بالنظر إلى حال الناس وتعريفاتهم للصواب والخطأ، تشعر وأن هناك خلل في الخلق. السلوك البشري خصوصا بالنسبة للمتدينين منهم يوحي بأن هناك خلل في الخلق تداركه الله فيما بعد عن طريق الأديان. هناك إعتراض واضح على شكل المرأة خصوصا. تحولت إلى عورة في نظر الرجال فكل شيء فيها خطأ في أعين البعض. وجهها، صوتها، إنحاناءات جسدها، إبتسامتها، مشيتها، وظيفتها في الحياة قد تم تحريمها وتجريمها وبالتالي تغطيتها والتعتيم عليها وإعتبارها فتنة وعورة يجب سترها وإخفائها عن الأنظار.
هذا يعني أن الله قد خلق كائنا غير صالح للحياة. ما هذا المخلوق الذي له جسد لكن عليه أن يخفيه، وصوت يجب أن يكتمه، ووظيفة في الحياة تؤدي إلى سجنه في البيت؟ الغريب في الأمر أن الكائن المنافس لا دور واضح له إلا القيام بعملية التلقيح من أجل التكاثر التي ستنتج المزيد من المخلوقات التي بدورها ستقوم بنفس العملية إلى ما لا نهاية. إنها حياة بائسة تلك التي يحياها البشر. لا يوجد تفسير منطقي للسبب الذي جعل الله يخلق مخلوق فيه كل العيوب التي توجب إخفاءه بينما هناك مخلوق آخر يستطيع الحركة ولا يعيبه شيء أبدا.
إنها حماقة البشر عندما إعتقدوا أن المرأة كائن مختل فإخترعوا معتقدات غريبة تؤصل الفكرة وعاشوا بها رغم ما تسببه لهم من آلام وأحزان يقضون حياتهم في محاولة إصلاحها دون فائدة. لا يوجد خطأ في خلق الله وإنما الخطأ في البشر عندما كذبوا وإدعوا أن المرأة عورة وعار وبداية الخطيئة. الخطيئة ليست في المرأة وإنما هي في الرجل. فشل الرجل فشلا ذريعا في كبح جماح غريزته مما أدى إلى إنحراف أخلاقه ونظرته للمرأة التي صممها الله ولم يخطىء أبدا في تصميمها لا في شكلها ولا وظيفتها. وعندما ضل الناس ضلالا بعيدا بعث الله الأنبياء والرسل ليس ليغطوا المرأة وإنما ليصححوا إنحراف الرجال.
لا خطأ في المرأة كما هي لأن الله قد خلقها فأحسن خلقها وجعلها جاذبة للرجل لتتم عملية التزاوج بينهما بشكل طبيعي وتنتج المزيد من البشر حفظا للنوع. الوضع الصحيح للمرأة هو أن تتصرف على طبيعتها في كل مكان فلا تبالغ هي في التعري والإغراء ولا ينساق الرجل بكل غريزته بلا عقل. العقل هو الأساس لا السجن. عندما نسجن المرأة في بيتها أو نغطيها ونعدها عورة فإننا نعلن بأننا بلا عقل يتحكم في سلوكنا وتصرفاتنا وردود أفعالنا. فالصحيح أن المرأة كائن سليم التكوين والخلق لا يعيبه شيء، تمشي وتتحرك بكامل حريتها وإرادتها وعلى الرجل حمايتها والتأكد بأنها في أمان ولذلك هو أقوى منها جسديا وأقل منها تحسسا. دور الرجل في المجتمع هو حماية المرأة مهما كانت تلك المرأة بغض النظر عن قرابته منها من عدمها. من المفروض أن المرأة تشعر بالأمان التام عندما ترى رجلا في الشارع لا أن تشعر بالتهديد.
في المجتمع الطبيعي دور المرأة القيام بوظائفها الطبيعية والتحرك بحرية تحت حماية الرجل. أي رجل وليس بالضرورة أن يكون أحد أقربائها. بما أنها مرأة فهي طبيعيا تحت حماية الرجال في المجتمع. ما يحدث الآن هو العكس تماما إذ تحول المدافع إلى عدو مهاجم يعتدي بالنظرة واللفظ والجسد. هل هذا ما أراده الله للناس؟ لا أعتقد ولكن عندما غابت الأخلاق غابت معها الرجولة وبغياب الرجولة تفككت المجتمعات وتشرذمت فبعث الله الرسل ليعيدون بناء أخلاق المجتمع وحتى هذا لم يفلح. فعوضا أن يصلح الرجال أخلاقهم قاموا بتغطية المرأة وإلباسها رداء العار ثم سجنوها في دارها ثم قالوا إن الله أمرنا بهذا. كل ما نراه الآن من ظلم للمرأة ليس لعيب فيها أو في تكوينها وإنما لإنعدام أخلاق الرجال. ضاعت الأخلاق فضاعت المجتمعات.
أصلح أخلاقك وكن حاميا للمرأة ومدافعا عنها وقم بدورك الحقيقي الذي خلقت من أجله وسترى أنه لا خطأ في الخلق وأن الله لم يخلق المرأة كما هي لإشباع رغباتك وإرضاء نزواتك. توقف عن التحرش بها وهي في الطريق وعاملها بإحترام. أمن لها الطريق لتمشي فيه بسلام. هذا هو دورك وهذة هي مهمتك في الحياة وعندما تفعل هذا ستظهر لك من بين النساء تلك التي تسعدك وتغنيك عن كل نساء الأرض. المرأة المناسبة لا تظهر للرجل المنحرف وإنما ظهورها يعتمد على ما يحمله الرجل من أخلاق وتطهر روحي وكبح لجماح نزواته. إنها هدية الله لك على قيامك بدورك في المجتمع. إجعل الطريق آمنا لكل النساء.