إن كان إبنك غبي، فكن أنت ذكي. إبنك أو بنتك بحاجة للرعاية وليس لوصمهم بالغباء. من السهل جدا أن نطلق حكمنا على طفل ضعيف لا يستطيع الدفاع عن نفسه، لكن هذا سيزيد الوضع سوءً له ولنا. نحن هنا لا نساعده وإنما نؤكد له ونزرع في عقله فكرة أنه غبي. وعلى هذا الأساس سيتصرف هو. لا يستطيع الطفل أن يعرف أنه غبي أو ذكي إلا في سن متقدم ربما في السادسة أو بعدها سيتمكن من إدراك عجزه بدرجة بسيطة لكنه لن يرى نفسه غبي. كل ما سيراه أنه يتم التعامل معه بطريقة غير لائقة أو يتم نعته بألقاب هو لا يعرف تماما ما تعنيه. هذا سيشوش عليه تفكيره ويعكر مزاجه ويجعله يشعر بالعجز التام.
تذكر وأنت تستهزىء بطفلك أنه عاجز عن الرد عليك، هذا العجز ليس لخلل فيه وإنما لخلل فيك. أنت تستعرض عضلاتك على طفل، لا حول له ولا قوة. تخيل أنك كشخص بالغ يأتيك شخص آخر ذا مكانة إجتماعية ونفوذ ويبدأ يكيل لك كلمات الذم والتهديد والوعيد ويستهزىء بك. كيف ستشعر؟ حسنًا، إن كنت لا ترضاه لنفسك فلا ترضاه لأولادك. كرامتك من كرامتهم وعزتك من عزتهم. لا تحتاج إلى القسوة وإهانة أولادك ليصبحوا متفوقين ومشابهين لأطفال الآخرين، كل ما تحتاجه هو قليلا من الصبر وقليلا من المعرفة. أستطيع أن أوفر لك المعرفة، لكن الصبر عليك.
الآن دعنا نرى ما عندنا.
طفلك يبدو شارد الذهن، غبي، لا يستوعب الكلام أو لا يجيد الحفظ والقراءة. هذة الصفات موجوده فيه بكل وضوح، لكن دورك سيكون إما تعزيزها أو إصلاحها. ماذا ستختار؟
طريقة تعاملك مع طفلك تحدد إلى أي إتجاه سيميل. هذا لا علاقة له بكونه ذكي أو غبي، ما يؤثر فيه حقا هو طريقة تعاملك معه ونظرتك له. إحذر! فحتى النظرة الخطئة تؤدي إلى نتائج سلبية والسبب بسيط. نحن كبشر نتلقى الإشارات عبر التخاطر ويمكننا أن نبرمج بعضنا بعضا بلا كلام. آها... لم تكن تعلم هذا؟ الآن علمت، فكن منتبها لنوعية الأفكار التي توجهها إلى أطفالك. الأمهات في الغالب يبرمجن أطفالهن على أشياء سلبية كثيرة يلتقطنها من المجتمع المحيط بهن. كل مخافهن وكل عقدهن وأفكارهن تنتقل إلى الأطفال بسهولة.
إذًا، لا يوجد طفل غبي ( إلا الحالات الطبية ) وإنما يوجد والدان غير ذكيان. يجب التعامل مع الطفل بحكمة وصبر والنظر إليه نظرة متوازنة وإليك بعض الإرشادات التي ستساعدك كثيرا في تحويل إبنك ( الغبي ) إلى طفل طبيعي جدا بأقل عناء
١- تعامل معه دائما بإحترام.
٢- أنظر له على أنه شخص طبيعي بحاجة للدعم.
٣- لا تصرخ عليه ولا تستهزىء به في أي وقت.
٤- لا تسمح لإخوانه بالإستهزاء به وبقدراته.
٥- لا تسمح لأطفال العائلة بالإستهزاء به.
٦- لا تقارن بينه وبين أخوته، هذا لن يحفزه أبدا.
٧- لا تطلب من إخوته الإهتمام به لأنه غبي.
٨- حمله بعض المسؤليات البسيطة، فإذا نجح إثني عليه.
٩- حاول أن تشجعه بلطف لتحمل مسؤليات أكبر.
١٠- إذا لم ينجح في الأمر من أول مرة، أخبره أنك تثق به وأنه سينجح في المرة القادمة.
١١- بعد فترة أطلب منه القيام بالعمل الذي فشل فيه مرة أخرى، وإستمر في ذلك حتى ينجح.
١٢- تابع تقدمه وحاول أن تكتشف نقاط قوته فهذا خير من التركيز على نقاط ضعفه.
١٣- أكثر من يطلق عليهم أغبياء هم صناع مهرة. إكتشف مهارته ونمها.
١٤- لا تعامله معاملة خاصة، فالهدف أن يصبح طبيعي.
١٥- خصص وقت إضافي للإهتمام به، لا تفقد صبرك ولا تيأس بسرعة.
١٦- إن كان يحتاج إلى رعاية متخصصة فإبدأ من سن مبكرة.
١٧- خذه للأخصائي الذي يراه ذكي وطبيعي، لأن نظرته قد تعمل معه أو ضده.
١٨- تابع تقدمه في المدرسة وأن لا أحد يستهزىء به من طاقم التدريس.
١٩- إذا بدأ يتحسن فإستمر بالتعامل معه بإحترام.
هذة نصائح عامة تحول الولد الغبي إلى ولد طبيعي جدا، وتحول الولد الذكي إلى طفل أذكى. يجب إحترام الأطفال وعدم تعريضهم للعنف اللفظي أو النفسي أو الجسدي. هؤلاء أطفال وليسوا مجرمين. بقليل من الصبر والحكمة يتحولون إلى ثمار صالح.