في الواقع لماذا كثير من الناس لا يقدرون معنى الحياة أو لا يعرفون لذة الاستمتاع بالحياة ، محرمون منها لأنه في معتقدهم لا يوجد المعنى الحقيقي والواضح للموت لا يعرف أنه في الأخير سيغادر الحياة فلا يدرك المرء قيمة ومعنى كل دقيقة وكل نفس.. أفضل الناس هم أولائك المصابون بأمراض مزمنة وخطيرة والطبيب اخبرهم أنهم في الأيام الأخيرة في هذه اللحظة تسقط كل الأقنعة والكذب الذي تعلمه عن الحياة طيلة حياته ...هنا يكون الوضوح مع الذات وفعلا تتجلى لحظة الصدق مع ذاته ويقدر قيمة كل لحظة فمهما كان الألم الذي يمر به أو قيمة خسائره فإنه لا يبالي لأنه مدرك تماما أنه راحل
لا قيمة لأشخاص أمامه عندما يريد فعل شئ
لا قيمة للعادات والتقاليد
لا قيمة للمال لأنه مدرك تماما أنه راحل عن هذه الدنيا
هنا لحظة الفرار الدنيوي فيفر المرء من أمه و أخيه و بنيه و صاحبته التي كانت مصدر أمن وسلام ليفر إلى نفسه فقط ويدرك المعنى الحقيقي للموت والفناء والرحيل . أي يفك ارتباطه بالجميع شعوريا أو لا شعوريا
القصد من كل هذا ماذا لو كان عندنا هذا الادراك .ماذا لو فعلا اقتنعنا أننا راحلون اليوم أو غدا أو بعد ساعة أو دقيقة
.هل ترى سيكون مكان لذلك الألم في داخلك؟
يا ترى هل كنت ستمنع نفسك عن الابتسامة؟
يا ترى كنت ستضع قائمة طويلة عريضة البنود لتكون سعيد؟
في هذه اللحظة سيكون أي شئ قادر على إدخال البهجة و السرور لحياتك، حتى لو كانت حبة علك تأخذها من صديقك.