الحب من طرف واحد

»  الحب من طرف واحد
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 3 دقائق

الحب من طرف واحد متعب ومرهق ولا يؤدي إلا إلى نتائج مؤلمة للطرف المحب. هذا بات معروفا للجميع ولا أظن أنني أستطيع أن أضيف شيء جديد للفكرة. ما أنا بصدده شيء شبيه ولكنه أكثر تدميرا وأطول أمدًا من الحب من طرف واحد الا وهو العطاء من طرف واحد. يتحول في مثل هذة الحالة الطرف المعطي إلى مصدر جيد لتغذية حاجات الآخرين دون حصوله على مردود في المقابل إلا المزيد من الطلبات التي في النهاية تؤدي إلى إستنزافه بالكامل. هذا الإستنزاف يتحول لاحقا إلى عادة يصعب التخلص منها بسهولة.

بعد إكتساب ميزة العطاء من طرف واحد سيكون من الصعب العودة لأسلوب التعامل الطبيعي القائم على التبادل أو الأخذ والعطاء، وذلك أن الخلل يصبح برمجة ثابتة يصعب مقاومته. فالنفس دائما ستدفع صاحبها إلى إتخاذ دور المعطي. هذا الدور قبيح جدا جدا جدا لأنك بكل بساطة ستبدأ بالعطاء وتنتهي بالتنازل عن نفسك وعن حقوقك من أجل الآخرين. ستضحي بمالك ووقتك وراحتك من أجل كل من تعتقد أنهم يستحقون وبهذا أنت تخفض الإستحقاق عندك وحينها ستبدأ عملية الإستنزاف البطيئة لقدراتك.

لن تلاحظ أنك مستنزف إلا متأخرا والسبب أنك ستجد مردود ظاهريا مجزي جدا وهو رضى الناس عنك ودعائهم الدائم لك. للأسف فإن رضى الناس ودعائهم لا قيمة له بالمرة عندما تكون مستنزفا من الداخل. لو كان دعائهم مفيد لإستفادوا هم منه ولما إحتاجوا لك ولا لغيرك ولكن العاجزين يظنون أن دعائهم ذا قيمة حقيقية. هذة ليست مشكلة ولكن أن تعتقد أنت أن دعاء الآخرين سيغير وضعك أو تعتبره مردودا جيدا لحالة العطاء المفرط؟ فهذة مشكلة حقيقية.

الأمر أبسط من تفكر فيه كثيرا، هي عملية تبادل طاقة ولتسري الطاقة بشكل متوازن عليك أن لا تتوقف عن العطاء أبدا وأيضا لا تتوقف عن الأخذ في مقابل عطائك. الآخرين أيضا مطالبين بالعطاء والأخذ لأن هذا ما يجعل الطاقة تتحرك حركتها الطبيعية. في أي مرة يحدث خلل في هذة الحركة سواء بزيادة العطاء أو زيادة الأخذ فإن الخلل يظهر على شكل مواقف نتعرض لها في حياتنا. مثلا عندما يجد الناس أنك قادر على منحهم خدمات أو منتجات مجانية، أو عندما يهرع إليك أخوك أو أختك بين فترة وأخرى يطلب المساعدة سواء مادية أو خدمات أخرى. هنا أنت دخلت في طاقة العطاء بدون أخذ وهذا ما يشعر به المحيطين بك. يشعرون أنهم يستطيعون الأخذ منك بسهولة أو يمكنهم تأخير حقك أو نسيان حقك بالمرة وهذا يحدث كثيرا بين الأخوة والأخوات. إذ يبدو أحدهم أنه دائما منسي من الحسبة، هو الوحيد الذي يتم تجاهل طلباته، هو الوحيد الذي يتحمل المسؤليات، وهو الأقل إستفادة من أي خير يصيب العائلة.

ماذا تستطيع أن تفعل لتغير الوضع؟ بكل بساطة لا تعطي إلا بمقابل. دائما تطلب خدمة أو ثمن في المقابل وهذا سيزعجك كثيرا لأنك لست متعودا على هذا الأسلوب ولكن عليك أن تتدرب حتى ترفع الإستحقاق عندك إلى درجة تعتدل فيها الطاقة فتبدأ بالحصول على حقوقك دون أن تسأل أو تطلب. لا تقلق كثيرا فالحياة قائمة على تبادل المصالح بين الناس. أنت تعمل في مقابل الراتب آخر الشهر وكذلك الآخرين، فلماذا تستثني نفسك من القيام بالشيء الطبيعي؟ الطبيعي أنك تحصل على مقابل، والطبيعي أن يحصل الآخرون على مقابل وكل يرتقي بمقدار ما يعطي ويأخذ.

ليست مسؤليتك أن أحدهم كسول ولا يريد أن يقدم مقابل لما يأخذه فيدعي الفقر والحاجة والحرمان. هو محروم لأنه لا يريد أن يقدم أي شيء في مقابل ما سيحصل عليه، هو لا يؤمن بالعطاء أساسا.

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    الحب من طرف واحد

    مدة القراءة: 3 دقائق

    الحب من طرف واحد متعب ومرهق ولا يؤدي إلا إلى نتائج مؤلمة للطرف المحب. هذا بات معروفا للجميع ولا أظن أنني أستطيع أن أضيف شيء جديد للفكرة. ما أنا بصدده شيء شبيه ولكنه أكثر تدميرا وأطول أمدًا من الحب من طرف واحد الا وهو العطاء من طرف واحد. يتحول في مثل هذة الحالة الطرف المعطي إلى مصدر جيد لتغذية حاجات الآخرين دون حصوله على مردود في المقابل إلا المزيد من الطلبات التي في النهاية تؤدي إلى إستنزافه بالكامل. هذا الإستنزاف يتحول لاحقا إلى عادة يصعب التخلص منها بسهولة.

    بعد إكتساب ميزة العطاء من طرف واحد سيكون من الصعب العودة لأسلوب التعامل الطبيعي القائم على التبادل أو الأخذ والعطاء، وذلك أن الخلل يصبح برمجة ثابتة يصعب مقاومته. فالنفس دائما ستدفع صاحبها إلى إتخاذ دور المعطي. هذا الدور قبيح جدا جدا جدا لأنك بكل بساطة ستبدأ بالعطاء وتنتهي بالتنازل عن نفسك وعن حقوقك من أجل الآخرين. ستضحي بمالك ووقتك وراحتك من أجل كل من تعتقد أنهم يستحقون وبهذا أنت تخفض الإستحقاق عندك وحينها ستبدأ عملية الإستنزاف البطيئة لقدراتك.

    لن تلاحظ أنك مستنزف إلا متأخرا والسبب أنك ستجد مردود ظاهريا مجزي جدا وهو رضى الناس عنك ودعائهم الدائم لك. للأسف فإن رضى الناس ودعائهم لا قيمة له بالمرة عندما تكون مستنزفا من الداخل. لو كان دعائهم مفيد لإستفادوا هم منه ولما إحتاجوا لك ولا لغيرك ولكن العاجزين يظنون أن دعائهم ذا قيمة حقيقية. هذة ليست مشكلة ولكن أن تعتقد أنت أن دعاء الآخرين سيغير وضعك أو تعتبره مردودا جيدا لحالة العطاء المفرط؟ فهذة مشكلة حقيقية.

    الأمر أبسط من تفكر فيه كثيرا، هي عملية تبادل طاقة ولتسري الطاقة بشكل متوازن عليك أن لا تتوقف عن العطاء أبدا وأيضا لا تتوقف عن الأخذ في مقابل عطائك. الآخرين أيضا مطالبين بالعطاء والأخذ لأن هذا ما يجعل الطاقة تتحرك حركتها الطبيعية. في أي مرة يحدث خلل في هذة الحركة سواء بزيادة العطاء أو زيادة الأخذ فإن الخلل يظهر على شكل مواقف نتعرض لها في حياتنا. مثلا عندما يجد الناس أنك قادر على منحهم خدمات أو منتجات مجانية، أو عندما يهرع إليك أخوك أو أختك بين فترة وأخرى يطلب المساعدة سواء مادية أو خدمات أخرى. هنا أنت دخلت في طاقة العطاء بدون أخذ وهذا ما يشعر به المحيطين بك. يشعرون أنهم يستطيعون الأخذ منك بسهولة أو يمكنهم تأخير حقك أو نسيان حقك بالمرة وهذا يحدث كثيرا بين الأخوة والأخوات. إذ يبدو أحدهم أنه دائما منسي من الحسبة، هو الوحيد الذي يتم تجاهل طلباته، هو الوحيد الذي يتحمل المسؤليات، وهو الأقل إستفادة من أي خير يصيب العائلة.

    ماذا تستطيع أن تفعل لتغير الوضع؟ بكل بساطة لا تعطي إلا بمقابل. دائما تطلب خدمة أو ثمن في المقابل وهذا سيزعجك كثيرا لأنك لست متعودا على هذا الأسلوب ولكن عليك أن تتدرب حتى ترفع الإستحقاق عندك إلى درجة تعتدل فيها الطاقة فتبدأ بالحصول على حقوقك دون أن تسأل أو تطلب. لا تقلق كثيرا فالحياة قائمة على تبادل المصالح بين الناس. أنت تعمل في مقابل الراتب آخر الشهر وكذلك الآخرين، فلماذا تستثني نفسك من القيام بالشيء الطبيعي؟ الطبيعي أنك تحصل على مقابل، والطبيعي أن يحصل الآخرون على مقابل وكل يرتقي بمقدار ما يعطي ويأخذ.

    ليست مسؤليتك أن أحدهم كسول ولا يريد أن يقدم مقابل لما يأخذه فيدعي الفقر والحاجة والحرمان. هو محروم لأنه لا يريد أن يقدم أي شيء في مقابل ما سيحصل عليه، هو لا يؤمن بالعطاء أساسا.

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين