ما الفرق ؟؟

»  ما الفرق ؟؟
مدة القراءة: 3 دقائق

ما الفرق بين المنتحر والمضحي ؟؟
المنتحر : شخص لم يعد يرى خيارات تخرجه من وضعه الحالي
المضحي : شخص لم يعد يرى خيارات غير وضعه الحالي
المنتحر : قرر مواجهة المعاناه بخيار الانتحار
المضحي : قرر عدم مواجهة المعاناه فرضي بها
المنتحر : اختار حلا ليس له طابع شرعي يؤيده
المضحي : اختار حلا يظن أن له طابع شرعي يؤيده
المنتحر : مات موتا سريعا
المضحي : يموت كل يوم دون موت
هل تجدون فرق بين الخيارين ففي الحالتين موت والأولى أهون من الثانية ..هل تظنون أن من زرع فكرة التضحية من أجل الآخر أراد بنا الخير بحسن نية أو سوء نية ومهما كانت ..تلك الفكرة العقيمة التي أنتجت جيلا عاجزا عن قول كلمة لا في وجه من يمتص عافيته وماله وعطفة وكل طاقاته فداء للشعارات الكاذبة .من الاخوة والأمومة والبنوة و التكافل الاجتماعي والذي لا ينتج الا أناس عاجزين معطلين طاقاتهم و مستغلين لطاقات من لهم طاقة للحياه تسري في عروقهم ليمتصوها . باسم تلك الأوهام لجني الحسنات العظام ..
تلك الفكرة بالتحديد استهدفت المرأة بالدرجة الاولى لينقلب السحر على الساحر وتبدأ المرأة بزراعتها في أذهان أولادها ذكوراً كانوا أو إناث ..
فكان على المرأة في سبيل التضحية أن تعيش مع رجل ظالم مضحية بنفسها في سبيل أولادها و الذين ستعلمهم أن يفنوا أنفسهم في سبيلها أو سبل من يعتقدون أنه ضحى لأجلهم بسعادته و ماله و عمره كله ..فيأتي الإبن ليضيق عيش بيته في سبيل رفاهية و الديه و إخوته أو يضحي الإبن الأكبر بتعليمه لأجل أخوته الصغار ..أو يتنازل عن محبوبته لأن والديه غير موافقين عليها و ضحوا من أجله فعليه أن يرد لهم الجميل فيضحي بنفسه هو أيضا وبمحبوبته . لتتوالى سلسلة القتل البطيء للنفوس و تتسع دائرة المعاناه الصامتة .
تلك الفكرة من أقوى الأفكار المسمومة التي دست بالعسل و تشربت بها نفوس البشر لحلاوة مذاقها الخارجي الذي يظهر في بداية تذوقه من إطراء و تبجيل مؤقت ليبدأ السم يتسلل للنفس فيقتلها رويدا رويدا عبر سلسلة الألم العميق الذي يدفعه الشخص ثمناً باهضاً لرد تضحية الآخر و خوفا من اتهامه بالنكران و الفجور وضياع الأجر المزعوم .

يقول الله في سورة النساء تحديداً " و لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما " آية 29... من يفسر القتل فقط بالموت الفعلي فهو واهم ..قتل النفس للأحياء بجعلها تتنازل عما تريده من أجل الآخر أشد قتلاً من القتل نفسه .فالمرأة التي قتلت نفسها مع رجل لا يقدرها أوقفت رحمة الله عليها و بها لذلك انظر الى النساء الذين صبرن على أزواج غير صالحين أين ذهبت بهم الأحوال من مرض و عجز و بؤس الحال تنتظر رحمة لن تراها فهي من أقفلت باب الرحمة الإلهية بها و اغلقت باب الخيارات في وجه نفسها . فهي قاتلة من الدرجة الأولى قتلت نفسها و مع سبق الإصرار والترصد .ولا تستحق رحمة الله عليها قبل أن ترحم هي نفسها .

كل من يتنازل عن شيء يؤذي نفسه و يقتلها لأجل الآخر هو قاتل من الدرجة الأولى .تأمل في الناس الأكثر قسوة هم من قتلوا انفسهم من أجل الآخر .. أنظر لعلاقة المرأة المضحية بزوجة ابنها و قسوتها و غلها الذي تظهره بكل الطرق المبطنة بالحق المزعوم الذي قدمته من أجل ولدها . تلك النتيجة الطبيعية للمضحين يصبحوا أكثر الناس شكوى وتململا وتمنناً على الآخرين أو عديمي الرحمة عليهم .يودون اهتمام الكون بهم أو يريدون عقاب الكل .

الغوا هذا المصطلح من حياتكم فليس له أصل ..لا تتنازل لأحد عما تريده نفسك .لا تدفع ثمن لتضحيات أحد فذلك خياره قدم ما تقدر عليه فقط و تستطيعه .. فلن يرضى عليك أحد مهما قدمت له و أنت تؤذي نفسك فهذا يعني كونياً أنك غير مهم فستكون غير مهم .. إرضي نفسك و إلهك الذي تعبده حتى تشملك رحمته .. وفرق بين داء التضحية و دواء العطاء ...

غادة حمد ..عيشها صح

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

ما رأيك في الموضوع؟

التعليق والحوار

لا تعليقات حتى الآن
  • Weight loss product
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    ما الفرق ؟؟

    مدة القراءة: 3 دقائق

    ما الفرق بين المنتحر والمضحي ؟؟
    المنتحر : شخص لم يعد يرى خيارات تخرجه من وضعه الحالي
    المضحي : شخص لم يعد يرى خيارات غير وضعه الحالي
    المنتحر : قرر مواجهة المعاناه بخيار الانتحار
    المضحي : قرر عدم مواجهة المعاناه فرضي بها
    المنتحر : اختار حلا ليس له طابع شرعي يؤيده
    المضحي : اختار حلا يظن أن له طابع شرعي يؤيده
    المنتحر : مات موتا سريعا
    المضحي : يموت كل يوم دون موت
    هل تجدون فرق بين الخيارين ففي الحالتين موت والأولى أهون من الثانية ..هل تظنون أن من زرع فكرة التضحية من أجل الآخر أراد بنا الخير بحسن نية أو سوء نية ومهما كانت ..تلك الفكرة العقيمة التي أنتجت جيلا عاجزا عن قول كلمة لا في وجه من يمتص عافيته وماله وعطفة وكل طاقاته فداء للشعارات الكاذبة .من الاخوة والأمومة والبنوة و التكافل الاجتماعي والذي لا ينتج الا أناس عاجزين معطلين طاقاتهم و مستغلين لطاقات من لهم طاقة للحياه تسري في عروقهم ليمتصوها . باسم تلك الأوهام لجني الحسنات العظام ..
    تلك الفكرة بالتحديد استهدفت المرأة بالدرجة الاولى لينقلب السحر على الساحر وتبدأ المرأة بزراعتها في أذهان أولادها ذكوراً كانوا أو إناث ..
    فكان على المرأة في سبيل التضحية أن تعيش مع رجل ظالم مضحية بنفسها في سبيل أولادها و الذين ستعلمهم أن يفنوا أنفسهم في سبيلها أو سبل من يعتقدون أنه ضحى لأجلهم بسعادته و ماله و عمره كله ..فيأتي الإبن ليضيق عيش بيته في سبيل رفاهية و الديه و إخوته أو يضحي الإبن الأكبر بتعليمه لأجل أخوته الصغار ..أو يتنازل عن محبوبته لأن والديه غير موافقين عليها و ضحوا من أجله فعليه أن يرد لهم الجميل فيضحي بنفسه هو أيضا وبمحبوبته . لتتوالى سلسلة القتل البطيء للنفوس و تتسع دائرة المعاناه الصامتة .
    تلك الفكرة من أقوى الأفكار المسمومة التي دست بالعسل و تشربت بها نفوس البشر لحلاوة مذاقها الخارجي الذي يظهر في بداية تذوقه من إطراء و تبجيل مؤقت ليبدأ السم يتسلل للنفس فيقتلها رويدا رويدا عبر سلسلة الألم العميق الذي يدفعه الشخص ثمناً باهضاً لرد تضحية الآخر و خوفا من اتهامه بالنكران و الفجور وضياع الأجر المزعوم .

    يقول الله في سورة النساء تحديداً " و لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما " آية 29... من يفسر القتل فقط بالموت الفعلي فهو واهم ..قتل النفس للأحياء بجعلها تتنازل عما تريده من أجل الآخر أشد قتلاً من القتل نفسه .فالمرأة التي قتلت نفسها مع رجل لا يقدرها أوقفت رحمة الله عليها و بها لذلك انظر الى النساء الذين صبرن على أزواج غير صالحين أين ذهبت بهم الأحوال من مرض و عجز و بؤس الحال تنتظر رحمة لن تراها فهي من أقفلت باب الرحمة الإلهية بها و اغلقت باب الخيارات في وجه نفسها . فهي قاتلة من الدرجة الأولى قتلت نفسها و مع سبق الإصرار والترصد .ولا تستحق رحمة الله عليها قبل أن ترحم هي نفسها .

    كل من يتنازل عن شيء يؤذي نفسه و يقتلها لأجل الآخر هو قاتل من الدرجة الأولى .تأمل في الناس الأكثر قسوة هم من قتلوا انفسهم من أجل الآخر .. أنظر لعلاقة المرأة المضحية بزوجة ابنها و قسوتها و غلها الذي تظهره بكل الطرق المبطنة بالحق المزعوم الذي قدمته من أجل ولدها . تلك النتيجة الطبيعية للمضحين يصبحوا أكثر الناس شكوى وتململا وتمنناً على الآخرين أو عديمي الرحمة عليهم .يودون اهتمام الكون بهم أو يريدون عقاب الكل .

    الغوا هذا المصطلح من حياتكم فليس له أصل ..لا تتنازل لأحد عما تريده نفسك .لا تدفع ثمن لتضحيات أحد فذلك خياره قدم ما تقدر عليه فقط و تستطيعه .. فلن يرضى عليك أحد مهما قدمت له و أنت تؤذي نفسك فهذا يعني كونياً أنك غير مهم فستكون غير مهم .. إرضي نفسك و إلهك الذي تعبده حتى تشملك رحمته .. وفرق بين داء التضحية و دواء العطاء ...

    غادة حمد ..عيشها صح

    إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين