أولادنا أمانة في أعناقنا

»  أولادنا أمانة في أعناقنا
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 2 دقائق

قبل سنوات كنت في إحدى المستشفيات أنتظر موعد الطبيب وشاهدت أم عاملت طفلها بقسوة، لم هناك الكثير من الناس بل زوجان يجلسان هنا واخرون هناك وقد تباعدت المسافات بينهم، كان هناك طفل صغير عمره لا يتجاوز السنتين يلعب ببالون، يدفعه ويركله ثم يتبعه كما يلعب الاطفال بالبالون، لم يكن يزعج احدا لان المساحة واسعة وهو لا يصدر صوتا يعلو صوت ضجيج المستشفى، وعندما كان يلعب الطفل كان البالون يصل احيانا الى احد المنتظرين فيبادله اللعب ويقذف بالبالون له وكان الجميع ينظر إلى هذا الطفل بنظرة من السعادة والرحمة، وفي اثناء ذلك وصل الطفل وهو يلعب إلى احد الاخوات وهي تجلس لوحدها، جلست بصمت واطالت النظر إلى الحائط أمامها ولم يعنيها من يجلسون في الصالة، اخذ الطفل يدفع بالبالون فعلق تحت الكرسي بجانب السيدة فلم تتحرك ولم تلتفت، فحاول الطفل التقاط البالون وثم حاول، بدى التضايق على هذه السيدة وكان كل من في الصالة ينظر إلى الطفل بعين الاهتمام إلا هي لم تعره أي اهتمام، جلت بنظري في الصالة علي اميز من اهل هذا الطفل عسى ان ينبهوه ان يبتعد عن هذه السيدة، لأنها تبدو متضايقة، قلت بنفسي المأساة الحقيقية ان تكون ام الطفل، وفعلا بعد قليل اخذت البالون من الطفل دون ان تتكلم ثم جاء يطالبها به ويصرخ ولم ترد عليه سوى انها صفعته فزاد صراخه وبكاءه، بعد قليل جاء ابو الطفل وسألها ما باله يصرخ، قالت قد ازعج الناس ببالونه هذا، لم استطع ان أملك نفسى الا ان قلت له يا أخي دعه يلعب فلم يزعج احدا من الحضور، نظر الرجل للمرأة (واظنها زوجته) بغضب واخذ الطفل واعطاه البالون ومشى به بعيدا عسى ان يهدأ

كيف تكون مثل هذه السيدة ام لهذا الطفل، هل أثرت عدم الكلام معه خوفا ان يسمع صوتها الرجال، هل تجنبت النظر إليه كما يفعل الجميع خوفا ان تنظر بأحد الرجال الغرباء في القاعة، هل هي مريضة ولا تستطيع تحمل ابنها وهو يلعب، لا أستطيع ان افهم ما قامت به هذه السيدة ولكن صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الناس نزعت الرحمة من قلوبهم.

قد يتفق البعض ويدافع عنها أو يلتمس لها العذر علها مريضة، تمر السنوات ولم أنسى تلك القصة بل يزداد اعتقادي أن الآباء والأمهات غير معذورين في أبنائهم مهما قست عليهم الظروف غير مسموح لكم أنكم تفرغوا غضبكم وألمكم في أطفالكم فاذا فعتلوا فقد خنتم الأمانة، أطفالكم ليسوا ملكا لكم انهم أمانة عندكم، يكفينا تخريج معقدين نفسيا قساة قلوب نتيجة جهل أهلهم، كل ما تراه في المجتمع من غيرة وكيد وقسوة وبعض الانحلال والفساد سببه عدم الاستقرار النفسي والشخصية المهزوزة التي يحملها أغلب الناس وان بدى عليهم التعليم والثقافة والصحة إلا أنهم لم يأخذوا كفاية من الاهتمام وتقدير الذات، شعور مدمر يخلي الواحد يشعر أنه داخله نار تغلي لا يعرف كيف يطفئها

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    أولادنا أمانة في أعناقنا

    مدة القراءة: 2 دقائق

    قبل سنوات كنت في إحدى المستشفيات أنتظر موعد الطبيب وشاهدت أم عاملت طفلها بقسوة، لم هناك الكثير من الناس بل زوجان يجلسان هنا واخرون هناك وقد تباعدت المسافات بينهم، كان هناك طفل صغير عمره لا يتجاوز السنتين يلعب ببالون، يدفعه ويركله ثم يتبعه كما يلعب الاطفال بالبالون، لم يكن يزعج احدا لان المساحة واسعة وهو لا يصدر صوتا يعلو صوت ضجيج المستشفى، وعندما كان يلعب الطفل كان البالون يصل احيانا الى احد المنتظرين فيبادله اللعب ويقذف بالبالون له وكان الجميع ينظر إلى هذا الطفل بنظرة من السعادة والرحمة، وفي اثناء ذلك وصل الطفل وهو يلعب إلى احد الاخوات وهي تجلس لوحدها، جلست بصمت واطالت النظر إلى الحائط أمامها ولم يعنيها من يجلسون في الصالة، اخذ الطفل يدفع بالبالون فعلق تحت الكرسي بجانب السيدة فلم تتحرك ولم تلتفت، فحاول الطفل التقاط البالون وثم حاول، بدى التضايق على هذه السيدة وكان كل من في الصالة ينظر إلى الطفل بعين الاهتمام إلا هي لم تعره أي اهتمام، جلت بنظري في الصالة علي اميز من اهل هذا الطفل عسى ان ينبهوه ان يبتعد عن هذه السيدة، لأنها تبدو متضايقة، قلت بنفسي المأساة الحقيقية ان تكون ام الطفل، وفعلا بعد قليل اخذت البالون من الطفل دون ان تتكلم ثم جاء يطالبها به ويصرخ ولم ترد عليه سوى انها صفعته فزاد صراخه وبكاءه، بعد قليل جاء ابو الطفل وسألها ما باله يصرخ، قالت قد ازعج الناس ببالونه هذا، لم استطع ان أملك نفسى الا ان قلت له يا أخي دعه يلعب فلم يزعج احدا من الحضور، نظر الرجل للمرأة (واظنها زوجته) بغضب واخذ الطفل واعطاه البالون ومشى به بعيدا عسى ان يهدأ

    كيف تكون مثل هذه السيدة ام لهذا الطفل، هل أثرت عدم الكلام معه خوفا ان يسمع صوتها الرجال، هل تجنبت النظر إليه كما يفعل الجميع خوفا ان تنظر بأحد الرجال الغرباء في القاعة، هل هي مريضة ولا تستطيع تحمل ابنها وهو يلعب، لا أستطيع ان افهم ما قامت به هذه السيدة ولكن صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الناس نزعت الرحمة من قلوبهم.

    قد يتفق البعض ويدافع عنها أو يلتمس لها العذر علها مريضة، تمر السنوات ولم أنسى تلك القصة بل يزداد اعتقادي أن الآباء والأمهات غير معذورين في أبنائهم مهما قست عليهم الظروف غير مسموح لكم أنكم تفرغوا غضبكم وألمكم في أطفالكم فاذا فعتلوا فقد خنتم الأمانة، أطفالكم ليسوا ملكا لكم انهم أمانة عندكم، يكفينا تخريج معقدين نفسيا قساة قلوب نتيجة جهل أهلهم، كل ما تراه في المجتمع من غيرة وكيد وقسوة وبعض الانحلال والفساد سببه عدم الاستقرار النفسي والشخصية المهزوزة التي يحملها أغلب الناس وان بدى عليهم التعليم والثقافة والصحة إلا أنهم لم يأخذوا كفاية من الاهتمام وتقدير الذات، شعور مدمر يخلي الواحد يشعر أنه داخله نار تغلي لا يعرف كيف يطفئها

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين