لماذا شنقوا لعبتي ؟!

»  لماذا شنقوا لعبتي ؟!
مدة القراءة: 5 دقائق

ضحكت كثيراً جداً في الوعي و بعد موجة بكاء حادة و مفاجئة لنفسي مع نفسي و ذلك كان بعد انتهاء جلسة لي للتحرر باحثة فيها عن حقيقة نار تشتعل في جسدي في الشتاء و الصيف و في كل الفصول دون علة يعرفها الأطباء . و يعرفها اللاواعي جيدا جدا و يخفيها عني لسنوات طويلة ليظن أنه يحميني منها .. بينما هو يهلك جسدي ..
حتى التقيت بصديق ماستر ريكي اسمه اياد ربايعة في مركز كوزمك في عمان و تحدثنا عن كثير من الامور التدريبة والاستشارات في علوم الطاقة و عمق النفس , حتى تطرقت لموضوع صحتي المتعبة دون علة طبية .رغم محاولاتي الجادة مع نفسي ولكن الحجام لابد لمن يحجمه . فاقترح علي بأن نعمل معا جلسة تأمل عميقة فوافقته و كانت الجلسة تعود لسنوات العمر الماضي جميعها .. فمثلنا العمر في نفق طويل والسنوات أبواب على يمين النفق كل باب يمثل سنة .و عندما بدأت أسير في النفق بدأ لهيب من نار يشتعل في نفق عمري يجعلني لا أقوى على اختراق النار للمضي داخل النفق لأبحث عما جرى في إحدى السنوات لعلي أجد شيئاً .. بقيت صامدة في النفق و أمام النار و بقيت أسير متجاوزة كل الاعمار حتى وصلت سن الرابعة من عمري فوقفت بجانب الباب الذي يمثل الرابعة أو الخامسة من عمري حتى رسوت على سن الرابعة فخرجت منه نارا أوقعتني أرضا " هذه الوصف في بحر اللاواعي " وقفت و حاولت فتح الباب مع دعم الماستر اياد لي بالتقدم وبنور الله و وقته وحده ففتحت الباب و وقفت في وجه اللهب حتى اختفى لأدخل في غرفة أذهلني ما رأيت فيها فإذا هي كالقبر تماما مليئة بالمشانق المعلقة و فيها نافذة كنوافذ السجن ينفذ منه نور قوي .. مازلت مذهولة مما أرى و استمريت حتى أبحث عن طاولة فوقها شاشة تلفاز وازرار للتشغيل فأخبرني ماستر اياد إن كنت مستعدة لأضغط زر التشغيل لأرى ما يخبئه لي عام الاربع سنوات ذي النار المشتعلة و المشانق المعلقة فضغطت الزر و بدأ العرض . هنا كانت مفاجئتي فالصورة التي ظهرت لي هي لعبتي و أنا في هذ العمر و التي كانت رفيقتي و صديقتي تحدثني و أحدثها و تنام بجانبي كل يوم .. و في صبيحة يوم استيقظت من النوم فلم أجدها بجانبي قمت فزعة بالبحث عنها فلم أجدها حتى تعبت من البحث حتى وقعت عيني على نافذة كبيرة في بيتنا و يقابلها بيت لجيراننا و بيننا شارع فقط فأرى لعبتي مشنوقة و معلقة على جدار بيتهم العالي ... نعم تذكرت وقوع هكذا شيء و لكنني لم أفكر أنني سأذهل من كم الحزن الذي أصابني وقتها ..

لعبتي المشنوقة أراها في الشاشة دموعي بدأت تنهمر دون وعي مني .. أنا الان سأتمم الأربعين عام و أبكي بحرقة على لعبتي في عمر الأربع سنوات .. الصورة مصرة أن تجعلني أركز . دميتي المشنوقة و غادة الصغير صامتة تفتح عيونها و فمها مشدوهة بما ترى دققت أكثر في الصورة فغادة الصغيرة ترى نفسها المشنوقة و تتسائل بذهول لماذا شنقوا لعبتي ؟ لماذا شنقوني ؟ ألم يعلموا أنها أنا ؟ ألم يعلموا أنها الملجأ الوحيد لي لأشكو له لأحدثه في وقت كانت والدتي دائما مشغولة بوالدي المريض و اخوتي الذكور الذين شنقوا لعبتي وهم أكبر مني سناً .. هم كانوا يمرحون معي لايعرفون انهم قتلوني أنا .. نظرت الى غادة الصغيرة وكيف فكرت وشعرت وقتها .. في القهر في الألم و الشعور القوي بالظلم والأكثر منه الشعور الكبير بالعجز و قلة الحيلة ...
كيف أدافع عن نفسي كيف أحمي نفسي ... تفاجئت أن كل هذا داخل لاوعي و مازالت عيوني تبكي لوحدها و نفسي عالقة هناك .. نبهني اياد أن حلي الموقف ساعدي طفلتك على الخروج من صدمتها امام النافذة ..احترت قليلا ثم لم استطيع ان أقول لها إلا سامحيني بحرقة لم استطع حمايتك و لا حماية لعبتك أو اابنتك أو لا اعرف أو بالاحرى أنت و فقط أنت .
لا أستطيع أن أكذب و أجمل لها الحقيقة نعم كنت عاجزة وقتها ... هل تعرفون ؟ طفلتي الصغيرة لم ترضى عني .. حتى حللت مشنقة لعبتها و احضرتها لها و احتضنتها .. حيث في الماضي لم تجد غادة الصغيرة من يفك مشنقة لعبتها بل بقيت معلقة حتى تآكلت مع المطر و الاخوة يضحكون عليها .. و هي تراقب ضحكاتهم الساخرة بصمت غريب وتساؤلات أعمق .
بعد أن حللت مشنقة لعبتها حلت كل المشانق في تلك الغرفة أي في ذلك العام و انطفات النار التي في النفق و سعدت طفلتي و ارتاحت و ابتسمت .
هذه حقيقة و ليست خيال .. تذكرت لا حقا و بعد فترة من هذه الحادثة أن شبح تلك اللعبة بقي يلاحقني لفترة من الزمن .. يا للهول كم هم مغيبين عائلاتنا عنا ..
هل تعلمون هذه الحادثة كيف غيرت تركيبتي بالكامل و كانت الرغبة العارمة لي بأن أكبر بأقصى سرعة ممكنة حتى أحسن الدفاع عن نفسي و أحصنها بكل ما أوتيت من قوة .. و فعلا كان بلوغي في التاسعة من عمري و ليس كمعظم الفتيات تبكي من شيء مخيف جديد بل فرحت جدا فأنا أكبر ..واستعد لنزال كل من سيحاول شنق أحلامي و التعدي على حرمة ما أملك . فكبر جسدي وطولي في وقت قياسي وهذا حقيقي وطقلتي الداخلية لم تشبع من اللعب فقد كبر جسدي و تحتم على سجاني أن عليك ارتداء لباس معينة وحركات معينة فلم تعودي طفلة فقد كبرت على اللعب و طفلتي تإن بداخلي .
و عرفت الإجابة عن سؤال كبير جدا راودني في السنين الماضية و بلا وعي مني انني كلما أسال عن عمري أزيده عام أو عامين دون أن أعلم و عندما انتبه كنت استغرب لماذا و هو عكس ما تفعله السيدات ينقصن من أعمارهن كثيرا .لعلمي أنني كلما كنت أكبر كلما كنت حرة أكثر و أكثر قوة .
طبعا طفلتي الان تضحك كثيرا .. و أنا أضحك أكثر لعبتي كان اسمها لولو تحررت و تحررت معها . ولطالما كانت طفلتي قوية تريد ان تخرج فغادة منذ زمن تركض وتضحك وتلعب غير آبهة بأحد لانها أصبحت طفلة كبيرة لا يجروء أحد على تحديد حركتها البريئة والجميلة ..فقط كان لابد من فك آخر مشنقة من مشانق الطفولة .. لعبتي البريئة ..
ترى هل ستعوا معنى قصتي والهدف منها ؟
هل تعرفوا لماذا شنقوا لعبتي ؟ و هل ستلهمكم هذه القصة شيئا ما ؟
الاطفال .. الأبوين ... الاخوة ., العائلة ..وووو وعي الطفولة ووعي النفس العميقة جدا
عيشها صح
غادة حمد
هذه لعبتي الجميلة لولو .. والجديدة هههههه

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

ما رأيك في الموضوع؟

التعليق والحوار

@peepso_user_5101(selma guira)
عميقة
انا عندي حنين للطفولة اريد ان العب كمان كنت العب وأنا طفلة و لم أجد بعد من يعاملني كطفلة
  • Weight loss product
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    لماذا شنقوا لعبتي ؟!

