الفرح والحزن شعوران لا يختلفان عن بعضهما بعضا. كذلك كل المشاعر الأخرى التي نشعر بها. قد تستغرب هذا الطرح لكن بنظرة على الأحداث والنتائج التي تحصل عليها، ستلاحظ بوضوح أن الشعورين يحصلان على نفس الإهتمام من الكون. فالنتائج تتبع شعورنا نحو الأحداث أو المواقف، وعندما نكون سعداء ونشعر بالفرح فإن النتيجة تكون إيجابية وفي صالحنا، وعندما نشعر بالخوف أو الحزن، فالنتيجة تنقلب رأسا على عقب.
ألا يجعلنا هذا نتوقف لبرهة ونفكر؟ عندما تكون مشاعرنا إيجابية، نحصل على الأشياء التي نريدها وعندما تكون مشاعرنا سلبية نحصل إما على عكس ما نريد أو لا نحصل على شيء. إذا الكون هنا يغذي كل المشاعر بلا إستثناء دون إكتراث لما نريده في عقولنا. هذا يخبرنا أن الكون مصمم للتجاوب مع كل المشاعر، وأن كل المشاعر لديه سواء ولا توجد مشاعر حسنة وأخرى سيئة. لأن المشاعر هي المشاعر وكل المشاعر تحصل على نفس الفرصة في تحقيق ما تعنيه.
وعلى هذا الأساس يمكننا التوصل للمحصلة التالية. الكون يستجيب للمشاعر الأقوى بغض النظر عن كوننا نريد نتائجها أو نخاف منها. هذا أيضا يعني أننا يجب أن ننتج مشاعر إيجابية أكبر لناحية تحقق الهدف من مشاعرنا السلبية في حالة عدم تحققه أو عدم حصولنا عليه. إذا ومن وجهة نظر عملية، يجب أن يكون شعورنا بالفرح بتحقق الهدف أعلى من شعورنا بالحزن أو الخوف لم لم يتحقق. على الجانب الآخر نرى ثقافتنا تمنعنا من الفرح بالأشياء ومن الشعور بالإثارة عند توقع حدوث ما نصبُ إليه. لماذا؟ لا أعلم ولكن ما أعلمه أن من بدأ تلك الفكرة كان إنسان بائس يميل إلى التشاؤم. والتشاؤم شعور مقبول من ناحية الكون ولذلك قام بتغذيته بشكل جيد في حياتنا.
أول خطوة نقوم بها لتحريك الوضع في صالحنا، هي التقبل. تقبل الخسارة أو عدم حدوث الشيء أو عدم حصولنا عليه، ومن ثم نقوم بتعزيز مشاعر البهجة والفرح والإثارة. بهذة الطريقة نحن نقوي الشعور الذي نريد ونقتل الشعور الذي يزعجنا وهذا بدوره يؤدي إلى تسلسل أحداث يخدمنا.