الجانب في جسمك إلى صراطه المستقيم.

السمنة و الدهون المتراكمة هذا الأمر يتعلّق بالجانب الناري فيك، سأشرح لك هذا الأمر أيضا.

نبدأ على بركة الله :

- كيف تعالج صلابة جسمك و تباثه و بنيته؟

قلت لك بأن الجانب الظاهر فيك و الذي يراه الناس هو التربة التي خلقك الله بها "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ".

التربة تحتاج أن تتحرك حتى تزداد جمالاً، لهذا لكي تعالج صلابة جسمك و تباثه و بنيته، فواجب عليك أن تتحرك و تتفاعل مع ظروفك اليومية، بشكل بسيط قم بواجبك اتجاه ما استخلفت فيه، نظف و رتب بيتك و سيارتك، رتب ملابسك و نظفها، قم أنت بالعمل و لا تنتظر من يقوم به مكانك، اجري قم ببعض الرياضة الصباحية و المسائية، استنشق الهواء بشكل جيد، اجلس مستقيم، امشي بشكل مستقيم، ركّز مع ظروفك و أحسن لها، استشعر ملمس كل شيء و لا تسرح كثيرا، لا تستعجل و قم بأعمالك خطوة خطوة، اسعى أن تستحم يوميا إن استطعت، تكلّم بوضوح، قم بأعمال يدوية كثيرة، اسعى أن تكون عندك خبرة في البناء و الصباغة و الفلاحة و الرسم و الطبخ و أي شيء آخر تستخدم فيه قدرات جسمك أكثر، كلما زاد تفاعلك مع مكونات الأرض بشكل سليم و نافع كلما زادت صلابتك و قوتك الجسدية.

- كيف تختفي علامات النحافة و الحبوب و تعود بشرتك إلى جمالها الفطري؟

هذا الأمر ناتج عن وجود خلل في السوائل بداخل جسمك، أي الدم و الماء، عندما لا تتوزع مكونات الطعام و الشراب بشكل طبيعي في جسمك، فهنا تبدأ تظهر علامات النحافة و الحبوب و تفقد البشرة حياتها.

الماء يرمز للحياة (جعلنا من الماء كل شيء حي) و حياة بشرتك و جسمك تعتمد على الدوران السليم لسوائل بداخل جسمك.

الماء يرمز أيضا إلى الليونة و السلام و التناغم.

لهذا نجد الماء قابل للإنفلات بسرعة، إن أمسكته بيدك أو غسلت به جسمك فالماء سيتعامل معك بلطف و سيمر من خلالك بكل هدوء و سلام.

لكي تعالج مشكل السوائل في جسمك فعليك أن تتعلّم كيف تكون لينا و مسالما و متقبلا و متسامحا و متناغما مثل الماء تماما.

هناك أمور كثيرة في حياتك تحتاج منك أن تسامحها و تتقبل وجودها و تتناغم مع وجودها.

كلام سمعته و لم تتقبله.

فكرة قرأتها و ضاق صدرك بها.

فشل في حياتك لم تتجاوزه.

شخص لم تسامحه.

ماضي لا زال يؤرقق و يتعبك.

حاضر و أشغال و واجبات تزعجك.

الأمور التي يضيق صدرك بسببها، هذه الأمور لا تقاوم وجودها، بل سلّم لوجودها، فأنت لست إله حتى تزعج نفسك بما يجب أن يكون و ما لا يجب أن يكون، هذه حياة دنيا لا تتعافر و تتشاجر معها، لأنك إن فعلت فكن متأكّد أنك ستكون أول المتضررين، كن رحيم مع نفسك و لا تحمّلها ما لا طاقة لها به، و بإذن الله ستبدأ السوائل في جسمك تعود إلى صراطها المستقيم، و لن تعاني بعد الآن من مشاكل الهدم، و النحافة، و تغيّر لون البشرة، و الحبوب ... إلخ من الأمور التي تحصل للجسم عندما يختل توازن السوائل بداخله.

قلت لكم أن الماء هو كائن مسالم و غير مزعج، جسّد هذه الصفة في حياتك، لا تكن إنسان مزعج يتدخل في كل الشؤون و يريد أن يكون قائما على كل الشؤون، لا تحشر أنفك و عينك في كل شيء بل كن ليناً، تقبّل مشاعر الناس و أفعالهم و مرحلة حياتهم، عندما ستفعل هذا الأمر و ستنفصل بجسمك عن البشر المحيطين بك و أنت متقبّل وجودهم و غير منزعج بذلك، عندها ستزداد جمالا و هذا وعد، عليك فقط أن تطبّق كما يجب.

- كيف تعالج السمنة و الدهون المتراكمة؟

النار بداخلك عليك أن لا تكبتها، لأنك إن كبتها فإنها ستتحول إلى دهون تشوه شكل الجسم.

مشاعرك لا تهملها بل إفهمها و عبّر عنها، سواء بكتابتها أو بالدعاء لله، الدعاء وسيلة قوية تساعدك على تفتيت طاقة المشاعر لكي لا تتراكم على شكل دهون في المستقبل، حتى تفتيت و موازنة مشاعرك الحالية عن طريق الدعاء أو الكتابة سيكون سبب في إزالة الدهون بجسمك بإذن من الله.

معلوماتك عن الحياة طبّقها لا تجعلها تتراكم بداخلك، فالمعلومة عبارة عن نار يحتاج للخروج من جسمك على شكل أعمال، لا قيمة للعلم إن لم يتحول إلى عمل، يقول الله : "كبر مقتا أن تقولوا ما لا تفعلون" "أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم و أنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون" ... كثرة المعلومات التي لم تفعلها في حياتك ستكون سبب في تراكم الدهون في جسمك، و العكس صحيح كلما بدأت تطبّق ما تراكم بداخلك من علم، كلما بدأت الدهون بالزوال.

ما تريد القيام به قم به، إرادتك هي أيضا عبارة عن نار بداخلك، تعلّم كيف توجه هذه الإرادة لما فيه خير لك و للجميع، و قم بتجسيد هذه الإرادة في أرض الواقع، إهمالك لما تريد فعلا القيام به سينعكس على جسمك و سيتحول إلى دهون.

نارك هي رسالة من الله لكي تراجع نفسك، فلا تستكبر و عالجها، افهم الحياة جيدا و ستختفي نارك بفضل من الله و لن يعاني جسمك بعد الآن.

لديك خلل في تفكيرك و مشاعرك و طريقة تعاملك و تفاعلك مع الأحداث، أنت تعلم بوجود هذا الخلل و لكن لا تقوم بإصلاحه، ما دمت لا تصلح فتوقع أن يستجيب جسمك لهذا الخلل بالدهون، أنت تعرف و لكن لا تتحرك و الدهون هي رسالة مسالمة من الله إليك لكي تقوم و تصلح الخلل.

أخيرا، الحق هو نار يشعله الله بداخل الإنسان، من يعرف الحق و لا يتبعه و يرضى بما وجد عليه المجتمع، هذا الإنسان يسمح لهذه المعرفة أن تتحول إلى دهون تضره.

كن صادق و جاد و مجتهد في تعاملك مع تلك النار بداخلك (رغباتك شهواتك إراداتك تعلقاتك علمك معرفتك...) و ستحمي نفسك من ظهور الدهون، و ستبدأ تختفي دهونك الحالية بشكل طبيعي و بدون أي تعب منك، فلا تخف الموضوع بسيط جدا و لا يحتاج إلى الكثير من التعقيد، إن كنت تعاني من هذه الدهون جرب، إن لم تكن تعاني منها جرب أيضا فالوقاية خير من العلاج.

نقطة إضافية : النار بداخلك مشاعرك تعلقاتك توجهاتك شهواتك إراداتك أهدافك رغباتك، هذه المسائل قد تسيطر عليك و بالتالي تصبح هي السبب الرئيسي في ظهور الإختلالات في جسمك، هل تعلم لماذا هذه الأمور تسيطر؟ بكل بساطة لأنك ترفض الحقائق التي بنى الله عليها هذه الحياة .... ثلاث حقائق بسيطة تجعل كل النار بداخلك يتفتت في كن فيكون "الله" "اليوم الآخر" "الموت" من يستشعر هذه الحقائق بقوة في قلبه ناره ستطفئ و لن تعود سيطرتها بعد الآن ....

قل دائما "إن لله و إن إليه راجعون" "يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار" "كل شيء هالك إلا وجهه" "كل نفس ذائقة الموت" "كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا" (كل شيء على الله هين، تلك النار بداخلك تعتبر لا شيء أمام قدرات الله عز و جل فالله هو من خلقها فيك) .... هذه الجمل القرآنية إن أحسست بها كما يجب فكن على يقين أنك سوف تصبح أكبر من مشاعرك و تعلقاتك و رغباتك و أهدافك و ستصبح أنت المسيطر و ليس العكس.

ملحوظة أخيرة : هناك علاقة قوية بين تربتك و ماءك و نارك، فنارك تؤثر على تربتك و تربتك تؤثر على ماءك و ماءك يؤثر على نارك ... إلخ ... لابد أن تتعلّم كيف توازن بين كل مكوناتك.

انتهى الموضوع، أعتقد أنكم استوعبتموه جيدا، طبّقوه و ستروا هذه التغيرات بأعينكم.

• نختم بحوار بيني و بين نفسي حول الموضوع :

- الكلام جميل و لكن التطبيق صعب.

- نعم فعلا التطبيق صعب لأن التطبيق هو توفيق من الله، أن تكون صالحا هذا توفيق من الله و ليس شيئا ستستطيع القيام به من تلقاء نفسك.

- كيف أتمكن من تطبيق هذا الكلام؟

- أولا قم اصلح علاقتك بالله، فجسمك ليس محور الموضوع الآن، علاقتك بالله هي المحور دائما و أبدا، عندما ستصبح صادق في احساسك بخالقك عندها ستتمكن من فهم المقال فهما جيدا و ستتمكن من تطبيقه تطبيقا سليما.

- كيف أصلح علاقتي بالله؟

- الوضوء و الصلاة بتركيز و حضور يساعد على إصلاح هذه العلاقة، جرب أن تصلي بطريقة جيدة فيها تعظيم لله أكثر من تعظيمك لظروفك و نفسك، و إن شاء الله ينعم عليك الله بنفسه و فطرته و وحيه و علمه و قدراته و أسمائه ...... إن شعرت أنك أصبحت قريب من الله فاقرأ المقال مرة و اثنين و ثلاثة و أربعة حتى تترسخ هذه الكلمات الجميلة في قلبك و تتحسن حياتك بإذن الله.

- هل من مزيد؟

- هناك كورس ل "أمين صبري" حول السمنة، هذا الكورس و تجاربي الشخصية كانوا سبب في ظهور معلومات هذا المقال، إن كنت تريد زيادة البيان حول هذا الموضوع فأنصحك بأن تستمع لهذا الكورس :

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

ما رأيك في الموضوع؟

التعليق والحوار

@peepso_user_97(fatmah almalky)
قرأت المقال و حضرت الكورس .. اشكرك جداً وجدت الاجابات لعدة اسئلة كانت عندي ?
@peepso_user_3612(Lean Leen)
و هل يعني ان من يملك الجسم المثالي و الصلب عرف كيف يتعامل مع مشاعره؟ مقال عميق جدا ، شكرا اسامة .
  • Weight loss product
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    أعد جسمك إلى فطرته و طبيعته و جماله

    مدة القراءة: 7 دقائق

    في هذا المقال سنسعى إلى إعادة جسمك إلى طبيعته و جماله بطرق بسيطة غير معلومة لدى العديد من الناس.

    أنت كإنسان تتكون من تربة و ماء و نار.

    التربة و هي الجانب الظاهر و الجسدي في الإنسان.

    الماء وسيلة بقاء الحياة و تغذية الجسم عن طريق تمرير مكونات الطعام و الشراب لكل الأعضاء.

    النار و هي الجانب النفسي في الإنسان الرغبات و الأهداف و المشاعر و معلوماتك عن الحياة و الأمور التي تشتهي و تريد القيام بها.

    سنفهم بعض الأمور العميقة حولك يا أيها الإنسان، كثير من الناس تخاف من ظهور تغيرات غير طبيعية في جسمهم، مثل السمنة أو النحافة، فالأصل أن يكون جسمك في أحسن صورة ممكنة.

    في هذا المقال سنناقش بعض الأمور البسيطة التي بإذن الله ستكن سبب في تغيير الجانب الجسدي فيك.

    أولا نعطي تعريف بسيط للجسم :

    الجسم هو صورة النفس، فالأصل فيك هو النفس، و لكن دون جسمك لما كنت حيًا، و لما رأيت شيئا و لا سمعت شيئا و لا تعلمت شيئا و لا شعرت بشيء، جسمك ليس أنت، أنت أكبر بكثير من جسمك، و لكن في نفس الوقت جسمك هو وسيلة قوية لإستمتاعك و تعذيبك، جسمك هو رسول من الله يستجيب إلى الله و هو لا يخضع لك بل هو خاضع لله فقط، لا تحاول خيانة تفكيرك و مشاعرك و حركتك لأنك إن خنتهم خانك جسمك و خيانته أشد عليك، جسمك يستجيب لأخطائك و أنت من يتألّم و ليس هو ... بالنسبة لجسمك الألّم هو فقط عمليات حيوية طبيعية، أما بالنسبة لك فهو عذاب أليم و شديد.

    في هذا الموضوع سنسعى لمعالجة ثلاث مسائل : "صلابة الجسم و بنيته" "دوران الدم و السوائل بشكل سليم بحيث تبدأ تختفي علامات النحافة و الحبوب و تعود بشرتك إلى نضارتها و جمالها الطبيعي" "السمنة و تراكم الدهون في جسمك".

    صلابة الجسم تتعلق بالجانب الصلب و الظاهر فيك و في حياتك (التربة) و سنشرح كيف تقوي هذا الجانب فيك.

    النحافة و اختفاء علاماتها في وجهك و تحت عينك و في جسمك عامة، هذا الأمر يتعلق بالجانب المائي فيك و سنتعلم كيف تعيد هذا الجانب في جسمك إلى صراطه المستقيم.

    السمنة و الدهون المتراكمة هذا الأمر يتعلّق بالجانب الناري فيك، سأشرح لك هذا الأمر أيضا.

    نبدأ على بركة الله :

    - كيف تعالج صلابة جسمك و تباثه و بنيته؟

    قلت لك بأن الجانب الظاهر فيك و الذي يراه الناس هو التربة التي خلقك الله بها "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ".

    التربة تحتاج أن تتحرك حتى تزداد جمالاً، لهذا لكي تعالج صلابة جسمك و تباثه و بنيته، فواجب عليك أن تتحرك و تتفاعل مع ظروفك اليومية، بشكل بسيط قم بواجبك اتجاه ما استخلفت فيه، نظف و رتب بيتك و سيارتك، رتب ملابسك و نظفها، قم أنت بالعمل و لا تنتظر من يقوم به مكانك، اجري قم ببعض الرياضة الصباحية و المسائية، استنشق الهواء بشكل جيد، اجلس مستقيم، امشي بشكل مستقيم، ركّز مع ظروفك و أحسن لها، استشعر ملمس كل شيء و لا تسرح كثيرا، لا تستعجل و قم بأعمالك خطوة خطوة، اسعى أن تستحم يوميا إن استطعت، تكلّم بوضوح، قم بأعمال يدوية كثيرة، اسعى أن تكون عندك خبرة في البناء و الصباغة و الفلاحة و الرسم و الطبخ و أي شيء آخر تستخدم فيه قدرات جسمك أكثر، كلما زاد تفاعلك مع مكونات الأرض بشكل سليم و نافع كلما زادت صلابتك و قوتك الجسدية.

    - كيف تختفي علامات النحافة و الحبوب و تعود بشرتك إلى جمالها الفطري؟

    هذا الأمر ناتج عن وجود خلل في السوائل بداخل جسمك، أي الدم و الماء، عندما لا تتوزع مكونات الطعام و الشراب بشكل طبيعي في جسمك، فهنا تبدأ تظهر علامات النحافة و الحبوب و تفقد البشرة حياتها.

    الماء يرمز للحياة (جعلنا من الماء كل شيء حي) و حياة بشرتك و جسمك تعتمد على الدوران السليم لسوائل بداخل جسمك.

    الماء يرمز أيضا إلى الليونة و السلام و التناغم.

    لهذا نجد الماء قابل للإنفلات بسرعة، إن أمسكته بيدك أو غسلت به جسمك فالماء سيتعامل معك بلطف و سيمر من خلالك بكل هدوء و سلام.

    لكي تعالج مشكل السوائل في جسمك فعليك أن تتعلّم كيف تكون لينا و مسالما و متقبلا و متسامحا و متناغما مثل الماء تماما.

    هناك أمور كثيرة في حياتك تحتاج منك أن تسامحها و تتقبل وجودها و تتناغم مع وجودها.

    كلام سمعته و لم تتقبله.

    فكرة قرأتها و ضاق صدرك بها.

    فشل في حياتك لم تتجاوزه.

    شخص لم تسامحه.

    ماضي لا زال يؤرقق و يتعبك.

    حاضر و أشغال و واجبات تزعجك.

    الأمور التي يضيق صدرك بسببها، هذه الأمور لا تقاوم وجودها، بل سلّم لوجودها، فأنت لست إله حتى تزعج نفسك بما يجب أن يكون و ما لا يجب أن يكون، هذه حياة دنيا لا تتعافر و تتشاجر معها، لأنك إن فعلت فكن متأكّد أنك ستكون أول المتضررين، كن رحيم مع نفسك و لا تحمّلها ما لا طاقة لها به، و بإذن الله ستبدأ السوائل في جسمك تعود إلى صراطها المستقيم، و لن تعاني بعد الآن من مشاكل الهدم، و النحافة، و تغيّر لون البشرة، و الحبوب ... إلخ من الأمور التي تحصل للجسم عندما يختل توازن السوائل بداخله.

    قلت لكم أن الماء هو كائن مسالم و غير مزعج، جسّد هذه الصفة في حياتك، لا تكن إنسان مزعج يتدخل في كل الشؤون و يريد أن يكون قائما على كل الشؤون، لا تحشر أنفك و عينك في كل شيء بل كن ليناً، تقبّل مشاعر الناس و أفعالهم و مرحلة حياتهم، عندما ستفعل هذا الأمر و ستنفصل بجسمك عن البشر المحيطين بك و أنت متقبّل وجودهم و غير منزعج بذلك، عندها ستزداد جمالا و هذا وعد، عليك فقط أن تطبّق كما يجب.

    - كيف تعالج السمنة و الدهون المتراكمة؟

    النار بداخلك عليك أن لا تكبتها، لأنك إن كبتها فإنها ستتحول إلى دهون تشوه شكل الجسم.

    مشاعرك لا تهملها بل إفهمها و عبّر عنها، سواء بكتابتها أو بالدعاء لله، الدعاء وسيلة قوية تساعدك على تفتيت طاقة المشاعر لكي لا تتراكم على شكل دهون في المستقبل، حتى تفتيت و موازنة مشاعرك الحالية عن طريق الدعاء أو الكتابة سيكون سبب في إزالة الدهون بجسمك بإذن من الله.

    معلوماتك عن الحياة طبّقها لا تجعلها تتراكم بداخلك، فالمعلومة عبارة عن نار يحتاج للخروج من جسمك على شكل أعمال، لا قيمة للعلم إن لم يتحول إلى عمل، يقول الله : "كبر مقتا أن تقولوا ما لا تفعلون" "أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم و أنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون" ... كثرة المعلومات التي لم تفعلها في حياتك ستكون سبب في تراكم الدهون في جسمك، و العكس صحيح كلما بدأت تطبّق ما تراكم بداخلك من علم، كلما بدأت الدهون بالزوال.

    ما تريد القيام به قم به، إرادتك هي أيضا عبارة عن نار بداخلك، تعلّم كيف توجه هذه الإرادة لما فيه خير لك و للجميع، و قم بتجسيد هذه الإرادة في أرض الواقع، إهمالك لما تريد فعلا القيام به سينعكس على جسمك و سيتحول إلى دهون.

    نارك هي رسالة من الله لكي تراجع نفسك، فلا تستكبر و عالجها، افهم الحياة جيدا و ستختفي نارك بفضل من الله و لن يعاني جسمك بعد الآن.

    لديك خلل في تفكيرك و مشاعرك و طريقة تعاملك و تفاعلك مع الأحداث، أنت تعلم بوجود هذا الخلل و لكن لا تقوم بإصلاحه، ما دمت لا تصلح فتوقع أن يستجيب جسمك لهذا الخلل بالدهون، أنت تعرف و لكن لا تتحرك و الدهون هي رسالة مسالمة من الله إليك لكي تقوم و تصلح الخلل.

    أخيرا، الحق هو نار يشعله الله بداخل الإنسان، من يعرف الحق و لا يتبعه و يرضى بما وجد عليه المجتمع، هذا الإنسان يسمح لهذه المعرفة أن تتحول إلى دهون تضره.

    كن صادق و جاد و مجتهد في تعاملك مع تلك النار بداخلك (رغباتك شهواتك إراداتك تعلقاتك علمك معرفتك...) و ستحمي نفسك من ظهور الدهون، و ستبدأ تختفي دهونك الحالية بشكل طبيعي و بدون أي تعب منك، فلا تخف الموضوع بسيط جدا و لا يحتاج إلى الكثير من التعقيد، إن كنت تعاني من هذه الدهون جرب، إن لم تكن تعاني منها جرب أيضا فالوقاية خير من العلاج.

    نقطة إضافية : النار بداخلك مشاعرك تعلقاتك توجهاتك شهواتك إراداتك أهدافك رغباتك، هذه المسائل قد تسيطر عليك و بالتالي تصبح هي السبب الرئيسي في ظهور الإختلالات في جسمك، هل تعلم لماذا هذه الأمور تسيطر؟ بكل بساطة لأنك ترفض الحقائق التي بنى الله عليها هذه الحياة .... ثلاث حقائق بسيطة تجعل كل النار بداخلك يتفتت في كن فيكون "الله" "اليوم الآخر" "الموت" من يستشعر هذه الحقائق بقوة في قلبه ناره ستطفئ و لن تعود سيطرتها بعد الآن ....

    قل دائما "إن لله و إن إليه راجعون" "يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار" "كل شيء هالك إلا وجهه" "كل نفس ذائقة الموت" "كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا" (كل شيء على الله هين، تلك النار بداخلك تعتبر لا شيء أمام قدرات الله عز و جل فالله هو من خلقها فيك) .... هذه الجمل القرآنية إن أحسست بها كما يجب فكن على يقين أنك سوف تصبح أكبر من مشاعرك و تعلقاتك و رغباتك و أهدافك و ستصبح أنت المسيطر و ليس العكس.

    ملحوظة أخيرة : هناك علاقة قوية بين تربتك و ماءك و نارك، فنارك تؤثر على تربتك و تربتك تؤثر على ماءك و ماءك يؤثر على نارك ... إلخ ... لابد أن تتعلّم كيف توازن بين كل مكوناتك.

    انتهى الموضوع، أعتقد أنكم استوعبتموه جيدا، طبّقوه و ستروا هذه التغيرات بأعينكم.

    • نختم بحوار بيني و بين نفسي حول الموضوع :

    - الكلام جميل و لكن التطبيق صعب.

    - نعم فعلا التطبيق صعب لأن التطبيق هو توفيق من الله، أن تكون صالحا هذا توفيق من الله و ليس شيئا ستستطيع القيام به من تلقاء نفسك.

    - كيف أتمكن من تطبيق هذا الكلام؟

    - أولا قم اصلح علاقتك بالله، فجسمك ليس محور الموضوع الآن، علاقتك بالله هي المحور دائما و أبدا، عندما ستصبح صادق في احساسك بخالقك عندها ستتمكن من فهم المقال فهما جيدا و ستتمكن من تطبيقه تطبيقا سليما.

    - كيف أصلح علاقتي بالله؟

    - الوضوء و الصلاة بتركيز و حضور يساعد على إصلاح هذه العلاقة، جرب أن تصلي بطريقة جيدة فيها تعظيم لله أكثر من تعظيمك لظروفك و نفسك، و إن شاء الله ينعم عليك الله بنفسه و فطرته و وحيه و علمه و قدراته و أسمائه ...... إن شعرت أنك أصبحت قريب من الله فاقرأ المقال مرة و اثنين و ثلاثة و أربعة حتى تترسخ هذه الكلمات الجميلة في قلبك و تتحسن حياتك بإذن الله.

    - هل من مزيد؟

    - هناك كورس ل "أمين صبري" حول السمنة، هذا الكورس و تجاربي الشخصية كانوا سبب في ظهور معلومات هذا المقال، إن كنت تريد زيادة البيان حول هذا الموضوع فأنصحك بأن تستمع لهذا الكورس :

    إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين