قبل أيام جلست أجرب علبة ألوان الباستيل، والتي لم استعملها منذ ما يقارب 20 عاما، فإذا بي انطلق تعبيرا عن شعور عميق وبدأت ملامح اللوحة تظهر. مرت الساعات وسالت الدموع، كأن جدارا سقط وانفتحت أبوابا كانت مغلقة لزمن طويل. خلف تلك الجدران بدأت تظهر خواطر تلامس الواقع، هنالك ما حاولت اخفاؤه لمدة طويلة، ما كنت اظنه وحشا قبيحا وتبين أنه كيان جميل ولطيف، والنتيجة كانت اللوحة المرفقة بهذا المقال.
منذ فترة طويلة لا زلت أحاول تحديد القيم الأساسية التي تنظم حياتي وتنبعث منها قرارتي. بالرغم من العديد من المحاولات وقراءة المقالات وعمل التمارين واختبارات الشخصية، كانت النتيجة متباينة ولم اشعر بالارتياح لأي من هذه النتائج. فتارة أظنها السلام والتعاطف والتواصل، وتارة اظنها الشجاعة والفضول والاثارة، وتارة أخرى الإخلاص والوعي والتناغم. ومع أني أشعر بالتناغم مع جميع ما ذكر إلا أني شعرت بالفراغ أو بنقص في هذه المعادلة. في حياتي اليومية التعاطف مع الأخرين واللطف أمران مهمان لكنهم ليسا من الدوافع الأساسية. طال بحثي إلى أن أدركت سبب التناقض بين ما أريده وصفا لقيمي الأساسية وحقيقة ما بداخلي وهو ربما أمرا لم أستطع إقراره أو قبوله في نفسي.
لقد كافحت لفترة طويلة لقبول جوانب من نفسي تشبه الذكورة السامة. أخطئت في الحكم على رغبتي في السلطة والسيطرة والتأثير على أنها سامة وحاولت التخلص منها. على الرغم من محاولتي قمعها، ظهرت تلك الطاقة غالبًا في وقت الحاجة، حيث كنت بحاجة للتغلب على الصعاب أو حماية الآخرين. أخطئت التقدير حين ظننت الحاجة إلى الوعي والتعاطف وعدم التعلق، بأنها بديل من أجل نفي أو إنكار نقاط قوتي. تعلمت اليوم أنني لا أستطيع أن أكون كاملاً إلا إذا اعتنقت المحارب بداخلي. الدروس التي تعلمتها لأكون متعاطفاً، ليناً وأنمي التعلق السليم ستمكنني من تطوير تلك الصفات الأساسية في نفسي، ولكن لن تبدلها. صُدمت عندما أدركت أن الرغبة في القيادة والتأثير والتطوير المستمر لنفسي ومن حولي لاكتساب المكانة والتأثير وتغير حياة الأخرين للأفضل هي جزء لا يتجزأ من كياني والذي لطالما كبته.
لأولئك الذين لديهم رغبة شديدة في اكتساب الكفاءة، والتأثير، والسلطة، والسيطرة. أولئك الذين يتوقون إلى الاحترام وإن لم يعجب الآخرين. أولئك الذين قرروا إحداث تأثير، دون تردد أو تراجع، الذين يفخرون بأنفسهم على قوتهم وصدقهم وحقيقتهم. الأفضل بيننا، الذين يتمتعون بإحساس داخلي قوي بالعدالة والولاء. من لن يتردد في تكريس نفسه لأولئك الذين أثبتوا أنفسهم بمرور الوقت وسيقفون إلى جانبهم حتى النهاية عبر الجحيم أو المياه العالية. عندما يأتي الخطر ويكون أحباؤهم في مأزق، فإنهم سيمدون أجنحتهم بثقة لحماية ذويهم.
من أجل هؤلاء الأبطال الشرفاء، ولنفسي، بينما أنت تشق طريقك عبر المصاعب وتسكب كل قطرة من العرق لخدمة وحماية أولئك الذين تحبهم وتعتز بهم ، تذكر:
- تحقق مما تفكر فيه وتشعر به قبل اتخاذ القرارات. عندما تشعر بالاندفاع للرد، خذ وقتًا لفرز أفكارك ومشاعرك قبل اتخاذ أي إجراء.
تعلم أن البوح بالمشاعر قوة وليس ضعفا. أدرك قيمة وعي مشاعرك والبوح بها. اسمح لنفسك بالتواصل بشكل أعمق مع الآخرين، وساعدهم على النمو لأعلى مستوياتهم. - اكتشف حدودك. غالبًا ما تدفع نفسك إلى أقصى حدودك، غير مدرك أنك تفعل ذلك. قد يتسبب هذا في دفع الآخرين دون قصد إلى أقصى حدودهم أيضًا. انتبه أكثر لحالتك العقلية والعاطفية، وامنح نفسك وقتًا للراحة والتعافي.
- ابذل جهدًا لإعطاء الحب للآخرين وتلقيه بشكل أكثر انفتاحًا. أنت تميل إلى النظر إلى الآخرين على أنهم إما معك أو ضدك. هذا يمكن أن يجعل من الصعب تكوين علاقات قوية وحقيقية. كن منفتحًا على إعطاء الحب وتلقيه بحرية أكبر.
- اسمح للآخرين بأخذ زمام المبادرة. مع وجودك القيادي ونهجك المباشر، يجعلك ذلك قائداً عظيماً. ولكن هناك أوقات تحتاج فيها إلى التراجع والسماح لشخص آخر بالصعود إلى منصة القيادة. من المهم معرفة متى يحين دور الآخرين لتولي المسؤولية.
ملاحظة: هذا ينطبق على كل أولئك الذين يرون في أنفسهم قائدًا جديرًا، ومستعدون دائمًا لأخذ زمام المبادرة عندما يرون الحاجة، بغض النظر عن جنسهم.