هل تشعر بذلك العضو الصغير بداخل جسمك الذي خلقه الله و سماه بالقلب؟
ضع يديك عليه فهو العضو الصغير و الكبير في نفس الوقت.
صحة هذا العضو تجعل الطاقة تتوزع على باقي أعضاء جسمك بشكل سليم يمنع عنهم المرض و التلف و يحميك من الضر.
كثيرا ما تنسى الناس أن تقف قليلا و تتأمل في دقات قلبها التي لولاها لما تحرك هذا الجسم أو فكَّر.
الله أعطاك فكرا و مشاعرا يتقلبون هنا و هناك.
و عدم مراعاتك لتقلباتك الفكرية و الشعورية يجعل الأمراض تتكون بشكل طاقي على هذا العضو الصغير في حجمه و الكبير في مهمته، و هذه الطاقة النابعة من فكرك الغير خالص لله و مشاعرك الغير عابدة لله تفسد قلبك و تحرمه من أداء دوره على أكمل وجه.
و فساد القلب سيفسد الجسم بكامله.
يقول النبي محمد "عليه الصلاة و السلام" : "إن في الجسم مضغة إن فسدت فسد الجسم كله و إن صلحت صلح الجسم كله ألا و هي القلب"
فلا تتعجب من ظهور الأمراض بجسمك، فأمراض جسمك ما هي إلا دليل على إهمالك لنوعية الطاقة التي ترسلها بفكرك و مشاعرك إلى قلبك.
ففكرك و مشاعرك إن لم توجههم إلى الصراط المستقيم و جعلتهم يتبعون السبل التي تبعدك عن سبيل الله، فاعلم أنهم هم السبب الأول و الأخير في فساد قلبك، و قلبك سيكون سببا في إفساد جسمك بالكامل ما دمت لا تستغفر عن فكرك الباطل و تتوب إلى الله.
فقوة قلبك تعتمد على مدى صلاح فكرك و مشاعرك، و الفكر و المشاعر يصبحان صالحين عندما تصبح عبد لله في فكرك و مشاعرك.
عندما سيصبح الله هو فكرك و هو مشاعرك، فالله سيؤيدك بالروح الذي ينزل على قلب العباد المخلَصين.
✔ يقول الله : "نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ"
و بهذا الروح الأمين ستُشفى من أمراضك القلبية و سيعود جسمك إلى قوته الحقيقية و طاقته الحقيقية.
فراقب نوعية الطاقة التي ترسلها إلى قلبك.
هل هي طاقة خبيثة نابعة من أهوائك الفكرية و الشعورية؟
أم هي طاقة طيبة نابعة من روح الله الأمين في القرآن و في فطرت الله التي فطر الناس عليها؟
نوعية الطاقة التي ترسلها إلى قلبك هي التي ستشكل مستقبل جسمك و واقعك.
إليكم هذا الدرس حول القلب و كيف يمكننا معالجة أمراضه من جذورها؟
https://youtu.be/2RPt8CJJGcI