    مدة القراءة: 5 دقائق

    ضحكت كثيراً جداً في الوعي و بعد موجة بكاء حادة و مفاجئة لنفسي مع نفسي و ذلك كان بعد انتهاء جلسة لي للتحرر باحثة فيها عن حقيقة نار تشتعل في جسدي في الشتاء و الصيف و في كل الفصول دون علة يعرفها الأطباء . و يعرفها اللاواعي جيدا جدا و يخفيها عني لسنوات طويلة ليظن أنه يحميني منها .. بينما هو يهلك جسدي ..
    حتى التقيت بصديق ماستر ريكي اسمه اياد ربايعة في مركز كوزمك في عمان و تحدثنا عن كثير من الامور التدريبة والاستشارات في علوم الطاقة و عمق النفس , حتى تطرقت لموضوع صحتي المتعبة دون علة طبية .رغم محاولاتي الجادة مع نفسي ولكن الحجام لابد لمن يحجمه . فاقترح علي بأن نعمل معا جلسة تأمل عميقة فوافقته و كانت الجلسة تعود لسنوات العمر الماضي جميعها .. فمثلنا العمر في نفق طويل والسنوات أبواب على يمين النفق كل باب يمثل سنة .و عندما بدأت أسير في النفق بدأ لهيب من نار يشتعل في نفق عمري يجعلني لا أقوى على اختراق النار للمضي داخل النفق لأبحث عما جرى في إحدى السنوات لعلي أجد شيئاً .. بقيت صامدة في النفق و أمام النار و بقيت أسير متجاوزة كل الاعمار حتى وصلت سن الرابعة من عمري فوقفت بجانب الباب الذي يمثل الرابعة أو الخامسة من عمري حتى رسوت على سن الرابعة فخرجت منه نارا أوقعتني أرضا " هذه الوصف في بحر اللاواعي " وقفت و حاولت فتح الباب مع دعم الماستر اياد لي بالتقدم وبنور الله و وقته وحده ففتحت الباب و وقفت في وجه اللهب حتى اختفى لأدخل في غرفة أذهلني ما رأيت فيها فإذا هي كالقبر تماما مليئة بالمشانق المعلقة و فيها نافذة كنوافذ السجن ينفذ منه نور قوي .. مازلت مذهولة مما أرى و استمريت حتى أبحث عن طاولة فوقها شاشة تلفاز وازرار للتشغيل فأخبرني ماستر اياد إن كنت مستعدة لأضغط زر التشغيل لأرى ما يخبئه لي عام الاربع سنوات ذي النار المشتعلة و المشانق المعلقة فضغطت الزر و بدأ العرض . هنا كانت مفاجئتي فالصورة التي ظهرت لي هي لعبتي و أنا في هذ العمر و التي كانت رفيقتي و صديقتي تحدثني و أحدثها و تنام بجانبي كل يوم .. و في صبيحة يوم استيقظت من النوم فلم أجدها بجانبي قمت فزعة بالبحث عنها فلم أجدها حتى تعبت من البحث حتى وقعت عيني على نافذة كبيرة في بيتنا و يقابلها بيت لجيراننا و بيننا شارع فقط فأرى لعبتي مشنوقة و معلقة على جدار بيتهم العالي ... نعم تذكرت وقوع هكذا شيء و لكنني لم أفكر أنني سأذهل من كم الحزن الذي أصابني وقتها ..

