في كل يوم انت مدعو لتجد الله في نفسك

»  في كل يوم انت مدعو لتجد الله في نفسك
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 3 دقائق

من الأسئلة التي تراود الإنسان دائما، من أين جئنا ولماذا نحن في هذا الكون وإلى أين سنذهب، يكون الجواب عند أصحاب الديانات أن الله خلقنا ووضعنا في هذا الكون، فيكون السؤال مباشرة أين الله وكيف نعرف أنه فعلا موجود؟

لطالما استوقفتني هذه الآية في القرآن الكريم وشعرت بالراحة والطمئنينة.

"قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين (10) قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون (11) وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون (12)"

كيف يشك احدهم بوجود الله، وخلق الكون شاهد على وجوده؟ هذا ما اعتدنا سماعة دائما، لكن ماذا عن الدلائل الاخرى في الاية؟

أولا - يدعوكم ليغفر لكم، والمغفرة معناها اكمال النقص، نقص الانسان بوعيه وافكاره واخلاقه وحياته، واتباع اوامر الله والتوجهه له في كل مناحي الحياة يأخذ الإنسان في رحلته نحو الكمال، ولأن الثمار تدل على الشجرة، فدل إرتقاء الإنسان باتباع الخالق على وجوده.

ثانيا - يمن على من يشاء من عباده، الشواهد في التاريخ لوجود أشخاص مستنرين (الأنبياء والعظماء) الذين أثرو على حياة البشر ولا يزال تأثيرهم إلى يومنا وأكثرهم تأثيرا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعيسى بن مريم عليه السلام وبوذا وغيرهم، تأثيرهم المستمر دليل على أن مصدر طاقتهم هو مصدر وجود وطاقة هذا الكون، فيدل تأثيرهم في الناس الى يومنا على وجود من دعاهم وهداهم وأوصلهم لما وصلوا له من الوعي والتأثير

ثالثا - تريدون أن تصدونا عما كان يعبد أباؤنا ... مقابل... وعلى الله فليتوكل المؤمنون، حياة البشر عامة تدل على وجود الله فمن يصدق مع نفسه في كل أحواله خصوصا عندما يتعارض الصدق مع النفس والتزام الطريق الصحيح مع الموروث والعادات والمجتمع والناس ألخ، كل إنسان عنده المساحة ليتاكد من وجود الله، اذا كانت الظروف تدعوك لمضي يسارا وأحساسك في اعماق قلبك أن الطريق الصحيح هو يمينا، في هذه الحالات يكون الصدق مع النفس وعمل الصواب مهما صعبت الظروف من أصعب الامتحانات التي يمر بها الانسان إمتحانا وابتلاء لإيمانه، والإمتحان لا يكون سهلا أبدا فغالبا ما يظهر للإنسان أن حياته وحياة أقرانه تعتمد على قراره ويظهر له ان الطريق الخاطئ حسب إعتقاده اختيار ضروري حسب الظروف، هنا تظهر للإنسان فرصته ليستيقن بوجود الله في كل مرة يصدق مع نفسه ويتبع قلبه فيختار الصواب حتى لو خالف الضرورة، سيحصل على نتائج أفضل بكثير مما كان يتوقع، بينما في اختيار مخالفة الطريق الصحيح واتباع الضروره هنا اصبحت هنا اصبحت هذه الضرورة وثنا، وقد يحصل الانسان على نتائج جيدة ولكنها ستكون عادية جدا وقد تنقلب عليه الامور، أما اختيار الإنسان ترك هذا الوثن واختيار الله عندها فقط ياخذ فرصته ليصل الى درجة اعلى من اليقين، وكلما زاد اليقين في الله صلح حال الإنسان واقترب من حياة المستنيرين وأصبح مؤثرا فيمن حوله لأنه يقتبس من نور الله ومن الطاقة اللانهائية التي أودعها الله في هذا الكون ويمنحها فقط لمن يسلك طريق اليقين والصدق مع النفس

أخيرا، الإيمان بالله لا يعني ان نحفظ او نعرف أنه موجود فقط، إنما نشعر به في حياتنا في كل لحظة ونجده في كل ما هو حولنا في هذا الكون، إلى درجة أن حياتنا في هذا الكون تكاد تكون عبارة عن حوار بين أحدنا والله، من الأمثلة على هذا الحوار عندما ينوي الإنسان القيام بشيء إما سيجد التوفيق والتيسير أو يجد المعوقات، التيسير يدل على أن الله يؤيدنا أما المعوقات تعني أن الله يريد أن نصلح الفكرة او نراجع مشاعرنا، ثم لا نلبث بعد أن نضبط مشاعرنا وأفكارنا أن نجد أن الامور بدأت بالتحرك بالإتجاه الصحيح وتيسرت الأمور، هذا يحدث لنا سواء انتبهنا أم لم ننتبه، القانون الإلاهي يسري في الكون وينطبق سواء أدركناه أم لم ندركه، وهذا القانون لا ينحصر بأتباع دين معين، كل من يطبق القانون يحصل على النتيجة لأن الله وضع هذه السنة في الكون ولن تجد لسنته تحويلا وتبديلا.

