قراراتك أوصلتك لما أنت فيه
كفرك و استعجالك و اتباع شهواتك و تفاهتك و كسلك و خوفك و ارضاء أهوائك و أهواء غيرك أوصلك لما أنت فيه
السيئة التي تمر بها و التي تسبب لك ألما في نفسك و جسدك و حركتك هي نتاج نفسك و نتاج ما كسبته يديك
ليس الناس سبب و لا دول العالم السبب و لا بيئتك السبب
السبب نابع من نفسك (معتقداتك التي تؤمن بها)
و نابع من ما كسبته يديك (نفقاتك تجمعاتك حركتك كلماتك)
السؤال هنا هو "هل يمكنك الخروج من تلك السيئة؟ هل ستخرج إلى النور؟"
ما دمت في الدنيا فهذا ممكن
فرعون كان سيخرج لو اعترف
و قوم لوط كانوا سيخرجون لو اعترفوا
كل من أهلكهم الله و جعل حياتهم عبرة كانوا سيخرجون لو اعترفوا
و لكن هل نفسك متواضعة لتعترف؟
هل تستطيع أن تنسى ما كسبته يديك و تبدأ صفحة جديدة بنفسية جديدة و أعمال جديدة؟
هل تؤمن بأن الله قادر على إزالة تلك السيئة من حياتك مهما كبرت و أفسدت كل تفاصيل حياتك؟
الإعتراف هو بداية التوبة
و التوبة هي نعمة الله التي يخرج بها الناس من الظلمات إلى النور من السيئة إلى الحسنة
لا أعرف حياتك الآن
و لا أعرف قصتك
و لا أعرف ما تفكر فيه و ما تشعر به
و لا أعرف حجم الضغط و المسؤوليات التي تحملها على عاتقك
و لكن أعرف أن اعترافك الصادق لله بينك و بين نفسك هو ضمانك لنجاة
لا شيء في عالمك سيفوق قدرة الله على إخراجك من ما تعانيه الآن
قوتك التي لا يستطيع أن يزيلها أحد تكمن في اعترافك الصادق
اعترف بأنك لم تكن مؤمنا حقا بخالقك بل كنت مؤمن بنفسك و بوطنك و بالناس من حولك و بالمال و بالظروف
اعترف أن إيمانك الذي لم توجهه لله طغى فوق إيمانك بمن خلقك و خلق من على الأرض جميعا
هذا الطاغوت الذي آمنت به هو سبب في خروجك من النور إلى الظلمات، هو السبب في السيئة التي تمر بها ليل نهار و لم تجد لها مخرجا
اليوم لا أريدك أن تفكر في مشاكلك و في ما تمر به من متاعب و عجز و احتياج
اليوم فقط تواضع و اعترف
اعترف بخطئك أنت و لا تحاول نسب معاناتك لأي أمر دنيوي أين كان
اعترف أن إيمانك بالدنيا أكبر من إيمانك بالله
اعترف و عالج الأمر في حياتك
اعترف و كن صادقا في اعترافك و انسى كل تلك الأفكار و الأحاسيس التي أبعدتك عن تكبير خالقك و إقداره حق قدره
حينها فقط ستخرج من الظلمات إلى النور
حينها ستعود إليك صحتك
و ستزداد عينيك بريقا
و سيكون خراج ربك خير من كل المخارج التي كنت تظن أنها ستخرجك من معاناتك
ما تفقده من الطاقة هو بسبب ما ينقصك من إيمان
ما يغشي بصيرك هو بسبب ما ينفصك من إيمان
ما يتقل خطواتك و يتقل رأسك هو بسبب ما ينقصك من إيمان
مخاوفك التي تحرمك من النوم و تحرمك من الحياة الطيبة هي بسبب ما ينقصك من إيمان
فقط اعترف بهذا و سيكون الله خير عون لك في كل حالاتك و أحوالك فهو على كل شيء قدير