الهدوء جزء مهم من حياتنا، قال برتراند راسل"لحظات من الخلوة والتأمل تحقق لي الهدوء والتوازن والتركيز، وتدفع في نفسي قوة هائلة لمواصلة الطريق"،فالهدوء يحمي صحتنا الجسدية من التداعي تحت نار الغضب وسلبياته، ناهيكم عما يفعله بالجسم من أمراض،كما أنه يحمي صحتنا النفسية من الإكتئاب والقلق والتوتر المصاحبين للغضب والإنفعال الزائد، يقول علماء النفس أن الإنسان الذي يغضب لأتفه الأمور هو إنسان متألم وضعيف الشخصية.
الهدوء يجعلنا نرى الموقف على حقيقته بدون تضخيم لتوافه الأمور المصاحب للغضب،فعندما يغضب الإنسان لا يرى الأمور على حقيقتها، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلا قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- : أوصني، قال: لا تغضب، فردد مرارا، قال: لا تغضب، رواه البخاري.
قال جوزيف فاريل "عندما تدخل في نقاش،حافظ على هدوء أعصابك،أما منطقك إذا كان سليما فسوف يعتني بنفسه"،فالهدوء يجعلنا نتحكم في الموقف وفي ردات أفعالنا إتجاهه،حيث يقول برمان "الهدوء يمنحك هدوء الأعصاب في أحرج الأوقات"،ويترك لنا فرصة للتفكير العقلاني، وليس التفكير السلبي فيقول يوهان غوته "تنمو الموهبة مع الهدوء والسكون، وتنمو الشخصية بخوض معترك الحياة".
وفي الختام كلنا يعرف أن الهدوء يقربنا ممن حولنا،ولا يبعد الناس عنا، فيقول عز من قائل "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"، فالإنسان ينفر من الأشخاص السلبيين، لأنهم يتسببون له بضيق داخلي لا يعرف مصدره، ويقبل بفطرته على الأناس الإيجابيين، لأنهم يعطونه شعور مريح بتواجده معهم.