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    في كل يوم انت مدعو لتجد الله في نفسك

    مدة القراءة: 3 دقائق

    من الأسئلة التي تراود الإنسان دائما، من أين جئنا ولماذا نحن في هذا الكون وإلى أين سنذهب، يكون الجواب عند أصحاب الديانات أن الله خلقنا ووضعنا في هذا الكون، فيكون السؤال مباشرة أين الله وكيف نعرف أنه فعلا موجود؟

    لطالما استوقفتني هذه الآية في القرآن الكريم وشعرت بالراحة والطمئنينة.

    "قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين (10) قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون (11) وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون (12)"

    كيف يشك احدهم بوجود الله، وخلق الكون شاهد على وجوده؟ هذا ما اعتدنا سماعة دائما، لكن ماذا عن الدلائل الاخرى في الاية؟

    أولا - يدعوكم ليغفر لكم، والمغفرة معناها اكمال النقص، نقص الانسان بوعيه وافكاره واخلاقه وحياته، واتباع اوامر الله والتوجهه له في كل مناحي الحياة يأخذ الإنسان في رحلته نحو الكمال، ولأن الثمار تدل على الشجرة، فدل إرتقاء الإنسان باتباع الخالق على وجوده.

    ثانيا - يمن على من يشاء من عباده، الشواهد في التاريخ لوجود أشخاص مستنرين (الأنبياء والعظماء) الذين أثرو على حياة البشر ولا يزال تأثيرهم إلى يومنا وأكثرهم تأثيرا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعيسى بن مريم عليه السلام وبوذا وغيرهم، تأثيرهم المستمر دليل على أن مصدر طاقتهم هو مصدر وجود وطاقة هذا الكون، فيدل تأثيرهم في الناس الى يومنا على وجود من دعاهم وهداهم وأوصلهم لما وصلوا له من الوعي والتأثير

    ثالثا - تريدون أن تصدونا عما كان يعبد أباؤنا ... مقابل... وعلى الله فليتوكل المؤمنون، حياة البشر عامة تدل على وجود الله فمن يصدق مع نفسه في كل أحواله خصوصا عندما يتعارض الصدق مع النفس والتزام الطريق الصحيح مع الموروث والعادات والمجتمع والناس ألخ، كل إنسان عنده المساحة ليتاكد من وجود الله، اذا كانت الظروف تدعوك لمضي يسارا وأحساسك في اعماق قلبك أن الطريق الصحيح هو يمينا، في هذه الحالات يكون الصدق مع النفس وعمل الصواب مهما صعبت الظروف من أصعب الامتحانات التي يمر بها الانسان إمتحانا وابتلاء لإيمانه، والإمتحان لا يكون سهلا أبدا فغالبا ما يظهر للإنسان أن حياته وحياة أقرانه تعتمد على قراره ويظهر له ان الطريق الخاطئ حسب إعتقاده اختيار ضروري حسب الظروف، هنا تظهر للإنسان فرصته ليستيقن بوجود الله في كل مرة يصدق مع نفسه ويتبع قلبه فيختار الصواب حتى لو خالف الضرورة، سيحصل على نتائج أفضل بكثير مما كان يتوقع، بينما في اختيار مخالفة الطريق الصحيح واتباع الضروره هنا اصبحت هنا اصبحت هذه الضرورة وثنا، وقد يحصل الانسان على نتائج جيدة ولكنها ستكون عادية جدا وقد تنقلب عليه الامور، أما اختيار الإنسان ترك هذا الوثن واختيار الله عندها فقط ياخذ فرصته ليصل الى درجة اعلى من اليقين، وكلما زاد اليقين في الله صلح حال الإنسان واقترب من حياة المستنيرين وأصبح مؤثرا فيمن حوله لأنه يقتبس من نور الله ومن الطاقة اللانهائية التي أودعها الله في هذا الكون ويمنحها فقط لمن يسلك طريق اليقين والصدق مع النفس

    أخيرا، الإيمان بالله لا يعني ان نحفظ او نعرف أنه موجود فقط، إنما نشعر به في حياتنا في كل لحظة ونجده في كل ما هو حولنا في هذا الكون، إلى درجة أن حياتنا في هذا الكون تكاد تكون عبارة عن حوار بين أحدنا والله، من الأمثلة على هذا الحوار عندما ينوي الإنسان القيام بشيء إما سيجد التوفيق والتيسير أو يجد المعوقات، التيسير يدل على أن الله يؤيدنا أما المعوقات تعني أن الله يريد أن نصلح الفكرة او نراجع مشاعرنا، ثم لا نلبث بعد أن نضبط مشاعرنا وأفكارنا أن نجد أن الامور بدأت بالتحرك بالإتجاه الصحيح وتيسرت الأمور، هذا يحدث لنا سواء انتبهنا أم لم ننتبه، القانون الإلاهي يسري في الكون وينطبق سواء أدركناه أم لم ندركه، وهذا القانون لا ينحصر بأتباع دين معين، كل من يطبق القانون يحصل على النتيجة لأن الله وضع هذه السنة في الكون ولن تجد لسنته تحويلا وتبديلا.

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين