ما يحدث هذة الأيام شيء جنوني حقا. المرأة تبحث عمن يحبها. تسعى بقوة للوصول إلى زوج وهذا ما يجعل الكثيرات يخفقن في سعيهن. السعي للزواج هو من مسؤوليات الرجل لا المرأة. المرأة عملها مختلف تماما، دورها أن تكون طيبة.
طيبة تعني أن تعمل على إصلاح نفسها وإصلاح شخصيتها، تتخلص من الإيغو، تتعلم فك الإرتباط، تبذل الحب اللا مشروط، تصبح إمرأة ناجحة ومتناغمة مع الكون، تسير في حياتها بشكل طبيعي بعيدا عن الأفكار التي تحقر المرأة ومكانتها. ترفع مستوى وعيها بشكل عام لتكون جاهزة للزواج.
عندما تصبح طيبة سيظهر لها الرجل الطيب الذي يناسبها فإن لم يكن مناسبا فعليها أن لا تقبل به بل تستمر في تطوير شخصيتها وتواصل الحياة حتى يظهر من هو أطيب منه.
الطيبون للطيبات تحتم توافق الذبذبات. كيف تتوقع المرأة أن يتقدم إليها الرجل الطيب إن كانت شخصيتها تعاني من الأمراض والعقد؟ حسد، غيرة، تدمير ذاتي، خرافات، معتقدات دينية بالية، خوف من الحياة, خوف من عدم وجود الرجل المناسب ، إلخ.....
الذي حدث أن المرأة تركت دورها الحقيقي وهو إصلاح ذاتها والإستعداد للزوج إلى دور الباحثة المتكالبة على الزواج. ليس هذا وحسب وإنما خلقت المرأة بحماقتها الظروف المناسبة لهروب الرجال منها. في عقلها قالت أن الرجال حيوانات جنسية وتظاهرت بالملائكية. لقد قتلت في نفسها السبب الأهم لسعي الرجل إليها. إن كنتِ تعتقدين بأن الغريزة الجنسية عند الرجل نقص في تكوينه فإطمئني لن يقدم لك الكون من تعتقدين بأنه حيوان. الآن إجلسي في بيتك وإستمتعي بالملائكية الكاذبة.
أنا لا أنكر دور الحماقات الشعبية والموروث الإجتماعي السخيف الذي صنع من النساء راهبات في دير، فصارت المرأة تتخيل بأنها بحجابها وتزمتها وإنغلاق فكرها ستحصل على الزوج الصالح لكن خاب ظنها. الذين روجوا لهذة الخدعة فشلوا في تزويج بناتهم. أوهموهم أن الصلاة والعبادات وحدها تكفي للحصول على زوج، لم يخبروها أن أبوها تزوج أمها بسبب الجنس، وأن إمام المسجد الذي يروج للفضيلة والعفاف بين المسلمات لا يختلف عن الرجال الآخرين فهو يبحث عن المؤمنة الصالحة الطيبة العفيفة الشريفة شديدة الأنوثة فائقة الإغراء.
لقد قتلوا الأنوثة في المرأة بتعاليمهم الخرافية ورسموا لها صورة مزيفة للواقع لذلك هي تفشل في الإقتران بزوج، لأن الزوج العفيف الذي تنتظره إتضح أنه لا يختلف عن بقية الرجال رغم أنه يغض البصر بطريقة هزلية تضحك منها القرود.
مازال الوقت متاحا للكثيرات لتصحيح إعتقاداتهن عن الرجل ودور الجنس في حياته. عندما نصحح إعتقاداتنا تتغير النتائج التي نحصل عليها وأنا أدعو من تجدن في أنفسهن الكفاءة أن يبدأن بالعمل في هذا المجال لتثقيف المرأة بأنوثتها وتصحيح معتقداتها حول الرجال والحياة بشكل عام من خلال أخصائييات قادرات على فهم جوهر مشكلة المرأة في العالم العربي وخلق الحلول المناسبة من حيث العادات والتقاليد وأساليب التدين المنتشرة.
على المرأة أن تنشط في دعم ومساندة بنات جنسها لأنها الأقدر على هذة المهمة الصعبة.
ليست مهمة المرأة الخروج بحثا عن زوج لأنها بكل بساطة مهمة الرجل وما يجعل الرجل نشيطا في هذا الأمر هو الغريزة الجنسية التي غرسها الله فيه. هي التي تدفعه دفعا بحثا عن الأنثى التي ترضي غريزته وعندما يجدها يهدأ.