    لعبتي المشنوقة أراها في الشاشة دموعي بدأت تنهمر دون وعي مني .. أنا الان سأتمم الأربعين عام و أبكي بحرقة على لعبتي في عمر الأربع سنوات .. الصورة مصرة أن تجعلني أركز . دميتي المشنوقة و غادة الصغير صامتة تفتح عيونها و فمها مشدوهة بما ترى دققت أكثر في الصورة فغادة الصغيرة ترى نفسها المشنوقة و تتسائل بذهول لماذا شنقوا لعبتي ؟ لماذا شنقوني ؟ ألم يعلموا أنها أنا ؟ ألم يعلموا أنها الملجأ الوحيد لي لأشكو له لأحدثه في وقت كانت والدتي دائما مشغولة بوالدي المريض و اخوتي الذكور الذين شنقوا لعبتي وهم أكبر مني سناً .. هم كانوا يمرحون معي لايعرفون انهم قتلوني أنا .. نظرت الى غادة الصغيرة وكيف فكرت وشعرت وقتها .. في القهر في الألم و الشعور القوي بالظلم والأكثر منه الشعور الكبير بالعجز و قلة الحيلة ...
    كيف أدافع عن نفسي كيف أحمي نفسي ... تفاجئت أن كل هذا داخل لاوعي و مازالت عيوني تبكي لوحدها و نفسي عالقة هناك .. نبهني اياد أن حلي الموقف ساعدي طفلتك على الخروج من صدمتها امام النافذة ..احترت قليلا ثم لم استطيع ان أقول لها إلا سامحيني بحرقة لم استطع حمايتك و لا حماية لعبتك أو اابنتك أو لا اعرف أو بالاحرى أنت و فقط أنت .
    لا أستطيع أن أكذب و أجمل لها الحقيقة نعم كنت عاجزة وقتها ... هل تعرفون ؟ طفلتي الصغيرة لم ترضى عني .. حتى حللت مشنقة لعبتها و احضرتها لها و احتضنتها .. حيث في الماضي لم تجد غادة الصغيرة من يفك مشنقة لعبتها بل بقيت معلقة حتى تآكلت مع المطر و الاخوة يضحكون عليها .. و هي تراقب ضحكاتهم الساخرة بصمت غريب وتساؤلات أعمق .
    بعد أن حللت مشنقة لعبتها حلت كل المشانق في تلك الغرفة أي في ذلك العام و انطفات النار التي في النفق و سعدت طفلتي و ارتاحت و ابتسمت .
    هذه حقيقة و ليست خيال .. تذكرت لا حقا و بعد فترة من هذه الحادثة أن شبح تلك اللعبة بقي يلاحقني لفترة من الزمن .. يا للهول كم هم مغيبين عائلاتنا عنا ..
    هل تعلمون هذه الحادثة كيف غيرت تركيبتي بالكامل و كانت الرغبة العارمة لي بأن أكبر بأقصى سرعة ممكنة حتى أحسن الدفاع عن نفسي و أحصنها بكل ما أوتيت من قوة .. و فعلا كان بلوغي في التاسعة من عمري و ليس كمعظم الفتيات تبكي من شيء مخيف جديد بل فرحت جدا فأنا أكبر ..واستعد لنزال كل من سيحاول شنق أحلامي و التعدي على حرمة ما أملك . فكبر جسدي وطولي في وقت قياسي وهذا حقيقي وطقلتي الداخلية لم تشبع من اللعب فقد كبر جسدي و تحتم على سجاني أن عليك ارتداء لباس معينة وحركات معينة فلم تعودي طفلة فقد كبرت على اللعب و طفلتي تإن بداخلي .
    و عرفت الإجابة عن سؤال كبير جدا راودني في السنين الماضية و بلا وعي مني انني كلما أسال عن عمري أزيده عام أو عامين دون أن أعلم و عندما انتبه كنت استغرب لماذا و هو عكس ما تفعله السيدات ينقصن من أعمارهن كثيرا .لعلمي أنني كلما كنت أكبر كلما كنت حرة أكثر و أكثر قوة .
    طبعا طفلتي الان تضحك كثيرا .. و أنا أضحك أكثر لعبتي كان اسمها لولو تحررت و تحررت معها . ولطالما كانت طفلتي قوية تريد ان تخرج فغادة منذ زمن تركض وتضحك وتلعب غير آبهة بأحد لانها أصبحت طفلة كبيرة لا يجروء أحد على تحديد حركتها البريئة والجميلة ..فقط كان لابد من فك آخر مشنقة من مشانق الطفولة .. لعبتي البريئة ..
    ترى هل ستعوا معنى قصتي والهدف منها ؟
    هل تعرفوا لماذا شنقوا لعبتي ؟ و هل ستلهمكم هذه القصة شيئا ما ؟
    الاطفال .. الأبوين ... الاخوة ., العائلة ..وووو وعي الطفولة ووعي النفس العميقة جدا
    عيشها صح
    غادة حمد
    هذه لعبتي الجميلة لولو .. والجديدة هههههه

    إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين