مشكلتان تواجه أي إنسان هو التفكير السلبي الذي يسبب الإحباط و يمنع اي شخص من السعي لتحسين حياته و كثرة الأفكار الاي تعطلنا عن القيام بما نريده لأننا مشغولين بالتفكير و التحليل و التخطيط المستمر
في الحقيقة نحن لا نتخلص من الطاقة السلبية بالتخلص منها بل عبر استبدالها بمشاعر ايجابية
فمثلا عندما نشعر بالبرد فإن أول ما تريد القيام به هو اللجوء للدفء و عندها يختفي البرد و العكس صحيح
نفس الشي بالنسبة للانتقال من السلبية للايجابية
دعنا أولا نرى ما الذي يحدث معنا في كل مرة
أنت تفكر فكرة ، و من خلالها يتولد شعور ،يدفعك للتصرف وفقا لهذا الشعور و تلك النتيجة تثبت الفكرة التي فكرت فيها في البداية و تبدأ في تكرار ذلك النمط
هذه الدائرة المغلقة تحدث في الحالتين السلبية أو الإيجابية
و لذلك علينا أن ننتبه لنوعية الأفكار التي تدور في أذهاننا
و عادة ما تقع الأحداث لنفس الأشخاص لكن طريقة تعاملنا مع الاحداث يغير النتائج
مثلا تأخرت طائرة عن المواعيد لسبب ما
فتجد أحد المسافرين يسب و يلعن و يغضب بمجرد سماعه الخبر
و آخر يصيبه القلق و يظل ينظر لساعته كل خمس دقائق و يعذب العاملين في المطار بمجموعة اسئلته المتلاحقة
و آخر هادئ مسيطر على نفسه و قد وجد شيئا يفعله خلال ذلك الوقت و هو الآن يستمتع بوقته
الحدث وقع عليهم جميعا ، فالشخص الهادئ لن يصل إلى وجهته قبل الآخرين ، و لا أحد من الركاب المنزعجين سوف يصلون متأخرين أكثر من الشخص الهادئ
و واضح من هو الشخص المستفيد نفسيا و ذهنيا من هذا الموقف و عادة ما يمكنه ان يقلب الوضع لصالحه لأنه يفكر بطريقة ايجابية و فاعلة و لا يسمح بأن تؤثر عليه الأحداث بشكل سلبي
هناك من يعتقدون أن الشخص الايجابي هو شخص حالم بعيد عن الواقع و لا يريد مواجهته و يفضل أن يعيش في عالمه الوردي
و تجده يصرخ في وجهك بكل يأس "الا تعيش في هذا العالم؟"
و في حالتنا و في بلادي يرفقونها بجملة "إلا تعلم أن العيشة اي قطعة الخبز أصبحت بجنيه؟!
هذا شخص سمح لأشخاص متلاعبين في بعض الجهات الحكومية باصابته باليأس و هم الذين يريدونه هو أن يضعفوا إرادة الناس حتى لا يسعون للتغيير و يظلون بالتالي مسيطرين على الوضع
نحن نعيش في نفس العالم و نواجه تقريبا نفس التحديات فعلينا أن نتسلح بالموقف الإيجابي لأنه سيمكننا من التفكير في الحل
عملية التخلص من السلبية بسيطة كل ما عليك فعله هو التركيز على الأشياء الايجابية و بالتالي يتولد شعور ايجابي بداخلك و ستتصرف وفقا لذلك ، ابسط شي شعور الامتنان ،و البحث عن النعم اليومية و الدائمة ، فكرة اننا ما زلنا أحياء و مع كل نفس يدخل و يخرج هو فرصة جديدة و بداية موفقة
شي آخر يؤثر علينا هو الإفراط في التفكير ، هنالك كلمة كانت تقولها أمي كثيرا في صغرنا "دماغي عاملة زى الورشة" و هي فعلا تصبح كذلك لأن العقل يمتلئ بأفكار كثيرة اغلبها لا معنى له و كل ما تفعلها هذه الافكار هو ملئ عقلك و حشوه و ايهامه بأنه يقوم بمهام معقدة في حين أنه مشغول في توليد و إدارة فكرة بعد الأخرى
يصبح ذلك مشكلة عندما نجد أنفسنا غير قادرين على القيام باي شي لماذا؟ لأننا مشغولون بالتفكير
و هذه إحدى الخدع التي يمارسها عقلك على نفسه
و المحزن اننا لا نستطيع أن نشعر باللحظة الفعلية و وقتنا يمر في غفلة ما بين ما كان يفترض بنا فعله و ما حدث و ما يفترض به الحدوث و ما يجب علينا فعله و ننسى أن كل ما نملكه فعلا هو الآن
الحل في هذه الحالة هو تصفية الذهن من كل الأفكار و الدخول في حالة من الهدوء و السكينة و من هنا بإمكاننا أن نعيش اللحظة
هنالك عدة طرق لكن ساشارككم بطريقتي التي استخدمها فقد افادتني دوما في التخلص من الطاقة السلبية و من التفكير الزائد
إذا انتابتني اي مشاعر سلبية كل ما أفعله هو إغلاق عيني و أخذ نفس طويل ثم أخرجه بهدوء و أتخيل أنني انفث دخانا من المشاعر السلبية كالحزن و الغضب و الاحباط و الألم و غيره و أتخيل خلال ذلك مدى سميتها و أنا انفثها خارج جسمي و اتخيلها و هي تتبخر بعيدا و تختفي في الهواء
ثم ابدا في البحث عن ذكرى جميلة حدثت لي سابقا و أتخيل حدوثها الآن او شي جميل أفكر في القيام به
نفس الشي مع زحمة التفكير و عندما أدرك أنني افرطت في التحليل و التفكير و انتبه لمدى تفاهة الأفكار التي تسبب لي القلق أتخيل بالونا صغيرا
اغمض عيني و أخذ نفسا عميقا و أقوم بنفخه و مع الهواء تخرج كل الأفكار الغبية التي سببت لي القلق و تبدأ بملئ البالون و يبدأ البالون في الارتفاع و أتركه يطير و بما انه ثقيل نوعا ما أقوم بدفعه قليلا بأطراف أصابعي ليطير حاملا كل الأفكار و يختفي أيضا في السماء
ستشعر / تشعرين بعدها بالارتياح